إدارة مرور ولاية نهر النيل تنظم حركة سير المركبات بمحلية عطبرة    اللاعبين الأعلى دخلًا بالعالم.. من جاء في القائمة؟    جبريل : مرحباً بأموال الإستثمار الاجنبي في قطاع الصناعة بالسودان    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    بعد رحلة شاقة "بورتسودان.. الدوحة ثم الرباط ونهاية بالخميسات"..بعثة منتخب الشباب تحط رحالها في منتجع ضاية الرومي بالخميسات    على هامش مشاركته في عمومية الفيفا ببانكوك..وفد الاتحاد السوداني ينخرط في اجتماعات متواصلة مع مكاتب الفيفا    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    شاهد بالفيديو.. الرجل السودني الذي ظهر في مقطع مع الراقصة آية أفرو وهو يتغزل فيها يشكو من سخرية الجمهور : (ما تعرضت له من هجوم لم يتعرض له أهل بغداد في زمن التتار)    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان أحمد محمد عوض يتغزل في الحسناء المصرية العاشقة للفن السوداني (زولتنا وحبيبتنا وبنحبها جداً) وساخرون: (انبراش قدام النور والجمهور)    الخارجية تنفي تصريحا بعدم منحها تأشيرة للمبعوث    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المهدي: أخطر شيء قيام حرب على الهوية والاغتيالات انحطاط للسياسة السودانية
نشر في حريات يوم 15 - 06 - 2011

عقد حزب الأمة القومي بداره بأم درمان مؤتمرا صحافيا أمس الثلاثاء 14 يونيو تحدث فيه رئيسه السيد الصادق المهدي مركزا على قضية الحرب في جنوب كردفان ومحذرا من الحرب على الهوية ومناديا بوقف إطلاق النار الفوري وتنظيم إغاثة عاجلة وحل مشاكل المناطق الثلاث المتأججة وقضايا الجيش الشعبي في الشمال، ومؤكدا مشاركتهم في احتفالات قيام دولة الجنوب، كما أكد مطالبتهم بالتحقيق في الجرائم والانتهاكات التي تدور في جنوب كردفان، وقال إن الاغتيالات حصلت في بلاد اخرى ولكن السودان كان بعيدا من هذه التصرفات (الزفرة) ولو جعل الناس من التصفيات الفردية وسيلة للعمل السياسي ستكون النتيجة انحطاط العمل السياسي السوداني. وكرر المهدي حديثه من أن عدد الخريجين العاطلين بلغ حوالي مليون وأن هذا خطر عليهم وعلى البلاد، وحذر من التعامل الروتيني مع قضية المسلحين في الجيش الشعبي في الشمال مناديا بحل سياسي لقضيتهم.
وتحدث المهدي تاليا بيان حزبه حول (كيفية تجنب الحرب على الهوية ومواجهة دولية في السودان) كما خاطب المؤتمر بالتعليق في بعض القضايا المثارة رئيسة المكتب السياسي ومساعد الرئيس والأمين العام ومساعده. وقد أكد مساعد الأمين العام للسلام إنهم زاروا النازحين بجنوب النيل الأبيض وإن حالتهم سيئة، كما ذكر مساعد الرئيس إنه قادم للتو من شمال دارفور حيث أعلن رأب الصدع للحزب في الولاية واصفا الحال بأنها سحابة صيف وانقشعت، أما رئيسة المكتب السياسي فذكرت إقامة اجتماع بالاثنين مع قادة القوى السياسية والمجتمعية حول الوضع في جنوب كردفان لبلورة مبادرة شعبية قومية للحل وأعلنت عن عقد اجتماع لاحق بالأربعاء 15 يونيو لذلك الغرض.
ونبه المهدي في بداية كلمته لسبعة معالم: خسران الحرب على الهوية، وأن الإخفاق في إدارة القوات المسلحة ادى لحرب 1963 و1983 وقد اكد ردا على تساؤل صحفي بأن هناك اخفاق حالي في إدارة مسألة القوات التابعة للجيش الشعبي بالشمال، كذلك ان عيوب اتفاقيات السلام تؤدي للحرب، وأن الحرب أولها كلام، وأن الانتخابات في مناخ مشحون بالعداء تصير جزءا من المشكلة، وفشل اطار الاتفاق الثنائي، فالاتفاقيات الثنائية ضرورية ولكنها غير كافية. كما حذر من المواجهة الدولية وقال: (حردان السوق مين برضيه) إشارة لأن الأمم المتحدة هي السوق الدولي وأية مواجهة معها ستودي للعزلة.
