ظلت الإنقاذ تحكم و تتحكم في السودان منذ إنقلابها المشؤوم في 30 يونيو 1989م ، و أقامت زخما واسعا علي أنها المخلص من الشرور في السودان القديم و تحمل الحل لكل المهددات و المشاكل من خلال تقديمها لمشروعها الحضاري الذي سقط سقوطا مدويا حتي أننا اليوم لانسمع من يتحدث منهم عنه ولو همسا مستخدمين نظرية الهروب إلي الأمام ، و مازال أصحاب هذا المشروع الحضاري و قادته المتمسكين بدست الحكم و المدافعين عن النظام يتحدثون عن مدي تحصنهم عن المد الثوري في العالم العربي و ما يعرف بثورات الربيع العربي . و قد ظهرت أحاديث هذه الأيام عن إقتراب موعد قدوم و قيام الثورة السودانية و وصول المد الثوري في كتابات الشيوعيون الذين يرون نضوج الجانب الموضوعي فيما يحدث من حروب ومظاهرات و إحتجاجات و إعتصامات في بعض أحياء الخرطوم و بعض الجامعات السودانية ، و حراك ملاك أراضي مشروع الجزيرة و المناصير و الضائقة المعيشية و إغتيال د خليل إبراهيم والصرف العالي علي الجهاز التنفيذي من الدولة ، و طرح الحركة الشعبية علي لسان ياسر عرمان عن مواتاة الوقت و الظروف لإسقاط النظام و المناداة للقوة الوطنية و الديمقراطية و قوي الهامش و القوي الحاملة للسلاح مع قوي الوسط الساعية للديمقراطية و العدالة الإجتماعية وكل قوي التغيير و المعارضة بالخارج للتوحد و إقتناص السانحة لإسقاط النظام ، وكذلك دعوات المؤتمر الشعبي و تصريح الشيخ حسن الترابي إلي أن قيام الثورة في السودان قد حان وقتها . قادة المؤتمر الوطني يتباهون بأنهم في السودان هم من أوحي للشعوب العربية بالثورات و أن ثورة السودان و ربيعه قد أتيا منذ 30 يونيو 1989م و ذكرها د/ محمد عبدالله عبدالحميد الوزير بالسفارة السودانية بلندن ( وزير و في السفارة لماذا ؟؟!!! …. ) في لقاء مع البي بي سي و أن السودان محصن من تلك الثورات و شعبه يعرف أن قيادته تعمل من أجله … هذا الكلام فيه الكثير من اللغو لدرجة العمي عن إدراك الحقائق … حيث الثورة اليمنية علي حليفهم و صفيهم علي عبدالله صالح لدرجة التطابق في إسم الحزب و طبيعة النظام و بالمثل سوريا الأسد وتعاونهم معه لدرجة الخلط و في تصريحات السيد رئيس الجمهورية الداعمة لنظام الأسد إبان زيارة الدمشقي نائب وزير الخارجية السوري و أول جمعة بعده خرج أئمة و مصلون عقب صلاة الجمعة بمظاهرة داعمة للثورة السورية و هذا تناقض و خلط أول و ثانيا قبله حين قيام قوي الإجماع بالدعوة لمظاهرة لدعم الثورة المصرية ( الدعوة المعروفة بحضرنا و لم نجدكم للإستاذ نقد ) فضت قبل قيامها و سد الميدان بقوة أمنية تفوق المتظاهرين و منعهم قبل الوصول للميدان و إعتقال مسبق لبعض قوي الإجماع الوطني قبل الوصول لموقع المسيرة المحدد أنها سلمية و تم إعتقال من وصلوا و من بينهم نساء ،فكيف تستقيم هذه الدعوة للربيع العربي مع هذه الأفعال النقيض … و كيف الشعب يعرف قيادة أدت إلي إنفصال ثلث المليون ميل في عهدهم و أشعلوا حربا جديدة في جبال النوبة بجنوب كردفان و النيل