قال الدكتور جعفر كرار أحمد الخبيرالسوداني في الشؤون الصينية الي أن هناك تحولاً قد بدأ يطرأ على الموقف الصيني من ثورة الحريات في سوريا . ويظهر هذا الموقف بشكل واضح في التصريح الصحفي الذي أدلى به السيد/ ليو وي مين المتحدث الرسمي بإسم وزارة الخارجية الصينية والذي أعلن فيه دعم الصين لقرار الجامعة العربية رقم 7438 بشأن متابعة تطورات الوضع في سوريا ،حيث دعا المسؤول الصيني (الأطراف المعنية تطبيق قرار جامعة الدول العربية في أسرع وقت ممكن دون تسويف ) مما يعني أن الصين تدعم قرار الجامعة بتعليق أنشطة الوفد السوري لدى جامعة الدول العربية إعتباراً من اليوم الاربعاء، وسحب سفراء الدول العربية في سوريا، كما إنها لا تعترض على إنزال عقوبات على دمشق حتى يتم تنفيذ خطة السلام العربية . كما أن حث الصين لكافة الأطراف في سوريا ومن بينها الحكومة السورية إيقاف العنف يعتبر لغة جديدة في الخطاب الصيني وتحول أخر من المهم الإلتفات اليه. وفي تصريحات ل (حريات) أضاف الدكتور جعفر كرار (كما تعلمون أن الصين وروسيا كانتا قد إستخدمتا حق النقض الفيتو في وقت سابق لإجهاض مشروع قرار غربي يتضمن عقوبات على سوريا ، إلا أن تأييد الصين لقرار الجامعة العربية رقم 7438 بشأن متابعة تطورات الوضع في سوريا، مثل تحولاً هاماً في الموقف الصيني . ونري أن الصين سوف تسير في هذا الإتجاه وتنأي بنفسها من نظام فاشي ساقط لا محالة ، واعتقد أن مسؤولين صينيين قد يلتقون قريباً وفود المعارضة السورية ، وأدعو من هذا المنبر المعارضة السورية الي إنتهاز فرصة هذا التحول في الموقف الصيني ومحاولة خلق جسور مع الصين لدفعها لإتخاذ مزيد من المواقف في هذا الإتجاه . وأضاف كرار إن كل المؤاشرات تقول إن بكين لن تعترض كما في السابق على مشاريع القرارات الدولية في مجلس الأمن ضد نظام الأسد) . وقال جعفر كرار: ( إن التحول في موقف الصين سيعمق من العزلة الدولية المضروبة حول نظام الأسد في سوريا، ويبعث برسائل قوية للقوى الدولية الأخرى بأن بكين لا تمانع من فرض عقوبات دولية عبر مجلس الأمن ضد نظام البعث في سوريا) . وفي رده علي سؤال عما إذا كانت الصين سوف تدعم نظام البشير في الخرطوم في الموسسات الدولية اذا ما اتسعت دائرة المقاومة المدنية والمسلحة في السودان لاسقاط النظام ؟ قال د. جعفر في تقديري إن الصين لن تدعم نظام الخرطوم وهو يواصل جرائمه ضد شعبنا في السودان ، وهنا يجب ان نذكر أنه حتي عندما كانت هناك مصالح صينية حقيقية للصين في السودان مثل النفط لم تدعم بكين نظام الخرطوم في مجلس الأمن حول الموقف في دارفورفقد سمحت الصين بمرور اكثر من 5 قرارات في مجلس الامن ومن ضمنها القرار رقم 1593 الذي أدي الي إصدار مذكرة إعتقال في حق رأس النظام .علماً أنه ليس للصين مصالح اساسية في السودان في الوقت الحالي كما أن الكثير من الشركات الصينية أوقفت أعمالها في السودان بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة في البلاد كما ان زيارات المسؤولين السودانيين الأخيرة الي الصين بحسب الكثير من المصادر لم تحرز نتائج تذكر، مشيرأ الي أن حديث إسلاميي المؤتمر الوطني عن تحالف بينهم وبين الصين لا وجود له علي أرض الواقع ، وهو إسطورة تروج لها عناصر النظام للاستهلاك الداخلي لإيهام الشارع السوداني بانهم غير معزولين دولياً وإن قوة كبري مثل الصين تقف الي جانبهم .وفي الواقع فإن نظام الجبهة القومية الاسلاموية معزول محلياً ودولياً .