وقال إن هناك خمسة مناطق هي: هجليج، وحفرة النحاس/ كافي كنجي، والجبلين، وجبل المقينص، وكاكا التجارية؛ لم تتمكن مفوضية ترسيم الحدود من الفراغ منها لأن فيها عنصرا سياسيا، ورؤية لسكانها ينبغي أن تؤخذ في الحسبان. وأن الاتفاقية وصفت بالشمول مع عقدها إبان احتراب قائم، كما أنها استثنت أبيي لاستفتاء وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق لمشورة شعبية، ووصف كيف خضعت أبيي لتحكيمين ثم تأزمت، وكيف عقدت الانتخابات في جنوب كردفان الحال حتى صارت مسرحا قتاليا منذرا بالتمدد لجهات أخرى والمأساة الإنسانية هناك.
ونادى بوقف فوري لإطلاق النار، وتنظيم إغاثة واسعة ذاكرا إنهم أرسلوا وفدا لتفقد أحوال النازحين شمالا من الجنوب في جنوب النيل الأبيض، كما تحدث عن مأساة النازحين جنوبا من الشمال وكذلك من أبيي وجنوب كردفان إثر الأحداث الأخيرة مناديا بالتحرك الفوري، وضرورة الامتناع عن أية تصرفات انفرادية في القضايا الخلافية، وحل أبيي عبر: (وقف إطلاق النار- انسحاب قوات الشريكين إلى مسافة محددة شمالا وجنوبا- تكليف شرطة من العناصر السكانية في المنطقة- آلية حفظ سلام دولية من دول مختارة لحيادها- إغاثة عاجلة للنازحين- عودة النازحين لمناطقهم وتعويضهم عن الخسائر- تكوين إدارة مدنية قومية مؤقتة- يجري سحب القوات المسلحة السودانية بالتزامن مع النظام الوفاقي المقترح لكيلا ينشأ فراغ يغري من يشاء بأخذ القانون في يده، ويؤجل الاستفتاء إلى ما بعد قيام دولة جنوب السودان). أما بالنسبة لجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق: فنادى بأن يتفق على تحقيق المشورة الشعبية لصلاحيات ذاتية محددة في العلاقة ما بين المركز والولاية، وحقوق تنموية وخدمية لإزالة التهميش، مع معالجة قوات الجيش الشعبي الشمالية عبر اتفاق سياسي منتقدا التعامل الروتيني مع تلك القضية الأمنية المتفجرة، إضافة لمناداته بإعادة هيكلة قطاع الشمال (وما يتفق عليه يكون أساسا للمعاملة بالمثل في دولة جنوب السودان). وطالب بإسناد المشاكل التي لم تحسم لمفوضية حكماء، وقال إنهم اجتهدوا وسموا اثنى عشر اسما لهذه اللجنة المقترحة، كما طالب بإبرام اتفاقية التوأمة أو الجوار الأخوي بين الشمال والجنوب، وبمشاركة إيجابية في مناسبة إعلان دولة جنوب السودان على أن يكون وفد السودان قوميا ومجتمعيا، ذاكرا بأنهم تلقوا دعوة من الأخ سلفا كير لحضور المناسبة وسوف يلبون الدعوة (بوفد سياسي- أنصاري- ثقافي- فني) مناديا بمشاركة حضارية (تساهم في غرس يحجم الفصال في نطاقه الدستوري ويفسح المجال للوصال المجتمعي العريض).
وتحدث د حسين عمر مساعد الأمين العام للسلام حول تفاصيل زيارة جنوب النيل الأبيض وقال: كون حزبنا وفدا كبيرا برئاسة الأمين العام وأعضاء من الأمانة العامة ومن المكتب السياسي ومن هيئة شئون الأنصار، وتوجهنا لمنطقة الحدود بين النيل الأبيض وأعالي النيل وذلك للاطلاع على الوضع الإنساني ومقابلة القيادات المحلية للتفاكر حول تداعيات الانفصال وتقديم الدعم المعنوي والمادي ما أمكن.
المناطق المتأثرة في شرق النيل الأبيض وفي غربه، وقد شملت محلية السلام والنعيم وأم جلالة فيها عدد كبير من النازحين في أوضاع مأساوية. والجبلين وجودة وجزء من إدارية كنانة والقيقر والكيلو 15 وعدد من المناطق غرب الرنك فيها عدد كبير من النازحين. عدد المعسكرات غرب النيل 8 معسكرات فيها 2046 نسمة وشرق النيل فيه 6250 نسمة.
هناك مشكلات كثيرة للنازحين والأوضاع الأمنية غيرمستقرة والنزوح مستمر، وأوضاع الحدود غير محكومة وقد تعرضوا لمشاكل بالنسبة لمزارعهم التي كانوا يملكونها جنوبا وتركوها، ولا كلام عن تعويضهم. وقد رفع الوفد تقريره لقيادة الحزب مؤكدا وجود أوضاع اقتصادية صعبة وأمنية غير واضحة.