الأزرق و قبلها دارفور ما يعرف بالهلال الدامي أو الجنوب الجديد و قد يتحلق هذا الهلال أو يستدير إستدارة شبه كاملة بالشرق المتحفز و قضايا السدود و متأثريها من ضمنهم إعتصام المناصير بميدان العدالة بالدامر و الذي شارف علي إنهاء شهره الثاني و المطالبين فيه بالعدالة فقط و لا بادرة للنظام بالحل ، و غلاء المعيشة و إرتفاع السلع الضرورية و العلاج مع وجود الجيش المتضخم من التنفيذيين من نواب الرئيس و مستشاريه و معاونيه و وزراء مركزيين و وزراء الدولة و ولاة ومعونيهم و وزراء ولائيين و معتمدين و نواب مجالس دولة و ولائيين ومن تبعهم من حشم و خدم و سكرتيرين من الآل و الصحب و الأزواج و الأنساب و الأقارب ( توظبف ) كل هؤلاء متطوعون ؟ أم لهم رواتب و مكافآت و حوافز من خزينة الدولة التي هرب منها دخل البترول جنوبا و الزراعة بوارا و جفافا و كسادا وخصخصة المشاريع و المؤسسات العامة و المصانع للحواريين و المقربين و المستثمرين و ما تبعهم من سماسرة و وسطاء مقربون مع كل هذه الضائقة بل و الأزمة محصنون ؟ كلا … و حاشا ، القول ما سترونه قريبا من تصاعد المد الجماهيري و الثوري . كيف يستقيم منهم إدعاء الحصانة من الثوراة و الأمان مع تصاعد الحملات الأمنية و الإعتقالات و الإختفاء القسري لبعض المعارضين و الإستدعاءات لنشطاء المجتمع المدني و الحد من الحريات العامة وتكميم الأفواه وإغلاق الصحف و منع و تعطيل عودة الصحف التي أغلغها الجهاز و أعيدت بقرار قضائي ؟ أما كل ذلك يبطنون حقيقة الأشياء من غير ما يظهرون و يدركون كل المعاني و يستبقون لتعطيل المد الثوري و تخوفهم من القصاص و المحاسبة العادلة …أم لماذا يستبقون بالتصريحات المتناقضة والأقوال الساقطة و بذئ القول في سباب شخصي و الشماتة في الموت و الإغتيال و هطرقة القول بالإغتيال لكل من تسول له نفسه ،و المسألة و طنية بحتة . إن الثورة السودانية قادمة لا محالة و شكلها غير واضح المعالم و كل السيناريوهات محتملة و ممكنة و لكن قد تعرقل بالتفاوض العبسي بإسم الشراكة أو الحكومة الواسعة و إدعاء الهم الوطني العام كما مشاركة نجلي السادة كمستشاريين للسيد الرئيس أو مشاركة الإتحادي و أحزاب التوالي و شق قوة و أحزاب المعارضة و شراء ضعاف النفوس و طلاب السلطة التي طال إنتظارها من بعض الأحزاب، أو قد تقمع من جانبهم و تدمي و يستميتون قي سحقها من أجل إطالة أمدهم في السلطة و التهرب من العدالة و انهم غير قادرين علي الخروج من أزمتهم هذه و قراءتهم للواقع ضعيفة فبمثل هذه الأقوال سبقهم حسني مبارك و شمت القذافي في هروب بن علي … فأين هما الآن من بن علي الذي كان فيه شئ من الرحمة بشعبه بإيثاره الهروب عن إسالة الدماء و المراوغة . إن الثورة السودانية ناضجة موضوعيا و ذاتيا و في مسارها لها معوقات و منها ما أخرها و سوف يؤخرها و لكن ستقوم و لها قادتها من شباب بلادي من غير قياداة الأحزاب الحالية ، و أجمل بعض هذه المؤجلا ت أو المعرقلات و لمن يري ذكر المزيد : 9/1/2012م