كمال كرار.. من مجانين الحب المشهورين قيس بن الملوح ( بتاع ليلي ) والمحلق ( بتاع تاجوج ) وأضف إليهم في زماننا هذا عبد القادر بن الرفاعي مجنون الثقافة والفن والسياسة . عندما فصلته الإنقاذ من عمله وهو الحائز علي الدكتوراه في الاقتصاد الزراعي ، انكب علي الكتب بحثاً وتنقيباً حتي لم نعد نفرق ما بين السرير والكتب ، ولن تستطيع الوصول إليه إلا إذا قفزت بالزانة فوق ترسانة الكتب والمخطوطات التي تعج بها غرفته . الخميس الماضي كنا شهوداً علي احتفال صغير نظمه أبناء ( أبو روف ) وداعا لمجنون الكتب ، وهو يغادر لبراغ في رحلة استشفاء ، وياله من احتفال . كان هنالك آل الرفاعي وآل الصباغ والعشرات من الناس الجميلين ، وشباب يغنون عزة في هواك وشايفنك ماشي تسد وردية يا قاسم أمين . المحتفي به ، كان في نيو لوك بالبنطلون والقميص الشبابي مثل العريس وهو يهز ويطرب مع الجمهور ويغني مع المغنين أبناء دفعتنا من ( نجوم امبارح ) كانوا كورس الفنانين ومن ضمنهم ( انتصار القلعة ) التي لولا الإنقاذ لنافست أسرار بابكر ورماز ميرغني علي القمة . رجاء وأمل وبثينة و( بتها ) ونايلة ثم الصغيرات ميادة وشهد وغيرهن كانوا جيل البطولات الذي التقي بجيل التضحيات . كانت ذكري اكتوبر تحلق فوق الرؤوس ، كما حلقت فوقنا صحون الكوكتيل والشاي والباسطة وكم كنا نشتهي اللقيمات من " إيد " بت الصباغ أو بنتها أو ولدها الذي كان في حالة تأمل ، مثلما غرق صدقي في الغليون ( حلوة دي ) وكمال في البرنجي . وتمايلت الرؤوس طرباً مع الكنوز التي انفتحت في باطن الأرض تنادي ، ولاحظت دمعة تترقرق في عيني صاحبنا عبد القادر فقد كان واحداً من مناضلي اكتوبر وربما كان من دفعة القرشي وهناء آخر من تعلم . من صفات ناس ( أب روف ) الوفاء والجمال وهو ما كان ساطعاً ليلتها ، وما عبر عنه المتحدثون بناتاً وأولاداً . ومن صفاتهم انحيازهم للتقدم والديمقراطية التي تجري في دمهم منذ أمد بعيد . يجلي النظر يا صاحي منظر ناس ام در الطرفهم نايم وصاحي ، وصاحي كالنعسان أما المقلب الذي يخشي منه أصحاب " قدورة " فهو انتصار الشعب وانتفاضته ( علي الأفاعي ) في غيبة مجنون الزمخشري والأصمعي المدعو عبد القادر بن الرفاعي