كذلك جاءنا تقرير من القيادة الحزبية في جنوب كردفان يتحدث عن أوضاع في غاية الخطورة وهناك نزوح كثير في مناطق ابو كرشوية والرهد والدبيبات والأبيض النازحون يعانون ويحتاجون لعون إنساني. ومن هنا نحن نناشد القوى الوطنية لمساعدة هؤلاء النازحين.
الأستاذة سارة نقد الله رئيسة المكتب السياسي، تحدثت عن اجتماع تم مساء الاثنين بين قيادات حزبها بمن فيهم الرئيس الإمام الصادق المهدي وقيادات القوى السياسية وقوى المجتمع المدني حول جنوب كردفان. وقالت بداية إن الموقف الخطير في جنوب كردفان وليس خافيا عليكم إذا لم يعالج سوف يؤثر على السودان كله. وقالت كان الاجتماع بمبادرة من رئيس الحزب لدعوة قيادات قوى سياسية ومجتمع مدني ليلة البارحة حيث طرحت مبادرة لتصير قومية لإنقاذ أهلنا في جنوب كردفان وبالتالي السودان لأن هذه الحرب التي اشتعلت إذا لم نوقفها ستكون بداية حرب شاملة، وحضرت الاجتماع قوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني تفاكروا حول المبادرة القومية الشعبية لوقف نزيف الدم في جنوب كردفان بمعطيات محددة بعضها طرح في بيان الرئيس الذي تلي عليكم الآن وقد اضافوا لها ضرورة مناشدة الطرفين لوقف إطلاق النار فوري وإغاثة عاجلة فهناك بعض الأطراف رافضة عمل معسكرات للنازحين المتضررين فلا بد من مناشدة سريعة.
التدابيرفي المبادرة ستخرج بوثيقة وقد تكونت لجنة لوضع المبادرة في إطار منهجي وسيتم اجتماع آخر غدا الساعة الثامنة فيها اللجنة عليا من الأحزاب ولجنة فنية لتنفيذ المبادرة.
أهم دور في هذه المبادرة هو الطلب من اهل الإعلام ان يصيروا فاعلي خير في وقف هذه الحرب وذلك لأن بعض الأقلام تؤجج هذه الحرب ونتمنى من السلطة الرابعة ان يكونوا سياجا مجتمعيا لتوقيف هذه الحرب. غدا ستخرج المبادرة بشكلها المتفق عليه.
الأسئلة الصحفية والردود عليها:
سألت الأستاذ أميمة عبد الوهاب (آخر لحظة) بأنه وصباح اليوم التقى الإمام الصادق المهدي بالسفير الأسباني ماذا دار في اللقاء وهل تعرض لقضايا السودان الراهنة؟ وفي الفترة الماضية حضر مؤتمرات خارجية هل كانت بصدد ما يدور في السودان؟
وسألت فاطمة غزالي (الجريدة): أنه وفي زيارة الإمام للدمازين طلب مالك عقار منه القيام بمساعي حميدة لتدارك الوضع في جنوب كردفان وإطلاع الرئيس على معلومات كافية حول الوضع في إشارة لأنه مغيب عن معرفة الأحداث. هل هناك خطوة لتعجيل اللقاء بالبشير؟
أم زين ادم (الراي العام) سألت هل هناك اجماع من القوى السياسية على تكوين مفوضية الحكماء وما هي الضمانات لتنفيذها؟ وسؤال آخر لأستاذة سارة في جنوب كردفان اللجنة الشعبية ترفض إسكان النازحين في معسكرات فهل لديكم تنسيق معهم؟
ووجه سؤال من صحفي أن الأجندة الوطنية جزء كبير منها هو الاتفاق على عدم تجدد الحرب وخلق جوار عدائي والانزلاق للحرب وهذا فعليا تم هذا يعني ان الاجندة الوطنية سقطت فما تتحاشاه حدث فعلا ماذا يلقي ذلك على الحوار؟ مفوضية الحكماء كيف تكون قراراتها هل ملزمة أم معلمة؟ وما هي نسب تكوينها كم من الجنوب وكم من الشمال؟
ورد المهدي على هذه الأسئلة قائلا حول اللقاء مع السفير الأسباني إنه تم بطلب من حضرته فهو سفير جديد ويريد التعرف بنا فالسفراء يعتبرون أنفسهم سفراء للحكومة والشعب يلتقون بالقوى الحاكمة والمدنية وقال إن السفير الألماني يعتقد أن بلده تريد مني محاضرة عن التطورات في السودان والعالم العربي وقد قبلت المبدأ وسوف تلقى المحاضرة على سياسيين ومنظمات مجتمع مدني في أسبانيا، قبلت ذلك وقلت له إنني قد حاضرت من قبل في “البيت العربي” في مدريد ونشرت المحاضرة في إحدى إصداراتنا كذلك سأل السفير من نشاط نادي مدريد ومركزه في اسبانيا، كما انتهزت الفرصة لإعطائه ملف بكل أدبياتنا الحالية للعلم. وبشأن المؤتمرات التي حضرها قال إن آخر مؤتمر كان في برلين تحدثنا فيه عن علاقات الشمال والجنوب بعد استقلاله. وفي السبت القادم سوف أشارك في مؤتمر عن المياه في المغرب مختص بموضوع الإدارة المتكاملة للموارد المائية وهو الآن موضوع هام وأشارك فيه باعتباري عضوا في المجلس العربي للمياه والوحيد الذي لست مهندس مياه فيه. القضية هي الإدارة المتكاملة للأمطار والأنهار والمياه المسترجعة وكيفية إدارتها لأن المنطقة من مناطق الفقر المائي في العالم.
