علمت (حريات) ان عمر البشير بدأ فى التحضير للاطاحة بنائبه بكرى حسن صالح . كانت الاشارة الاولى فى مدنى ، حين قال انه يدعم ترشيح ايلا لرئاسة الجمهورية . ثم الاشارة الأكثر اذلالاً ، تخطيه كرئيس وزراء والدعوة المباشرة لمسؤولى الملف الاقتصادى لإعطاء انطباع انه حين تتأزم الأمور لابد من تدخل (القائد الملهم!). وغض النظر عن بكرى ، فلا حل للازمة الاقتصادية الا بجراحات كبرى : تشمل ايقاف هدر الموارد فى الصرف السياسى والادارى والأمنى وعلى رشاوى النخب ، فى حين يتركز الصرف السياسى بالقصر الجمهورى , ثم بمكافحة الفساد الذى يشكل عمر البشير أهم مراكزه , وبالانفتاح على العالم بما يرفع الديون ويستقطب المنح والاستثمارات ، وهو انفتاح غير وارد ورئيس النظام طريد للعدالة الدولية . ولكن افشال بكرى ثم الاطاحة به جزء من استراتيجية عمر البشير الجوهرية بالبقاء فى المنصب حتى الموت ، مهما كلف ذلك من اثمان حتى ولو أدخل البلاد معه الى القبر ! . وتقضى استراتيجية عمر البشير بان يدمر أى بدائل محتملة له ، ثم يتفاوض مع القوى الاقليمية والدولية لتنفيذ كل مطالبها ، بدء من ارسال الجنود لحرب اليمن و مكافحة الارهاب والحد من الهجرة وانتهاء بالتطبيع مع اسرائيل وقبول التقسيم الثانى للسودان ، بل وحل الحركة الاسلامية ، لكن بشرط السماح له بالموت كرئيس ، وفيما لا تزال دوائر ترى بانه لا يمكن استدامة النظام الا بالتخلص من عمر البشير الا ان دوائر فى الاقليم لا تمانع من توظيفه الى ان يقضى الله أمراً كان مفعولاً. وسبق وأطاح عمر البشير بالترابى مستنداً على دعم تلاميذه ، ثم شجع صراعاتهم فيما بعضهم للاطاحة بكل القيادات التى يمكن ان تشكل بديلاً له. وعَيّن بكرى حسن صالح باعتباره بديلاً غير محتمل ، سواء من جهة قدراته ، أو كونه طارئاً على الاسلاميين لا يحظى بدعمهم ، ولكن لمفاجأة عمر البشير ، وبعد ما سمى ب(الحوار الوطنى) – تعاملت قوى دولية ومحلية فى سعيها للحفاظ على النظام بمساعدته بالتخلص من حمولاته الزائدة وعلى رأسها عمر البشير ، تعاملت هذه القوى مع بكرى باعتباره (ليمونة فى نظام مقرف) ، مما جعل المسرحية تتحول الى حقيقة , فى تجل جديد لمكر التاريخ ، بذات مكر تحول مسرحية عمر البشير نفسه من (هبة سماء) للترابى الى (كمندة) فعلى يطيح به . ومما يزكى ايلا لدى البشير انه ليس عسكرياً وليس له قاعدة ولاء منظم ، ويرفضه الاسلاميون بما لديهم من معلومات جعلتهم يطيحون به من حكم البحر الاحمر، والاهم انه حين تحين انتخابات 2020سيكون أول من يرشح عمر البشير , ولذا فانه لا يعدو (مناورة) ، مثله مثل عبد الرحيم محمد حسين وأحمد هارون – المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية. وتؤكد معلومات (حريات) ان سنياريو عمر البشير اضافة للاطاحة ببكرى ، سيتضمن كذلك الاطاحة بمحمد عطا – لاعادة بناء جهاز الأمن بما يتفق مع (التوجهات الاقليمية الجديدة) ، وربما تتم على خلفية قمع الاحتجاجات المتوقعة على زيادات الاسعار ، فتصور وكأنها انحياز للجماهير المقموعة . ولاعزاء لبكرى حسن صالح – مثله مثل على عثمان ونافع على نافع وصلاح قوش وغازى صلاح الدين – قدم ولاءه للطاغية على ولائه للوطن ، والطغاة لا وفاء لهم إلا لكرسيهم . http://www.hurriyatsudan.com/?p=230878 http://www.hurriyatsudan.com/?p=232142 http://www.hurriyatsudan.com/?p=231806