الأستاذ حيدر المكاشفي طاب يومك هذه مادة دوّنها قلمي تهم الآباء والأمهات اليوم. آمل ان تجد مساحة بزاويتك المقروءة «بشفافية» مع شكري حسين الخليفة الحسن إن هاجسنا نحن رصفاء الحرف والكلمة، هو تربية النشء تربية سليمة. ونطرق دائماً ابواب قضايا تربوية تتداولها وبالذات هذه الايام ألسنة الآباء والأمهات من بينها البعد عن المدرسة وتجول صغارنا كما نرى بأم العين وسط ارتال البشر بالاسواق وأماكن معدة للهو والمرح. فهذا النفور أي بمعنى ادق الهروب من المدرسة هذه الايام، ونحن نقترب من نهاية العام الدراسي الاكاديمي، يعتبر ظاهرة مخيفة، تستحق منا جميعاً ان نوليها إهتمامنا فلماذا ينفر الطالب خاصة بمرحلة التعليم العام عن البقاء بمدرسته من أجل التحصيل؟ حب المهنة والخبرة الطويلة هما دافعي للاجابة بتحديد الاسباب حرصاً على مستقبل فلذات اكبادنا. أولاً: هذه المناهج الرتيبة الغامضة غير المواكبة للعصر، وتكتظ بمواد معرفية فوق طاقة اذهان صغارنا. لا بد من مراجعتها وتصنيفها. ثانياً: السلم التعليمي المتأرجح لا بد من استقامة عوده واستقراره وتعديله ليواكب الفئات العمرية لطلابنا. ثالثاً: الضعف الاكاديمي والتأهيلي والتدريبي لمعلم اليوم الذي فقد الانتماء للمدرسة والذي أصبح انتماؤه وولاؤه مبعثراً بمدارس عديدة يُدرس بها ليزيد الكسب الحلال ولقمة العيش ويكاد ان ينقطع حبل الود والثقة بينه وتلاميذه لبعده المستمر عنهم. فلا بد من ان يستقر وضعه المادي والمعيشي حتى تعود اليه امانته المهنية. رابعاً: ضعف وتهاون بعض ادارات المدارس لعدم خبرة المدير. خامساً: اللجوء للعقاب البدني في معظم الحالات بدلاً عن التوبيخ والعقاب التحصيلي والانذار. فالعقاب البدني يدفع بالبغض بين المعلم وتلميذه. سادساً: انشغال التلميذ اثناء اليوم باندية ال «بلي استيشن» فاين رقابة الاسرة؟ التي تلزم التلميذ بوضع برنامج يومي للتحصيل؟ سابعاً: البيئة المدرسية غير ملائمة وطاردة لا بد من جعلها جاذبة، ومرتعاً لتنشئة التلميذ ذهنياً وجسدياً. ثامناً: الفقر المدقع الذي يحط رحاله بمعظم الاسر، يؤثر في نفسية التلميذ ويغرس في نفسه صفتي الحقد والحسد، ويدعه دفعاً لترك المدرسة لينخرط في عمل يدر له مالاً ليلحق بركب زميله «المرطب»! تاسعاً: ثقلت ظهور فلذات الاكباد باحمال ثقيلة من كراسات وكتب، انتفخت بها حقائبهم وربما تكون سبباً في امراض الظهر التي يعاني منها بعض الصغار. أرى ان تشمر وزارة التربية والتعليم عن ساعدها للتصدي لهذه القضية المهمة والكأدا، ونحن بعد شهور قلائل سنستقبل عاماً دراسياً جديداً، نأمل أن تستعين الوزارة بخبراء التربية والاقتصاد والاجتماع وعلم النفس والآباء وقدامى المعلمين. لقد دوّن قلمي العديد من القضايا ومقترحات الحلول ولكن لم تجد اذناً صاغية والكل يقط في نوم عميق. فمن المسؤول؟ وهل الاهتمام بتعليم النشء اصبح قضية ثانوية لا تستحق الالتفات اليها، وسط زخم القضايا التي تحظى بالاولوية لاسباب ليست بالخافية على الجميع؟ آمل الا يضيع صوتي هذا بوادي الصمت!! الشكر لك اخي حيدر لافساح المجال لي ولهذه القضية المهمة. والله الموفق حسين الخليفة الحسن خبير تربوي- أمين اعلام المنتدى التربوي السوداني