وبالنسبة لكلام عقار نعم أوصلت مناشدته وأعتقد أنه يتخذ موقفا عقلانيا ومعتدلا ويريد ألا يتمدد ما يحدث في جنوب كردفان لأنه وارد أن يستنسخ في جنوب النيل الأزرق لو لم يُحتو. ونحن مهتمون بذلك ليس فقط لمنع الحرب فنحن نريد تحقيق السلام ومنع الحرب ولكن أيضا لكيلا تأتي أشياء طارئة تصرف النظر عما يحدث في الشمال، وعن تنظيم الوضع في الشمال وعلاقته بالجنوب فهذه الاجراءات تصرف النظر وتعمل إجراءات سطحية. مالك يريد احتواء المواجهات ونحن نشاركه في ذلك.
بالنسبة لمفوضية الحكماءعملنا اجتهاد لتقديم أسماء فيها مراعاة للوزنات الجهوية والسياسية وصحيح هم لا يمثلون جهة بل افراد لكن الوزنة الجهوية والعمرية وكل الاعتبارات ضرورية لعمل مجهود فعال. الفكرة ان نسوقها للجميع ليقبلوها كبديل للأزمات وبديل لأن يلتقي (ثنائي السودان) الحالي ويدخلوا فيما سماه: (حرب الديك.. سك الديك) وكل ما (تحربسا) يأتي ذلك بالتدخل الخارجي (أي المرفعين) فنحن نريد تخليص السودان من هذا المنظر، لذلك اجتهدنا لتقديم اسماء مقبولة لا يمثلون حزبا بل شخصيات وطنيين ولهم هويات مختلفة.
وحول السؤال هل ستقبل توصياتهم وهل هي معلمة أم ملزمة قال المهدي الفكرة انها يجب ان تكون ملزمة فهذه جهة سودانية وليست أجنبية والسودانيون يقبلون التحكيم، وفي إطار الشريكين هناك (خرخرة) نريد وضع حد لها. سنجتهد لتقديم الأسماء وقبول الأطراف لها، وبصفتهم مؤهلين هذا يجعل كلامهم مقبولا وهذا أفضل من غيره.
وبالنسبة للسؤال حول مآل الأجندة الوطنية بعد الأحداث قال إن الأجندة الوطنية هي أساس حل المشاكل لكن جاء موضوع طارئ يمكن يحول الأمر كله، اجتهدنا في التعامل معها بصفة استثنائية لوقف احتمالات تدهور الموقف أكثر ثم انتقاله لجنوب النيل الأزرق ومع مواجهة دارفور القائمة يتحول السودان لمسرح حروب متعددة الجبهات ووارد مجلس الأمن يتخذ مواقف فتصير مواجهات داخلية وخارجية. ولكن في النهاية المشاكل لا تحل الا بمواجهة الأوضاع بالصورة التي وصفتها الاجندة الوطنية، وبينما نحن في موقفنا هجم علينا أسد.
وحول نسب تكوين المفوضية قال إنهم عالجوا المسألة بصورة تكون معقولة لكل الأطراف.
وردا على التساؤل هل ما حدث في جنوب كردفان أشعلته مشكلة إدارة قوات مسلحة، قال: نعم لأنه صدر قرار بضرورة التعامل مع الجيش الشعبي في الشمال بعد 9 يوليو على أنه جيش أجنبي. الحقيقة هناك إشكالات كثيرة في اتفاقية السلام وقد أهملت طيلة الست سنوات حتى مفوضية إعادة التسريح والدمج (الدي دي ار) لم تستطع عمل شغلها لعدم الامكانيات اللازمة وكذلك لجوانب سياسية أخرى. هناك عشرات الآلاف من المسلحين ولا يمكن التعامل معهم بصفة روتينية لا بد من إجراء سياسي وإلا سياتي ذلك بنتائج سلبية لأمن الوطن.
