سياسة هرولة الرئيس البشير اللاهثة بالقدم اليُمنى نحو المرمى الذي يُهدّف عليه محور تركياايرانقطر.. والتحرك بالقدم اليُسرى في ذات الوقت ناحية دول المحور المقابل التي تراوح في مرماه كرات الحصار التي تفرضه السعودية والإمارات والبحرين برعاية المدرب المصري في محاولة إزعاج دفاعات الخصم القطري..! قد يفهم منها أن الرجل يسعى متقطع الأنفاس في محاولاته لفك خنقة معضلاته الإقتصادية وعزلته الطويلة وهو الذي تتلاعب به أهواؤه الخاصة دون تسطير رؤية ثابته يشرك فيها فريقه الدبلوماسي المسلوب الإرادة حتى يكسبه توفر الخط السياسي المدروس بروح الفريق صادق النصح بما يخدم مصالح الوطن لامزاجية الرئيس إن هو وجد حوله حتى يعطيه وزناً ثابتاً ذا ثقل معتبر بما يجعله بؤرة جذب للإستفادة منه كحليف موثوق بثبات مواقفه في مسارات المحورالذي يحقق السيرفيها عظمة مستحقة الإحترام لوطنه من خلال شخصه المؤثر..وليس باعتباره دمية تحركه الطموحات المتواضعة و الموقته ..مثلما هو ماثل في مشهد التلويح له بالعطاء من هذا الفريق أو ذاك ..حيث أدرك كلا المحورين نقطة ضعف الرجل الشخصية وأزماته الذاتية وهشاشة عظم نظامه المركبة الكسور ! بالأمس تلقى رسالة عبر السفير الإماراتي بالخرطوم من الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد إمارة أبوظبي الرئيس الفاعل لدولة الإمارات العربية المتحدة في غياب رئيسها أخيه الشيخ خليفة بن زايد شفاه الله ..وسط تسريبات بان وديعة قدرها مليار دولار قد ضخت في شرايين المصرف المركزي السوداني بغرض إنعاش الحالة الإقتصادية الراكدة في غرفة العناية المكثفة بينما شحنات البضائع الإماراتية ويا للمفارقة تستعد لتمخر عباب الخليج المالح متجة من الصحراء القاحلة الى أرض الذهب التي يحفها زلال النيل العذب ! وتحدثت أنباء غير مؤكدة عن زيارة للشيخ منصوربن زايد نائب رئيس الوزراء بالإمارات للخرطوم .. قابلتها أنباء عن إمكانية زيارة سيقوم بها قطب سياسي سعودي كبير..ولكن نجد جماعة الدوحة ظلوا يتعاطون مع نظام إخوانهم المأزومين في شارع المطار من تحت الطاولة دون أن يكشفوا عن تحركات الفريقين تجاه بعضهما ..حتى أنهم لم يعلقوا ببنت شفة عن زيارة أوردغان للسودان وحكاية جزيرة سواكن التي إنتفض لها السيسي مفزوعاً ومرتميا في حضن اسياس أفروقي الذي لم يصدق أن أحداً قد تذكره أخيرا فلبى نداء أبوظبي قبل أن يزور القاهرة.! فيما القوات السودانية تبذل دمها مهراً لعطايا عاصفة الصحراء للبشير و إدارةالعمليات الحربية في اليمن تدفع بها الى أتون الحرب البرية التي بدونها لن تستعيد شرعية عبدربه منصور هادى ستر عورتها التي إنتزعها الحوثيون ..وتركوا حلفاءهم من أنصار علي عبدالله صالح منقسمين بين من سلموا سيوفهم منبطحين لهم .. ومن يرفعون على أسنة رماحهم قميص قتيلهم الذي سقط على وجه أطماعه في المسافة الواقعة بين فريقي الصراع ..مثلما حال البشيروهو يتذاكى مابين توق يده الممدودة لحصد بلح اليمن ..و لسانه يتلمظ لطعم عنب الشام !