أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "مرصد الجزيرة لحقوق الإنسان يكشف عن انتهاكات خطيرة طالت أكثر من 3 آلاف شخص"    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    سيناريوهات ليس اقلها انقلاب القبائل على المليشيا او هروب المقاتلين    عثمان ميرغني يكتب: المفردات «الملتبسة» في السودان    خطوط تركيا الجويّة تدشّن أولى رحلاتها إلى السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. خلال حفل بالقاهرة.. فتيات سودانيات يتفاعلن في الرقص مع فنان الحفل على أنغام (الله يكتب لي سفر الطيارة) وساخرون: (كلهن جايات فلاي بوكس عشان كدة)    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    حياة جديدة للبشير بعد عزله.. مجمع سكني وإنترنت وطاقم خدمة خاص    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    هدف قاتل يقود ليفربول لإفساد ريمونتادا أتلتيكو مدريد    كبش فداء باسم المعلم... والفشل باسم الإدارة!    ((أحذروا الجاموس))    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    مبارك الفاضل..على قيادة الجيش قبول خطة الحل التي قدمتها الرباعية    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    السودان يدعو المجتمع الدولي لدعم إعادة الإعمار    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    السودان يستعيد عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد العربي لكرة القدم    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    عودة السياحة النيلية بالخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    شاهد بالصورة والفيديو.. عروس سودانية ترفض "رش" عريسها بالحليب رغم إقدامه على الخطوة وتعاتبه والجمهور يعلق: (يرشونا بالنووي نحنا)    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التهميش فى السودان الازمة وافاق الحلول(1)
نشر في حريات يوم 03 - 09 - 2011

التهميش- هذا المُصطلح ليس بجديدٍ فى القاموس السياسى السودانى , فقد كان موجوداً كظاهرة يعبر عنها بعدة اشكال وصور , وإن لمْ يأخذ كل هذا الإهتمام فى السابق نسبةًًًً لأن السودان الحديث تكون من عدة سلطنات وممالك كانت قائمة بذاتها, قبل أن يضم الإستعمار التركى المصرى هذه الممالك والسلطنات كدولةٍ واحدة بحدودها الحالية ,آخرها ضم دارفور عام 1874م,و لعدم إرتباط الاقاليم أو (المديريات) السودانية فى عهد الاستعمار بالمركز بصورة قوية , الامر الذى كشف عن عمق وفداحة التهميش و العزل والإقصاء الحاصل الآن, ما ادى الى التعبير عن مناهضته بشتى الوسائل المدنية منها والعسكرية, و صارت هذه الظاهرة هى المحرك والدافع لعدد من الصراعات فى السودان ,تطور الامر الى المطالبة بحق تقرير المصير , والذى قاد الى انفصال جزءٍ عزيزٍ وغالٍ لنفوسنا (جنوب السودان) و الذى أضحى واقعا فى 9/7/ 2011م, هذه الحقيقة (التهميش ) ذات أبعادٍ متشعبة ومعقدة , ينبغى علينا القاء الضُوء عليها بتناول هذه الابعاد ودلالاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع محاولة البحث عن تأريخ هذه الظاهرة والمشكلة فى آن , جذروها فى الماضى واسقاطاتها على الحاضر ولمحاصرتها والحد من أثارها المدمرة قدر الإمكان مستقبلاً ,وذلك بالاحاطة الشاملة والدراسة المتعمقة لجذورها فى ظل التحولات التى شهدته ويشهده المجتمع السودانى الآن , مستفيدين من تعدد الآراء وتنوع المقاربات وصولاً لانجع الوسائل التى تقلل من تبعاتها وآثارها المدمرة ما يقود الى حل جذرى له.
وفى سبيل الإلمام بكل ما يدفع بهذا البحث نحو غاياته , آليتُ ان اقتبس من الكثير من المصادر العربية والاجنبية بغية التعريف بهذا المصطلح ( التهميش ) لا سيما وان التهميش بمعناه الواسع يختلف باختلاف البيئة والثقافة والدين الاوضاع الاجتماعية …وغيرها , اعتقد أن تحديد ظاهرة التهميش والمهمش تتجاوز النطاق النفسي والإجتماعي الى ما هو إنساني. ونحتاج الى تخصصات عديدة في العلوم الإنسانية لكي نصل الى تعريف جامع له او على الأقل نظرة شاملة لتفسيره.