بعض الناس يقول لنا أنتم لا تستطيعون حل مشكلة جيش الأمة كيف تحلون هذه القضايا. الحقيقة جيش الأمة جزء من فشل الدي دي ار فالمشكلة أنها حصرت نفسها بين شريكي نيفاشا،وقد نقلنا لهم أن أي سوداني حمل سلاحا وحدث اتفاق سياسي لا بد يحالوا لمفوضية الدي دي آر ولكن لم يسمعوا لذلك الآن جزء كبير من العناصر التي كانت في جيش الأمة في جيوش في دارفور.
وقد قلنا مرارا ونبهنا لأن الفاقد التربوي والعطالة وقود حيوي للتمرد المسلح في البلاد. كل الناس الذين اشتركوا في عمل مسلح سياسي وعادوا وصار هناك صلح يصيرون مسئولية الدي دي آر وحصرها بين المؤتمر والحركة غير صحيح.
المجندين في الجيش الشعبي بالشمال إذا لم تحل مشاكلهم سيتحولون لقضية أمنية هذه قضية مهمة جدا كذلك بند العطالة فالعاطلون عن العمل الآن اكبرخطر على انفسهم من انتشار المخدرات والأزمات الأخلاقية وهناك عدد كبير من الشباب تخرجوا ووجدوا أنه كان افضل لهم ايام الدراسة ففي وضعهم الحالي إساءة لكرامتهم وهناك من يقدر أعداد كبيرة للخريجين العاطلين، هناك احصاء أنهم 800 ألف وإحصاء أنهم مليون خريج.
وأقول أي قوة كانت جزء من المعركة السياسية ومسلحة لا بد تعالج مشاكلهم بسرعة في اطار الدي دي ار إما يستوعبوا في عمل نظامي مسلح أو يسرحوا ويؤهلوا في مناشط مدنية.
وعلقت الأستاذ سارة على اللجنة التي ترفض المعسكرات قائلة بأن هذه قضية إنسانية كيف يقال ذلك؟ بعضهم خرج من كادقلي ليصلوا الدلنج او الابيض وحالتهم مشكلة وضروري تعمل معسكرات لهم وهذا كلام غريب.
الجولة الثانية من الأسئلة:
محمد علي فزاري سودان فشن: موقف حزب الأمة من اتفاق اديس ابابا بين الشريكين وقد اتفقوا على وقف اطلاق النار ونشر قوات في المنطقة مع الية سلام دولية من دولة محايدة، خاصة وذلك يتوافق مع ما طالب به الحزب. وهل تعتبر اثيوبيا دولة محايدة؟
عبد الوهاب موسى- الوطن: هل حددتم موعدا للقاء البشير وهل سيناقش الحوار ام الحرب فقط؟ وبينما الحزب مهتم بحل القضايا القومية نجح بالأمس في لملمة خلافات في شمال دارفور هل من خطوة مماثلة في جنوب دارفور لإعادة المبتعدين من التيار العام. كذلك يلاحظ أن مبارك الفاضل لم نر له فعلا هل هومبعد؟
رباح الصادق –(حريات): أصدرت منظمة الديمقراطية أولا أمس تقريرا حول أحداث الأسبوع في جنوب كردفان وذكرت حدوث قصف جوي على المدنيين ووقوع انتهاكات وتطهير عرقي وأوصت بأن يتبنى مجلس الأمن حظرا جويا في جنوب كردفان، وتكوين لجنة لتقصي الحقائق حول التطهير العرقي، وطالبت بتحويل تفويض بعثة الأمم المتحدة في المنطقة لحماية المدنيين، وكذلك بتفعيل اوامر القبض التي اصدرتها محكمة الجنايات الدولية فما هو موقفكم من هذه المطالب؟
سيف الدولة- (الانتباهة) على خلفية ما رشح عن وقوع اغتيالات خمسة من أعضاء المجلس التشريعي لولاية جنوب كردفان ثم الاغتيالات المتكررة لأعضاء الحركة الشعبية في الولاية، نسأل هل تم تضمين اسلوب التصفيات السياسية في جنوب كردفان من قبل الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني في موقفكم المعلن؟ فهذا أمر خطير دخل في القاموس السياسي هل سيناقش خلال ورقتكم المقدمة في هذا الصدد؟
وعقب المهدي على الأسئلة وقال إنه لم يطلع غير على أخبار بسيطة عن اتفاق اديس ابابا ولكن لو وافق فعلا ما طالبنا به فمرحبا واهلا. أما حول السؤال هل اثيوبيا محايدة نقول إثيوبيا تحكمها قيادة عقلانية وهي واحدة من الدول المجاورة للجنوب والشمال معا وعندها مركز جيوسياسي مميز كجارة للطرفين كذلك احتفظت بعلاقات مع السودانيين في الشمال والجنوب وارد ان تكون مقبولة وبما ان الطرفين قبلاها هذا دليل على تقييم إيجابي لدورها.
