الثلاثاء 28 ديسمبر 2010م ……. فكرت في طريقة لإيصال احتياجات لأبوذر بالسجن لأنني منُعت مؤخراً من الزيارة!!!!!!!!.، ولم أعرف كيف أفعل هذا!!!!!!، وهداني تفكيري، إلى جارتي في الحي، لعلها توافق أن توصل لأبوذر ما يحتاجه!!!!!!!. ذهبت لجارتي في الحي، حين غلبتني الحيلة، ولم أجد مخرج لزيارة السجن!!!!!!!، فجارتي تزور ابنها السجين بسجن كوبر، باستمرار!!!!!!!!!، وطلبت منها أن تأخذ الأدوية المسكنة لأبوذر، وبعض المواد الغذائية التي يحتاجها، لأنه ومن معه، لا يكادون يستطعمون الأكل بالسجن!!!!!!!. رحبت الجارة بذلك!!!!!!، كما رجوتها، أن تقابل أبوذر، لتعرف منه، إذا كان محتاجاً لأي شي أخر!!!!!!!!!. وعدتني أن تقابله، وتوصل رسالتي له!!!!!!، شكرتها وانصرفت!!!!!!!. وتحيرت في أمر الأدوية والمسكنات التي يأخذها أبوذر باستمرار، دون استشارة الأطباء!!!!!!، والأثر السلبي الذي ينجم عن ذلك!!!!!!!، لا أفهم كثيراً في الطب، ولكني قرأت أن التناول المستمر للأدوية والمسكنات قد تكون له جوانب ضارة كثيرة!!!!!!!!. وفي نفس الوقت، لا يمكن أن نترك أبوذر يعاني آلامه دون أن نفعل شيئاً!!!!!!. ولم أعرف، أيهما أكثر ضرراً!!!!!!، أن نتركه يتألم ويعاني في صمت!!!!!!!!!، أو أن نتركه يعاني كذلك من الآثار الجانبية للأدوية والمسكنات التي يأخذها!!!!!!. وتساءلت في نفسي، إلي متى يمكن لأبوذر، أن يستمر في تناول الأدوية والمسكنات لتخفيف حدة الآلام التي يشعر بها؟؟؟؟؟؟؟ ومتى يكون هنالك حل جذري لهذه الآلآم؟؟؟؟؟؟ ومتى تمّن علينا الإدارة وتسمح لأبوذر بمقابلة أخصائيين؟؟؟؟؟؟!!!!!!. رغم أننا أستأنفنا عن طريق المحامين، لتتم معاينة أبوذر بواسطة أخصائيين، ولكن لا حياة لمن تنادي!!!!!!!، وأصبح طلبنا كالمستجير من الرمضاء بالنار!!!!!!!، فلم نقابل إلا الرفض أحياناً!!!!!!!، والتجاهل والإنكار أحياناً أخرى!!!!!!!. أما أبوذر، فكان يثنينا عن المحاولة، وأذكر أنه أخر مرة قال لي: يجب أن تقتنعي أن ذلك من ضروب المستحيل!!!!!!، ولكنني في كل مرة، أعاود الكرة، ويعاود المحامين مرات ومرات!!!!!!!!. لم أعرف، هل يستطيع أبوذر الصمود طويلاً؟؟؟؟؟؟ وهل يمكنه أن يقهر أبوذر المرض، بالإرادة والعزيمة فقط؟؟؟؟؟ أم أن هذا مجرد أمر نظري وغير قابل للتحقيق؟؟؟؟؟؟ ومن يدري، ربما يقهره المرض والهم والصبر الذي لا يطاق؟؟؟؟؟؟ وإلى أي شئ يمكن أن تدفعه بيئة السجن؟؟؟؟؟ إلى الجنون والتهاوي؟؟؟؟؟ أم إلى مزيد من الصمود والصلابة؟؟؟؟؟. لا أعرف ماذا أقول، فأنا لم أجرب السجن، وكل ما أقوله يدخل في باب التنظير!!!!!!!!، ولم يسبق أن عشت حياة السجن!!!!!، أو حتى تعمقت فيها، مع من سبقت لهم التجربة!!!!!!، وعهدي بالسجن مع أبوذر فقط!!!!!، ولا يمكنني معرفة الكثير من أثاره السلبية والإيجابية إن وجدت!!!!!!!!. وإذا قست الأمر، بناء على تجربتي الشخصية مع إدارة السجن، فيمكنني القول دون حرج!!!!!!!!، يا لها من حياة قاسية، لا يمكن أن يرجى من وراءها، إلا مزيد من الإهمال والتقصير والذل والهوان!!!!!!!!. أحسست بالتشاؤم، والشفقة على كل المساجين الذين تختلف وتتلون وتتعدد معاناتهم باختلاف مشاربهم!!!!!، وشعرت أن وراء كل سجين حكاية ورواية تصلح للإخراج السينمائي والفوز بالأوسكار بجدارة!!!!!!!. وقلت في نفسي، لا حول ولا قوة إلا بالله!!!!!!.