التهميشُ لغةً: هو مصدر الفعل همّشَ,و همَشَ الرجلُ اى: أكثر فى الكلام دون صواب , وهَمشَ الجّراد : تحرك ليثور , وتهامش القوم إختلط بعضهم ببعض وتحرضوا,وفلانٌ يعيش على الهامش لا يُشارَِك (بفتح وكسر الراء)فى الأمور العامة والهامشُ هو حاشيةُ الكتابِ: راجع قاموس (المصباح المنير) ويُستخدم التهميش كمصطلح إجتماعى يُعنى به العزل والإقصاء او الإبعاد عن اداء أى دورٍ محورى , يوازى هذا المصطلح فى اللغة الانجليزية ( marginalization) وتعنى حرفياً :وضْعُ الأشخاص او الجماعات على هامش الأحداث والأفعال وتعنى مصطلح ( social exclusion) الإقصاء او الإستثناء و عدم الشمول او عدم الإدماج فى الكيان القومى الاكبر بكل تدافعاته , وكذلك فإن مصطلحات الإستثناء او العزل كلها تعنى إغتراب او تغريب بعض الناس او الجماعات او الكيانات ,داخل المجتمع وعزلهم , وهى حالةٌ ترتبطُ احياناً بالطبقة (class) او بالوضع التعليمى او مستوى الحياة ومدى تأثير ذلك فى الحصول على الفرص الحياتية المختلفة , وينطبق ذات الامر ( العزل) على مجموعات الأقليات( الإثنية , الدينية , الإقليمية او الجغرافية او بطبقة الجنس والمعاقين وغيرهم من اهل الحظوة الاقل فى المجتمع , وبالتالى فإن اى شخصٍ يجد نفسه فى وضعٍٍ مختلف او منحرفٍ نوعياً لا كمياً عن الوضع العام للمجتمع, فإنه يعتبر فى حالة إستثناء او تهميش او إقصاء إجتماعى.
ونجد تعريف هذا المصطلح في لغة الإقتصاد , بمفهوم القطاع غير المنظم الذي يشير الى النشاطات التي تُمارس خارج إطار القواعد القانونية المنظمة للعلاقات الإقتصادية. القوى أوالفئات الفاعلة في هذا القطاع تنشطُ في حيزٍٍ غير منظم وغير خاضعٍ للضوابط الإقتصادية السائدة، وتتميز بأنماط سلوكية ونفسية معروفة, وكلما إنحسر دور الدولة بوصفها الإطار المنظم لنشاطات شرائح المجتمع، تزداد دور مايسمى بالفئات الهامشية , من هذه الزاوية إعتقد أن من الخطأ النظر الى ظاهرة الفئات الهامشية نظرة اخلاقية فوقية. إن من المهم جداً دراسة الطريقة التي تنظم بواسطتها هذه الفئات حياتها بموازاة النظام الإقتصادي السائد.
فالهامش او التهميش يدور التباسٌ كبيرٌ بشأن مفهومه , لانه معرّف بصفات مختلفة طبقاً للمعارف المهتمة به, وطبقاً للإنتماء الشخصى لمن يُعرفه او للذات العارفة , فهناك تعريفات تكون متفقٌ عليها وهى تكاد تكون تعريفات معجمية , فالهامش غالباً ما يكون خارج المركز , والمركز ليس بالضرورة ان يكون المركز الجغرافى مقابل الاطراف, فالمركز يعنى الوسط المنتج للفعل, وفكرة الهامش دون مركز لا معنى لها , اى ان المهمش لا يمكن ان يكون مهمشاً فى حد ذاته , بل بالنسبة الى حالة وضع مركزىّ , يمكننا التحدث عن قريةٍ او منطقةٍ او بلدٍ مهمش مثلاً , ويمكن ان نتحدث عن اشخاص او جماعاتٍ مهمشة , وتهميش المكان قد يرتبط بتهيش فئات اجتماعية كما هى الحال بالنسبة للاحياء او الشوارع التى ترتبط بافعالٍ يرفضها المجتمع ( الرزيلة والخمور مثلا) إذاً هناك حدود فاصلة بين المهمش وغير المهمش : حد فاصل جغرافى مكانى , وحد فاصل اخر معيارى اذا أقر المجتمع معايير معينة ,فإن من لايطبقها يوصم بأن ممارساته غير عادية .