بالنسبة لمقابلة البشير قال هناك الموضوع الطارئ والذي يجب التعامل الفوري معه. كان مقترح أن أسافر غدا لمقابلة الأخ سلفا كير لكن أجل السفر لضرورة اجراءات تمهيدية لا بد من اللقاء..
الكلام ما حدث في شمال دارفور معنا رئيس الوفد الدكتور علي حسن تاج الدين يوضح ما حدث وكذلك يمكن للأمين العام أن يوضح الموقف في بقية ولايات دارفور.
فيما يتعلق بموضوع التيار العام هناك عدد كبير منهم عادوا واستأنفوا شغلهم على رأسهم الأخ بكري عديل وغيره. وهناك بعض الناس عندهم مزاج لم (يسخّن) وحينما يسخّن المزاج إنشاء الله يستأنفوا، فنحن نعمل بمؤسسية وديمقراطية ولا يمكن أحد يزعم أنه تم تغييبه أو اتخاذ قرار بغيابه أو قرار غير مؤسسي أو غير ديمقراطي لذلك هذه حجة قوية لكل إنسان ليدركها ويدرك أنه لا داعي ولا معنى للتحفظ في لذلك أنا متفائل أنه لن تكون هناك عقبة طالما هناك ديمقراطية ومؤسسية ولا يستطيع أحد الادعاء انه تم تغييبه أو الاساءة له. الزيادات التي حدثت في الهيئة المركزية الحقيقة حدثت بشكل متفق عليه. الأستاذة سارة نقد الله كانت المسئولة عن لجنة العضوية وكانت أكثر شخص متشدد وحينما غابت يوم حصل تراخ بسبب ضغط شديد جدا وكان أكثرالناس الحاحا على الزيادة اخونا حامد بلة ولكن بعد ما أتت نتيجة الانتخابات بغير ما توقع زعل، وأضاف: ربنا يرضيه ان شاء الله.
بالنسبة للأخ مبارك حصلت عملية تسكين وعملوا استئناف يريدونه بشكل أعرض ولكن لا توجد مشكلة مبدئية.
وردا على السؤال عن الجرائم في جنوب كردفان قال المهدي لدينا موقف أساسي: طلب تحقيق حقاني عادل حول الأحداث فلا يمكن القبول بكلامات اي طرف كذلك لا بد من تحقيق حول التصريحات الهائجة والمهيجة والتي صبت الزيت في النار. بالنسبة للمحكمة الجنائية الدولية فهي بند من بنود الاجندة الوطنية اذا قبل يحدث اصلاح يقبل صيغة المحكمة الهجين كوسيلة للتوفيق بين المساءلة والاستقرار. وتعليقا على ما جاء في تقرير (الديمقراطية أولا) قال إن الجهات المعنية بحقوق الإنسان مطلوب منها أن تكون دقيقة وتخلق رأيا عاما نحن نرحب به فهي تكمل موقف السياسيين. وفيما حدث نطالب بآلية للتحري حول ما حدث وضرورة المساءلة، فعلا ارتكبت أشياء إجرامية منها التصفيات الجسدية والفردية وهي ظاهرة (بطالة) هذه ظاهرة جديدة. التصفيات الجسدية ينبغي أن تخضع للتحقيق ماذا حدث وهي ظاهرة سيئة جدا من ظواهر تدهور الأوضاع في جنوب كردفان ومؤسفة جدا لأن هذه التصرفات تؤدي لأن يحدث هذا في الجسم السياسي وهو شيء غريب عن التقاليد السودانية، صحيح حصل في بلاد اخرى ولكن السودان كان بعيدا من هذه التصرفات (الزفرة) ولو جعل الناس من التصفيات الفردية وسيلة للعمل السياسي ستكون النتيجة انحطاط العمل السياسي السوداني.
وتحدث د.علي حسن تاج الدين حول رحلتهم لشمال دارفور وقال إنه في شمال دارفور كانت هناك سحابة صيف ولكن روافد الأنهار تصب في الرافد الرئيسي. ذهبنا والسحابة انقشعت واصدر الحزب بيانا وعادت المياه إلى مجاريها.
ثم علق السيد صديق محمد إسماعيل الأمين العام وقال فيما يتعلق بالمؤسسات في جنوب دارفور هناك استقرار تنظيمي وظلت المؤسسات تعمل في تناغم مع المركز . وفي ولاية غرب دارفور كذلك رئيسها كان في جولة معنا وقال إن جسم الحزب في طريقه للتعافي التام.
