[email protected] و الخارم بارم هو ذلك الكلام الأجوف الذي افرغ من المعنى الحقيقى و الذي ينبغي أن تحمله تلك المفردات أو الجمل .. !! و الخارم بارم من الحديث هو اللف و الدوران في الفارغ باستخدام حديث منمق يبدو جميلا في ظاهره و من ورائه محن و احن “سماحة النبق في الطبق” .. !! و هو عين الخداع بالقول و قلب المعاني و هو الضحك على “الدقون” الذقون.. !! و أنى أرى أن الذين يمارسون الخارم بارم من الكلام , نوعان من الناس .. !! أولها هم الفصحاء النبلاء الذين يرى فيهم الناس , إنهم رسل الله إليهم .. !! فما أن تفوهوا بعبارة “سجمانة رمدانة” إلا و امسك بها الأتباع الذين لا حول لهم و لا قوة و عضوا عليها بالنواجذ و ظلت ألسنتهم ترددها و تلهج بها دون وعى أو إدراك و في الغالب ما يتركون صلب الموضوع الذي من اجله حضروا و يعودن إلى بيوته و هم في نشوة من الكلام “المعسول” .. !! و هؤلاء هم قوم تبع, يعيشون تبعية عمياء من ورائها عقيدة أو مبدأ و إن سألهم التبرع حتى بأنفسهم لجادوا و لبذلوا أرواحهم رخيصة في سبيله.. !! و أما النوع الثاني ممن يمارس الخارم البارم فهم البلهاء السفهاء من خلق الله , الذين سنحت لهم الفرصة اعتلاء المنابر العامة .. !! أما بسبب سلطة أو سطوة وجدوها في غفلة من الزمان و يعجبهم التسويف و المراوغة و بيع “الموية في حارة الساقيين” “من دقنو و افتلو” .. !! و أتباع هذه الفئة هم الغاوون الطامعون في الدينار و الدرهم, المطبلون الذين يصفقون لكل ما يسمعون منهم حتى و لو كان حاكما قاسيا ديكتاتوريا عليهم, هم المقتنصون للفرص لا مبادئ لهم يتبعونها و لا قيم تحكمهم.. !! كل من الفئتين لا تود الالتزام أمام الناس بأمر من الأمور.. !! و أما الفئة الأولى فببساطة لا ينبغي يكون بين الناس نبيل و وضيع فكل الناس سواسية من أصلهم الذي خلقوا منه و إلى مصيرهم الذي ينظرهم و ظللنا نعمل اجل دحر هذه الفئة من الضاحكين على خلق الله بسبب ادعائهم الفارغ.. !! و أما النوع الثاني , فيتمثل في الرئيس عمر حسن البشير و صحبه و قد افرغوا كثير من المفردات الجميلة من معانيها فالأمن صار رعبا و سجنا و سحلا و افتروا “بيوت أشباح” لممارسة كل صنوف التعذيب العذاب على معارضيهم من بنى السودان و من ثم ترتب على ذلك التشريد و التغريب على كثير من السودانيين بسبب الفهم العقيم الكسيح لكلمة “أمن” . و أما كلمة إنقاذ فحدث و لا حرج.. !! فحينما سطي البشير و صحبه في عام 1989 على السلطة الدستورية التي ارتضاه الشعب سموا انقلابهم , إنقاذا و لكن سرعان ما تحول الإنقاذ إلى كارثة و مصيبة حلت بالسودان , فالإنقاذ صار حربا عشواء ضد أهل الجنوب.. !! و الجهاد صار متاجرة رخيصة بأرواح البشر و في ليلة واحد أصبح الشهيد الذي زف إلى الحور العين إلى فطيس .. !! و أما حماية الدولة فتحولت إلى مجازر كثيرة و انتقام و تصفيات عرقية في دارفور فقتل و تشرد الملايين من العزل و الأبرياء .. !! ومصطلح بسط الأمن و الاستقرار تحول إلى قذف بالطائرات و غارات على قرى الآمنين من المساكين البسطاء العزل في كل كردفان و في النيل الأزرق .. !! و العفة و النزاهة تحولتا إلى محاباة أفراد الأسرة و الأقارب و الأتباع و تحول السحت إلى حلال طيب طاهر, و صارت الأمانة هي عين السطو على المال العام و جعله ملكية خاصة خالصة, و البشير و زوجته و إخوانه و صحبه من أمثال نافع على نافع و قطبي المهدي خير مثال.. !!