وهناك ايضاً حداً فاصلاً ثالثاً , يرتبط بالاصل , الاصل الفضائى او القبلى او الإثنى او العنصرى … المثال الاكثر شهرةً هو حالة (المنبوذين ) فى الهند . هذه الهامشية لا تتعلق فى حد ذاتها بالفقر او الغنى , لكنها قد تكون منتجة لفقرٍ جماعى , احد الرؤساء السابقين فى الهند كان من المنبوذين , مثال الرئيس الهندى والرئيس الامريكى ( اوباما ) وبعض الممثلين والمنتجين (اوبرا وينفرى , مايكل جاكسون…) يبيّنان ان التهميش الجماعى المرتبط بعدم الوصول للموارد لا يستثنى وصول بعض الافراد من المجموعات المهمشة الى وضعيات مميزة , رغم ان هؤلاء الافراد ينحدرون من المجموعات المهمشة , فالهامشية يمكن ان توفر لبعض الافراد فرص نجاح قد لا تتحقق لهم داخل هذه المجموعة المهمشة , وهذا يجعل المفهوم اكثر تعقيداً.
الحد الفاصل الرابع هو التهميش على اساسٍ إجتماعى اقتصادى , وهذا الحد مرتبط مباشرة بوصول او عدم وصول الافراد والمجموعات الى الموارد الاقتصادية . وهنا تظهر فئات العاطلين عن العمل وكل من لا يصلون للموارد والخدمات مثل التعليم الصحة السكن الارض للفلاحين ومياه الشرب ….الخ ,او تمكينهم من الاستفادة من مواردهم بصورة افضل , وهذه الفئة الهامشية الوحيدة التى تخضع للمعيار الكمى لا النوعى .
انواع التهميش :-
اولاً : التهميش على المستوى الفردى
“الفرد المهمش… هو الشخص المحكوم بقدره ان يعيش ليس بين مجتمعين فحسب بل بين ثقافتين معاديتين.., ويواجه فيها عقله صراعاً ازاء محاولة تذويب ثقافته اذابةً كلية او جزئية فى ثقافة اخرى مهيمنة مما يعيش نزعة ثقافية.
نتيجة التهميش على المستوى الفردى هو الاستبعاد من المشاركة الفعالة في المجتمع. مثال من التهميش على المستوى الفردي ايضا استبعاد الأمهات العازبات من نظام الرعاية الاجتماعية قبل إصلاح نظام الرعاية الاجتماعية للعام (1900) فى الولايات المتحدة. ويستند نظام الرعاية الاجتماعية الحديثة على مفهوم الحق في الحصول على الوسائل الأساسية لكونه عضوا منتجاً في المجتمع على حدٍ سواء باعتبار رعاية الاطفال وظيفة عضوية في المجتمع ، وكتعويض عن العمل المفيد اجتماعيا . راجع ليزلى ,2003)3
مثال آخر على تهميش الفرد هو إستبعاد الأشخاص ذوي الإعاقة من القوة العاملة. ويناقش المصدر السابق وجهة نظر صاحب العمل عن توظيف الأفراد الذين يعانون من الإعاقة ويهدد الإنتاجية ، وزيادة نسبة التغيب عن العمل ، وتوفير مزيدٍ من الحوادث في مكان العمل, وتبدى الباحثة قلقها إزاء رؤية رب العمل من حيث زيادة تكاليف إستيعاب المعاقين. تهميش الأفراد ذوي الإعاقة هو السائد اليوم ، على الرغم من التشريعات التى تهدف إلى منعها في معظم البلدان الغربية ، وعلى الرغم من الإنجازات العلمية والمهارات والتدريبات الكثيرة التى يتلقاها المعاقين .