(نص البيان الذي تلاه الإمام الصادق المهدي في المؤتمر الصحافي) :
بسم الله الرحمن الرحيم
حزب الأمة القومي
المؤتمر رقم (37)
تحت عنوان: كيفية تجنب حرب على الهوية ومواجهة دولية في السودان
كلمة رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي
14 يونيو 2011
أخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي، ممثلي الصحافة والإعلام الوطني والدولي
نشكركم على تلبية دعوتنا لحضور مؤتمرنا الصحافي رقم (37) الذي يعقد والبلاد تواجه مخاطر احتراب على الهوية في بلادنا: الحزبية أو الاثنية، ويواجه خطر مواجهة سودانية دولية حادة. ونبدأ بالتنبيه لسبعة معالم من فاتت عليه أدركه الخسران هي:
1. كل حرب على الهوية في الظروف الحالية بما فيها من فاعلية الحروب غير المتكافئة والتناصر الدولي حرب خاسرة، وكل مواجهة مع الأسرة الدولية كذلك مواجهة خاسرة.
2. أكثر المواجهات المسلحة في بلادنا بدأت من إخفاق في إدارة قوات مسلحة- مثلا- تمرد 1955م الذي أعقب عصيان في القيادة الجنوبية في توريت، وإطلاق سراح ضباط وجنود شاركوا في العصيان في 1963م دون برنامج استيعاب مما جعل منهم نواة لحركة انيانيا الأولى. وانطلاق الحركة الشعبية الذي أعقب أحداث الكتيبة 105 في توريت. والآن هنالك خلل في التعامل مع الجيش الشعبي قطاع الشمال، ومليشيات مثل الفرتيت بقيادة التوم النور دلدوم، ومصير الضباط والجنود الذين اشتركوا في الحرب الأهلية كأعضاء في القوات المسلحة السودانية.
3. اتفاقيات السلام المعيبة أو التي يساء تطبيق أحكامها تؤدي بعد حين إلى احتراب أسوأ من الذي عالجته اتفاقية السلام المعنية – مثلا- اتفاقية1972م، واندلاع حرب 1983م الأوسع والأخطر من حرب أنيانيا الأولى.
4. المساجلة الكلامية الإقصائية وما فيها من قذائف ورصاصات لفظية تنبت الاقتتال فالحرب أولها كلام.
5. الانتخابات في مناخ مشحون بالعداء وانعدام الثقة يختلف على نتائجها، وحدة الاختلاف على النتائج يحول الانتخابات من تمرين في التنافس السياسي إلى تمرين في المفاصلة الحربية- مثلا- ما حدث في الجارة كينيا وزمبابوي وغيرهما.
6. إطار الاتفاق الثنائي الذي أسسته الإيقاد وجسدته اتفاقية السلام أثبتت التجربة أنه إذ قام على ركيزتين أعطى كل شريك حق النقض، وغيب القوى السياسية الأخرى، وأغفل أصحاب الشأن الميداني ما ضيع جدواه، وفي كل الحالات انسداد التعامل الثنائي في طريق مقفول زاد من حجم المداخلات الأجنبية والدولية، وهي مداخلات في أكثر الحالات غير مدركة للتشخيص الصحيح، وغير محايدة.
7. الدرس السابع المستفاد هو أن الاتفاقات الثنائية ضرورية ولكنها غر كافية.
بعد هذه المقدمة نقول:
أولا: اتفاقية السلام أوجبت ترسيم الحدود في ظرف ستة شهور ومع أن اللجنة الفنية فرغت من بعض مهامها إلا أن خمسة مناطق هي: هجليج، وحفرة النحاس/ كافي كنجي، والجبلين، وجبل المقينص، وكاكا التجارية؛
لم تتمكن من الفراغ منها لأن فيها عنصرا سياسيا، ولأن فيها رؤية لسكانها ينبغي أن تؤخذ في الحسبان.
ثانيا: اتفاقية السلام وصفت بالسلام الشامل في وقت كان فيه الاحتراب في غرب البلاد وشرقها قائما، وقسمتها المنافع على اثنين قفلت الباب أمام أية قسمة أخرى. ولكن بصرف النظر عن ذلك فإن الاتفاقية نفسها استثنت من بنودها ثلاثة مناطق: أبيي وتركت أمرها لاستفتاء، ومنطقتي المشورة في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق ومنحتا عبر المشورة الشعبية حق طرح الثقة في الاتفاقية بالرفض أو القبول.
ثالثا: موضوع أبيي تعددت فيه الاتفاقيات وأسند للتحكيم مرتين: تحكيم “الخبراء” والتحكيم الدولي، وفي كل الحالات استعصى الحل الحاسم فأدى ذلك لإعلانات من طرفي الاتفاقية بضم أبيي، وانتهى الأمر إلى حركة القوات المسلحة السودانية فاشتد التأزم وصحبه التدخل الدولي.
