فيما ذكرت مصادر الحركة الشعبية ان عدد النازحين جراء العمليات العسكرية في جنوب كردفان وصل إلى (200) ألف نازح ، قال زروق قويدر المتحدث باسم الأممالمتحدة ان ما يزيد عن عشرة آلاف نازح تجمعوا قرب مجمع الأممالمتحدة أمس الخميس 9 يونيو . وأضاف قويدر ان الاشتباكات استمرت حتى أمس في كادوقلي وامتدت إلى المناطق الأخرى بالولاية . واعتبر المكتب القيادي للمؤتمر الوطني في اجتماعه برئاسة المشير البشير رئيس الحزب ما يدور في جنوب كردفان تمرداً مسلحاً وخروجاً عن القانون تقوده الحركة بالتعاون مع قوى أجنبية وبعض قوى المعارضة بالداخل . وأعلن المكتب القيادي وفقاً لنافع علي نافع إطلاق يد القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى – في إشارة للأمن والدفاع الشعبي . وقال المشير البشير في تصريحات نقلتها وكالة (سونا) ان القوات المسلحة تقوم بعمليات (تمشيط واسعة ) بحثاً عن (فلول التمرد) . وذكرت صحيفة (الانتباهة) أمس 9 يونيو ان ما أسمته بعمليات التمشيط أوسع عملية تمشيط تشهدها المنطقة ! واعتمدت القوات المسلحة ومليشيات الدفاع الشعبي وسائل حربها المعتادة على أهل الهامش ، فقصف الطيران المناطق التي يتركز فيها النوبة مثل كرنقو وتيسى وزندية وبلينجة، واستهدفت القوات المسلحة والمليشيات المواطنين على أساس الهوية العرقية ، فاعتقل وعذب الكثير من أبناء النوبة مثل العميد مهنا بشير وأبراهام مرادة توتو وادم جبريل أبو قطية ومختار حسن بدوى وزوجته والمحامى يعقوب التيجانى ، وتم اغتيال أعداد منهم مثل حسن ماركوني ومحمد موسى فضال و جمعة بحر وحسن بوب وجمعة بادى ، ونميرى فليب ، والطيب السر ، وفتح الرحمن موسى ورزق الله والغزالي. وفي حملة الاعتقالات والتصفيات الواسعة اعترفت المصادر الحكومية الإعلامية بانتشار كثيف للقوات المسلحة والمليشيات في الأحياء و(تمشيطها) المنازل على نسق ( بيت بيت ) . وتواصلت عمليات اعتقال واغتيال كوادر الحركة الشعبية ونهب وحرق مكاتبها . ومنعت الأجهزة الأمنية الإعلاميين من دخول المنطقة ليتسنى لها إكمال حملة تطهيرها العرقي التي لم تشهد المنطقة مثيلا لها . وبدأت المعارك بقرار المشير عمر البشير نزع أسلحة الجيش الشعبي في جنوب كردفان والنيل الأزرق ، كما صرح الفريق عصمت عبد الرحمن رئيس هيئة أركان القوات المسلحة . وسبق وكررت ( حريات) مراراً بان خطة المؤتمر الوطني في ولاية جنوب كردفان ( المقتلة) وليس ( المشورة) ، بدليل تعيين أحمد هارون كوالي للولاية ، والذي يعتبر اختصاصياً في التطهير العرقي ، وسبق ونفذ تخصصه في الولاية كضابط أمن أوائل التسعينات ، حين أعلن الجهاد على النوبة وتمت تصفيات واسعة لقياداتهم ومتعلميهم ، ثم انتقل بتخصصه إلى دارفور ، حيث قتل ما لا يقل عن 300 ألف شخص ، بحسب إحصاءات الأممالمتحدة . ودعا محلل سياسي ل (حريات) منظمات المجتمع المدني والقوى السياسية ابتدار حملة تضامن واسعة مع النوبة الذين يتعرضون لحملة تطهير عرقي تعترف الحكومة بان المنطقة لم تشهد مثيلاً لها ، والى الضغط بكافة الوسائل على المجتمع الدولي ليطلع بمسؤوليته في حماية النوبة من الإبادة .