وهناك أيضاً استثناءات للمثليين جنسياً ، والمخنثين او المتحولين جنسياً ، (LGBT) ، و بعض الافراد بسبب توجهاتهم الجنسية والهوايات الفردية بين الجنسين يؤدى غالباً إلى التهميش. (مبادئ يوغياكارتا) التى تشترط على الدول والمجتمعات إلغاء أي تمييزٍ أو تغيير الصور النمطية عن المثليين والمثليات ، وكذلك الأدوار النمطية للجنسين.
ايضاً التهميش على المستوى الفردى والعزل الاقصاء كما هو شائع بسبب الاراء السياسية او الدينية او العلمية أو الثقافية , وبسببها يعانى اصحاب تلك الافكار والاراء التهميش والاضطهاد على سبيل المثال العالم (جليلو جاليلو وافلاطون وكوبرنكس وفى الاسلام ابو ذر الغفارى والمتنبىء وحديثا الشهيد محمود محمد طه المفكر الاسلامى السودانى (مقالات د. عبدالله النعيم) , فضلاً عن التهميش الذى لاقاه انبياء الله فى بداية اعلان رسالتهم.
ثانيًا : التهميش على المستوى المجتمعى
تهميش مجتمعات السكان الأصليين نتاج الاستعمار او سياسات حكومات وطنية، ومجتمعات السكان الأصليين الذين فقدوا أراضيهم، يضطرون الاستقرار فى المناطق المعدمة اما بسبب الهروب من نير المستعمر او نزوحهم قسريا بفضل سياسات المستعمر او المغتصب , يكونوا قد فقدوا مصادر دخلهم، واستبعدوا من سوق العمل. بالإضافة إلى ذلك ، تفقد المجتمعات الأصلية ثقافتها وقيمها من خلال الاستيعاب القسري ، وفقدان حقوقهم في المجتمع). اليوم مختلف الطوائف والاقليات لا تزال مهمشة فى المجتمع نظراً لأن تطوير السياسات والممارسات والبرامج “تلبى فقط احتياجات المستعمر او رؤى الانظمة وليس إحتياجات الفئات المهمشة أنفسهم” وخير مثال ما يحدث فى الاراضى الفلسطينية وما حدث فى السابق فى جنوب افريقيا , و ما يحدث فى دارفور فى السودان من منح اراضى السكان الاصليين بعد طردهم الى مجموعات اخرى,وما حدث فى السابق بمنح اراضى المزارعيين فى شرق السودان للوافدين من دول غرب افريقيا , من قبل المستعمر.
المثال الثاني من التهميش على مستوى المجتمع المحلي هو تهميش المرأة. مما نتج عن ذلك التنظيمات والحركات النسوية كرد فعل مباشر على تهميش المرأة في المجتمع. واستبعاد النساء من القوة العاملة، فى الوقت الذى لا تقدر عملها في المنزل. جادل النسويات ودعاة حقوق المرأة أن الرجال والنساء على حد سواء يجب أن يتشاركا في المجتمع لا سيما القوة العاملة، في القطاعين العام والخاص، وفي المنزل. أنهم ركزوا أيضا على قوانين العمل لزيادة فرص الحصول على عمل، فضلا عن الاعتراف بتربية الأطفال كشكل من اشكال العمل. اليوم ، لا تزال تهميش النساء من مناصب تنفيذية ومواصلة كسبها أقل من الرجل في المناصب الإدارية العليا ورفض توليها مناصب قضائية عليا فضلاً عن عدم احصاء المرأة فى احصاءاءت العاطلين عن العمل.
ثالثاً :التهميش على المستوى المهني. بعض المثقفين والمفكرين يواجهون التهميش بسبب معارضة آرائهم المتطرفة أو المثيرة للجدل بشأن طائفة من الموضوعات ، مثل اكتشاف فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، وتغير المناخ ، والتطور، والطب البديل، والطاقة الخضراء ، أو السياسة في العالم الثالث. على الرغم من المألوف لبعض الوقت ، وعلى نطاق واسع اعتبارهم مفكرين احرار,المعارضين لأفكارهذه الفئة غالباً ما يكونوا علماء او مفكرين فى ذات التخصص المهمشة اصحابها والآراء التي تديرها ضد هؤلاء من التيار الرئيسي. فهذه الفئة يتعرضون للتهميش وسوء المعاملة، وغالبا النبذ من قبل زملائهم بشكل منتظم، وفي بعض الحالات السخرية من أعمالهم أو منعها من النشر.
