السبت 4 ديسمبر 2010م …. أستيقظ أبنائي من نومهم، وقد شعرت أنهم أمتلأوا هماً وغماً، إذ لم يتخيلوا أن ينقضي أسبوعاً كاملاً دون رؤية والدهم!!!!!!!. نظرت إلى (رؤى) ووجدتها قد نهضت متثاقلة وهي مبتئسة وغاضبة، ولا ترغب في التحدث إلي أياً منّا!!!!!!. احترمت صمتها، وكنت أعرف أن هنالك كثير من الأمور التي كانت ترغب في مناقشتها مع والدها، وترغب في معرفة رأيه حولها، ولم يتسنى لها ذلك!!!!!!!، فقد كانت شديدة الصراحة معه، ولا تخفى عنه شيئاً، كما تعتد برأيه كثيراً!!!!!!!. لم أعرف كيف بإمكاني مساعدتها في ذلك!!!!!!. وفكرت في أن أواسيها وأقول لها، أن الأمور ستكون على ما يرام، ولكن ترددت في قول ذلك، ورأيت أن هذا كمن يقطع وعداً ليس بإمكانه الإيفاء به!!!!!!!. وقررت أن أصمت بالمقابل دون قطع وعود قد لا تتحقق!!!!!!!. أما (أحمد وعلي) فقد كانوا في غاية القلق والحيرة، وبدأوا غير مقتنعين بحرمانهم من الزيارة، وكانوا يدفعونني باتجاه أنه لابد تكون هنالك زيارة وبأي طريقة!!!!!!!. فكرت كثيراً، وقررت متابعة أمر منع الزيارة والتحرك والاتصال بعدد من الأشخاص الذين يمكن أن يدفعوا بهذا الأمر إلى الأمام، وأجريت عدداً من الاتصالات والزيارات!!!!!!!!. اتصلت بالأستاذ كمال عمر المحامي، وأخبرته بأمر المنع، وقلت له، أن هيئة الدفاع مازال لها دور رائد لتلعبه!!!!!!!. وافقني الرأي، وقال أن هنالك الكثير الذي يمكن فعله في هذا الشأن، وأقترح أن يذهب لمقابلة السيد، مدير الإدارة العامة للسجون وإخباره بهذا الأمر!!!!!!!. وأضاف أن هذا المنع لا يتعلق بي فقط، بل أيضاً أسرة (يوسف لبس) وغيرهم من مسجونين يتعرضون للمنع كما تم منعهم عن زيارة العيد، وكذلك عدد من الأصدقاء الذين حضروا لزيارة صحفيي رأي الشعب وتم منعهم، أيضاً من الزيارة!!!!!!!!. أكد الأستاذ كمال، أن هذا يخضع لمزاج إدارة سجن كوبر فقط وليس للوائح السجن وأشار إنه سوف يناقش هذه القضية مع السيد مدير الإدارة العامة للسجون!!!!!!!. اتصلت بالأستاذ محمد صديق المحامي، الذي أخبرني بأنه قد أعد تحليلاً قانونياً حول قانون السجون ولوائحه الداخلية وخلص إلي أن هنالك خللاً واضحاً في تطبيق قانون السجن ولوائحه داخل سجن كوبر، وخاصة فيما يتعلق بأمر الزيارة!!!!!!. التقيت بصحفيين من صحيفة (ألوان) وصحيفة (الأيام) وذكروا أنهم تناولوا الموضوع وأنزلوه بصحفهم اليوم السبت كخبر وسوف يحاولون أيضاً التعمق في الموضوع ونشره كمقال رأي أو تحقيق أو أي شئ يرونه في سبيل دفع الموضوع قدماً!!!!!!!!. قابلت صحفية تعمل بصحيفة (أجراس الحرية) وأفادتني بأنها ترغب في إجراء مقابلة صحفية معي حول الموضوع، إذ أنها تنوي إعداد تحقيق حول الموضوع، وسوف تذهب وتقابل إدارة سجن كوبر لتعرف رأيهم حول موضوع المنع!!!!!!!!. أحسست أنه لا يمكنني الصمت إزاء هذا الموضوع، وخاصة أن أبوذر سوف يطول سجنه وأخاف أن يتكرر هذا المنع كثيراً، إذ أنه ليس هنالك رؤية تفسيرية واضحة لقانون السجون وتطبيقه!!!!!!!. كما أن هنالك تناقض في الرؤية حول من له حق الزيارة!!!!!!. وشعرت أن إثارة الموضوع على الملأ، ربما يتسبب بجعل الإدارة تعدل عن رأيها وتسمح بالزيارة لي ولبعض الأسر الذين تم منعهم عن الزيارة وذهبوا في صمت مهيب يحملون أحزانهم والآمهم ويتجرعون مرارة حرمانهم رؤية ذويهم!!!!!!!. ومنهم من يتكبدون مشاق السفر ويأتون إلى السجن شعثاً، غبراً، رهقاً، ويواجهون بأمر المنع دون سابق إنذار!!!!!!. قابلت عدداً أخر من الصحفيين الذين أبدوا استياءاً واضحاً حول أمر المنع، وعلق أحدهم قائلاً: أننا نأسف لقولنا أن يدنا مغلولة ولا يمكن أن نساعدك كثيراً في هذا الموضوع وما نستطيعه هو أضعف الأيمان، وسنكتب الخبر ولا نستطيع أن نجزم ونؤكد نزوله، إذ أن هنالك أيادي خفية تسحب ما تريده من مواضيع!!!!!!!!!!. قال أخر، أنهم حضروا إلى السجن للزيارة ولكن تم منعهم بحجة أنهم صحفيين!!!!!!. أحسست أن الجميع يتعاطف معي ويحاول وسعه مساعدتي في سبيل الحصول على الزيارة!!!!!! وهنالك من يتجاوز الخطوط الحمراء ويعمل جاهداً وهنالك من يتخذ موقفاً وسطاً ولكن يأبى إلا أن يقدم دعواته ودعمه المعنوي!!!!!!!. ولا أملك إلا أن أقدر لهم جميعاً، ما فعلوه وما سيفعلونه في مساعدتي!!!!!!!!!!.