تواصلت الانتفاضة بمدينة نيالا لليوم الثالث على التوالي أمس 26 يناير . وانطلقت تظاهرات اليوم الثالث من سوق موقف الجنينة وأحياء الجير ، وأحرق المتظاهرون مركزين من مراكز بسط الأمن الشامل ، وتمكنوا من اغلاق كوبري مكة – أهم كوبري بنيالا – لعدة ساعات . وقال شهود لموقع (كتابك) الاخباري ان الاجهزة الأمنية استخدمت الذخيرة الحية لايقاف سيل بشري جارف تقدم من معسكر كلما إلى وسط المدينة . واستقبل مستشفى نيالا مزيدا من القتلى والجرحى . واحتشدت جموع من المواطنين امام المستشفى للاطمئنان على ذويهم ، واستبسل الأطباء في إسعاف المصابين بالرصاص الحي مع قلة المعينات الطبية ، وازدادت الحالى سوءا بالقاء قنابل الغاز داخل حرم المستشفى . واعترفت المصادر الرسمية بدور (شبيحة) المؤتمر الوطني ، حيث أوردت صحيفة (التيار) اليوم ( تمكنت كتائب الحركة الاسلامية من اخماد ثورة المتظاهرين باستخدام العصى والهراوات)! ولمح الوالي الجديد المعين حماد اسماعيل – الذي تعترض عليه التظاهرات – إلى تجاوزات الأجهزة الحكومية التي فجرت الغضب الجماهيري حين قال ( لن نسمح لاجهزتنا ان تؤذي أي انسان أو تخلق له مشكلة) . وانتدبت قيادة المؤتمر الوطني وفداً قيادياً من ابراهيم احمد عمر ، الشريف بدر ، عبد الله صافي النور ، فرح مصطفى ، وأزهري التيجاني – أمين أمانة دارفور بالحزب – الذي اعترف بطابع الأزمة السياسي والاجتماعي وباختراقها لصفوف الحزب الحاكم فقال ان الاحداث (لو تمت مواجهتها بالتنظيم (الحزب) لما احتاجت لطلقة أو مسيل للدموع) . وأعلن الثوار المنتفضون عزمهم الخروج اليوم من جديد في جمعة غضب . ويلاحظ تجذر التحركات الجماهيرية في عملية الكفاح نفسها ، حيث بدأت برفض الوالي الجديد والدعوة إلى إعادة الوالي السابق ، ولكنها وباشتراك جماهير واسعة – من شتى ألوان الطيف السياسي ، بما في ذلك المؤتمر الوطني – تحولت إلى انتفاضة تدعو لاسقاط النظام وتحرق مقار الحزب الحاكم وأجهزته الرسمية .