رابعا: قلنا الانتخابات في الظروف القائمة حاليا غير مجدية واقترحنا بديلا لها بالتراضي لتجري مستقبلا ولكن هذا الرأي لم يؤخذ به والنتيجة أن الانتخابات فجرت الموقف، وصارت جنوب كردفان مسرحا قتاليا منذرا بالانتقال لجبهات أخرى ومؤديا لخسائر في الأرواح والأموال وتشريد عدد كبير من المواطنين في مأساة إنسانية كبيرة.
ما العمل؟
نحن نرى الخطوات الآتية، وقمنا بالاتصال بكل الأطراف المعنية، ونناشد الرأي العام الوطني والدولي عبركم لتأييدها بأسرع وأقوى صورة ممكنة، وبالأمس وجه حزبنا الدعوة لممثلي لفصائل سياسية ومدنية من جنوب كردفان لتعبئة قومية واسعة من أجل هذا النداء وهي:
1. التزام كافة الأطراف بوقف إطلاق النار فورا ودون شروط.
2. تنظيم إغاثة إنسانية واسعة النطاق وطنيا ودوليا، نحن من جانبنا ساهمنا بما نستطيع ولكن الخرق واسع لا سيما أن تداعيات انفصال الجنوب نزوح عدد من قبائل شمالية شمالا ويعانون من حالة إنسانية قاسية أرسل حزبنا وفدا لهم برئاسة الأمين العام وعضوية ممثلين لأجهزة الحزب. يمكن للأخ د. حسين عمر عثمان مساعد الأمين العام للسلام إلقاء مزيد من الضوء على الحالة الإنسانية لنازحي النيل الأبيض وجنوب كردفان، كذلك الحالة الإنسانية السيئة لمئات الآلاف النازحين جنوبا من الجنوبيين الذين كانوا مقيمين في الشمال، ومن النازحين من أبيي مؤخرا وتتحدث المنظمات العالمية عن بلوغ أعدادهم 96 آلاف نازح يواجهون ظروفا صعبة أهمها انتشار الألغام المزروعة حديثا، والافتقار للإغاثة الإنسانية.
3. الامتناع عن أية تصرفات انفرادية في القضايا الخلافية.
4. الالتزام بالخطوات الآتية بالنسبة للمناطق الثلاث:
أ‌. أبيي: وقف إطلاق النار- انسحاب قوات الشريكين إلى مسافة محددة شمالا وجنوبا- تكليف شرطة من العناصر السكانية في المنطقة- آلية حفظ سلام دولية من دول مختارة لحيادها- إغاثة عاجلة للنازحين- عودة النازحين لمناطقهم وتعويضهم عن الخسائر- تكوين إدارة مدنية قومية مؤقتة- يجري سحب القوات المسلحة السودانية بالتزامن مع النظام الوفاقي المقترح لكيلا ينشأ فراغ يغري من يشاء بأخذ القانون في يده، ويؤجل الاستفتاء إلى ما بعد قيام دولة جنوب السودان.
ب‌. بالنسبة لجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق: يتفق على الحقوق الآتية نتيجة للمشورة الشعبية:
. صلاحيات ذاتية محددة في العلاقة ما بين المركز والولاية.
. حقوق تنموية وخدمية محددة لإزالة أسباب التهميش.
. القوات المسلحة التي كانت جزءا من الجيش الشعبي قوات شمالية ولكن لا يجوز التعامل معها بصورة روتينية بل يجب الاتفاق على إطار سياسي مع قياداتها ضمن بنود المشورة الشعبية بما يوفق بين مطالبها ووحدة القوات المسلحة السودانية.
. قطاع الشمال التابع للحركة الشعبية يمثل قوة اجتماعية معينة ويتفق مع قيادته على إعادة هيكلته كحزب من أحزاب السودان، وما يتفق عليه يكون أساسا للمعاملة بالمثل في دولة جنوب السودان.
5. المشاكل التي لم تحسم بعد تسند لمفوضية الحكماء المقترحة.
6. إبرام اتفاقية جديدة بين دولتي السودان باسم التوأمة أو اتفاقية المصير الأخوي لتنظيم العلاقة بين الدولتين.
7. استجابة قومية سودانية لمشاركة إيجابية في مناسبة إعلان دولة جنوب السودان على أن يكون وفد السودان قوميا ومجتمعيا، نحن من قبلنا سوف نلبي الدعوة بوفد سياسي- أنصاري- ثقافي- فني، وسوف ننسق مع الآخرين ليعبر السودان عن مشاركة حضارية تساهم في غرس يحجم الفصال في نطاقه الدستوري ويفسح المجال للوصال المجتمعي العريض.
هذا وبالله التوفيق.
نحن على استعداد للرد على أسئلتكم وتعليقاتكم مع الشكر على حسن الاستماع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.