إذ فشل نظام المؤتمر الوطنى فى كل منحى – باستثناء الكذب وجز الرقاب – , وبكل المعايير ، فانه يغطى على فشله بما نال فيه درجة الامتياز ، أى بترويج الاكاذيب . خرجت احدى صحف النظام بالعنوان الرئيسى (تركيا تخطط لاستثمار (500) مليار دولار فى السودان) !! وهذا كذب صريح . حيث ان التصريح المنسوب للتركى هارون ماسيت – الرئيس المؤقت لجمعية العالم الجديد للصناعيين ورجال الاعمال – ، كما أوردته وكالة الاناضول التركية , ينص على (السودان بحاجة الى حوالى 500 مليار دولار للاستثمار فى القطاعات المختلفة) . والفرق واضح بين (حاجة السودان) وخطة الاتراك للاستثمار !. بل ان هارون يضيف بالنص (تم توقيع اتفاقيات تمهيدية بقيمة (1,2) مليار دولار بين رجال الاعمال الاتراك ومسؤولى الوزارة السودانيين وممثلى القطاع الخاص خلال الزيارة . نعتقد بانه سيتم تأكيد هذه الاتفاقيات هذا العام ، واكمالها (تنفيذها) فى غضون خمس سنوات). (نص التصريح مرفق اسفل التقرير). ومما يؤكد ان ما اوردته صحيفة النظام يعكس نية مبيتة للتضليل , ولا يندرج تحت الخطأ غير المقصود الذى يمكن ان تقع فيه اى صحيفة ، ان الصحيفة ذاتها تورد التصريح الصحيح فى متن الخبر ، فيما تعنونه بصورة مضللة ! ومن ابجديات الخبر فى الصحافة انه حين يكون النبأ غير منطقى ، فان على المحرر المسؤول مراجعته مرات ومرات للتأكد او الإلغاء، وأيما مطلع على ألف باء الاقتصاد يعرف بان تركيا لا يمكن ان (تخطط) لاستثمار (500) مليار دولار فى السودان ، والسبب بديهى وواضح ، حيث ان الدخل القومى التركى الاجمالى يساوى (854) مليار ، كما تورد احصاءات البنك الدولى (المصدر أدناه) ، فهل تستثمر تركيا أكثر من نصف دخلها القومى الاجمالى بالسودان !! وتجدر الاشارة الى ان يوسف أوزتورك – الذى وقعت معه الحكومة السودانية عقود تمويل ب(2) مليار دولار بعد ان قابله عمر البشير شخصياً – سمسار تحاصره الفضائح فى عدة بلدان . وسبق وكشف تقرير لصحيفة Maldives Uprising انه غير مسجل ب(جمعية المقاولين الإتراك ) (TMB) ولا بمجلس العلاقات الخارجية التركي (DIEK) رغم ان التسجيل في المجلس إلزامي وفقاً للقانون التركي. وسبق ومارس النظام ذات لعبة بيع الاوهام – يسميها السماسرة : الامل الطويل – عندما ارسل قواته لحرب اليمن ناشراً دعاية ان ذلك سيفتح (بركات السموات والارض) على البلاد ! وعندما أعلن عن اكتشاف شركة سيبرين (الروسية) لكميات ذهب بالسودان أكثر من جملة احتياطى الذهب المكتشف بالعالم !! وكذلك عندما روج ل(أمطار) الاستثمارات القطرية التى ستنهمر على السودان ! ثم تمخض كل ذلك عن لا شئ سوى افتضاح الاكاذيب لاحقاً . ولكن لنفترض جدلاً انه هطلت على البلاد مليارات الدولارات من الاستثمارات ، فهل من سبب منطقى يدعو للاعتقاد بان فى ذلك حلاً للازمة ؟ ألم يبدد النظام أكثر من 80 مليار دولار من عائدات البترول فى الفساد والصرف السياسى والأمنى ؟! وهل هناك أموال اسهل من عائدات البترول ؟! واذا فشل النظام فى توفير المياه لسكان الخرطوم التى يحوطها نيلان ، فهل من عاقل ينتظر منه شئ ؟! والمأساة / الملهاة ان قيادة النظام تعرف وتكذب ، ولكن المغيبين من اتباعه ينتظرون (الرايحة) فى خشم تمساح أو من جيوب غير موجودة بفانيلة ميسى ! (المصدر أدناه) http://www.hurriyetdailynews.com/sudan-needs-500-billion-investment-in-various-sectors-turkish-business-leader-128200 https://tradingeconomics.com/turkey/gdp https://fred.stlouisfed.org/series/MKTGNITRA646NWDB http://www.almeghar.com/archives/56562 http://maldivesuprising.com/articles/truth-behind-game-of-contracts-by-yameen-government-exposed/