نقلت صحيفة (الخبر) الجزائرية من مصادر مطلعة أن سبب تخلي الحكومة الجزائرية عن خيار استيراد اللحم السوداني، رغم أنها كانت تجري مفاوضات دورية مع الخرطوم لاستيراده خلال شهر رمضان الحالي، هو غلاء أسعاره حيث يمثل ضعف الأسعار التي تشترى بها اللحوم الهندية. وحسب ذات المصادر فإن وفدا جزائريا تنقل ثلاث مرات إلى السودان خلال الفترة الماضية وكان الجانب الجزائري يسعى للوصول إلى اتفاق بين الطرفين، لاستيراد اللحم السوداني كأولوية عن اللحم الهندي الذي يمثل اليوم 80 بالمائة من مجموع اللحوم المستوردة من الخارج، واللحم البرازيلي الذي يمثل 20 بالمائة، إلا أن المفاوضات فشلت بين الطرفين لتمسك الجانب السوداني بأسعار البيع. وتفيد ذات المصادر أن سعر الطن الواحد يمثل ضعف سعر اللحم الهندي الذي تستورده الجزائر مقابل 3 آلاف دولار للطن، أي 30 مليون سنتيم، ويعد هذا السعر، يضيف المصدر، سعرا نهائيا بعد التخفيضات الجمركية المحددة ب30 بالمائة في إطار التعاون بين الدول العربية من قبل السلطات السودانية في إطار الاتفاقيات المبرمة بين الدول العربية. وفي هذا السياق، قال المكلف بالإعلام بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، جمال برشيش، في اتصال هاتفي أمس للاستفسار عن حقيقة هذا الأمر، خاصة أن الوزارة اتهمت في وقت سابق بعرقلة العملية بتأخرها في منح الاعتمادات الضرورية لذلك، إ ن قضية الاستيراد لها علاقة مباشرة بالمتعاملين الاقتصاديين الذين يرغبون في القيام بالعملية، وهم كوصاية تأكدوا من مطابقة اللحوم السودانية للمعايير الصحية، وتم منح كل التراخيص لمن يريد ذلك، إلا أنه أكد في المقابل ما تمت الإشارة إليه سابقا حول الأسعار بالقول: (المستوردون يقولون إن أسعار هذه اللحوم مرتفعة جدا وأي مغامرة لاقتنائها قد تكلفهم خسائر)، ودعا المتحدث السلطات السودانية إلى إغراء المستوردين بأسعار مناسبة. وعند اتصال الصحيفة بالسفير السوداني بالجزائر لمنحها توضيحات حول تعثر المفاوضات بين البلدين قيل لهم ان المعني خارج البلاد .