رابعا: التهميش العالمى ( Globalization)
العولمة (الرأسمالية العالمية) ، والهجرة ، والسياسات العالمية والهياكل الرأسمالية العابرة للحدود, الأوسع نطاقا التي لديها القدرة على المساهمة سلبا على عدم وصول الفقراء على الموارد والخدمات ، أدى إلى تهميش الأفراد والجماعات. وبالمثل ، ساهمت زيادة استخدام تكنولوجيا المعلومات والاستعانة بمصادر خارجية, الشركات لانعدام الأمن الوظيفي واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء. (الفونس جورج وموفات و2007) ناقش كيف ان '' العولمة يحدد انخفاضاً في دور الدولة مع زيادة في الدعم المقدم من قطاع الشركات ما أدى إلى التفاوت الفادح ، والظلم والتهميش لمختلف الفئات الضعيفة” . وفقدت الشركات المحلية الضعيفة المصادر الخارجية ، وفرص العمل مع ارتفاعٍ مستمر في تكلفة المعيشة ، ويتم مصادرة الأراضي من قبل الشركات الكبيرة. حيث يتم تصنيع السلع المادية الكبيرة بكميات ضخمة والتي تباع بأسعار اقل ، بينما في الهند على سبيل المثال ، خفضت مستوى خط الفقر من أجل تقليل عدد الأفراد الذين يعيشون بالفعل في براثن الفقر نتيجة للعولمة. العولمة وهيكلية القوات تزيد من حدة الفقر والاستمرار في دفع الأفراد إلى هامش المجتمع ، في حين أن الحكومات والشركات الكبيرة لا تعالج هذه القضية
يمكن للغة معينة ان تعمم كخطاب عالمى، والمعانى المتعلقة بقضية تعميم لغة الخطابات تؤكد سطوة العالم الغربي ، وهو ما يوصف ب “القدرة على تخفيف أو حتى إبادة الثقافات والتقاليد المحلية ، ورفض الواقع فى سياقات معينة) مما يعني أن تأثير الخطابات المهيمنة عالمياً يمكن أن يسبب التهجير الفردي والثقافي ، فضلا عن تجربة ” التوطين ” ، كما يعرض للخطر المفاهيم الفردية للأمن والسلامة . إن انعدام الأمن والخوف من المستقبل المجهول وعدم الاستقرار يؤدي الى التشريد أو الإقصاء أو الاستيعاب القسري فى المجموعة المهيمنة – بالنسبة للكثيرين ، فإنه يدفع المزيد منهم إلى هوامش المجتمع أو تجند أعضاء جدد في الضواحي بسبب الرأسمالية العالمية والخطابات المهيمنة مع الفكرة السائدة للعولمة ، ونحن نرى الآن ظهور الهجرة بصورة كبيرة,و حالما يصبح العالم أصغر وأصغر مع نقل الملايين من الأفراد كل عام. هذا لا يخلو من المشقة والنضال من الفكر الوافد الجديد الذى ما من شك أن هناك حياة جديدة مع الفرص الجديدة.(انظر الى بحث فيرغسون)7 ، الذى ناقش كيف ان الهجرة كانت لها صلة قوية للوصول إلى برامج دعم الرعاية الاجتماعية من خلال مطالب القادمين الجدد باستمرار عند عدم القدرة للوصول إلى موارد مهجرهم لأنها تعتبرهم “أجانب لا يستحقون” الحصول على المساكن العامة ، واستحقاقات الرعاية الصحية ، وخدمات دعم العمالة ، واستحقاقات الضمان الاجتماعي مما ادى فى النهاية الى الاعتراف لهم بتلك الحقوق ومنحهم اياها اسوةً بالمواطنين الاصليين .
عبدالكريم ارباب محمد ادم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.