الخميس 6 يناير 2011م…… أصابني القلق في مقتل حين فكرت أن أبوذر لا مستقبل له في السودان!!!!!!!، فهو يعشق القراءة والكتابة والتحليل!!!!!!، ولا تحده حدود أو قيود!!!!!!، بل يطلق لأفكاره وتحليلاته السياسية العنان لتذهب أينما شاءت!!!!!!، ولتقوده في اتجاهات العوالم الأرحب التي لا ترى حواجز تحدها أو قيود تقيدها!!!!!!!، بل تنطلق بابداعاتها التي تحررها من وثن القيود والأوهام!!!!!!!. أعرف أبوذر جيداً، فهو لا يساوم ولا يلين له عزم، ولا يمكنه التنازل عن معتقداته وأفكاره!!!!!!!!، وتساءلت في نفسي، هل يمكن أن يجد أبوذر مساحات لا محدودة من الحرية والمرونة التي تؤهله لأن يستعرض ما كتبه دون قيود أو مهددات تعرضه لمزيد من السجون والمعتقلات؟؟؟؟؟ وأين يمكن أن يجد ذلك؟؟؟؟ وما هو حجم الخيارات المفتوحة أمامه؟؟؟؟ و………؟؟؟؟ و………؟؟؟. ذهبت بتفكيري، إلى أنه يصعب أن تكون هنالك خيارات أو حتى خيار واحد فقط في ظل التكتم الاعلامي والقيود المفروضة التي أودت بأبوذر إلى السجن، وأصبح عظة وعبرة يضرب بها المثل في حرية التعبير!!!!!!!!، كما أن أبوذر أصبح من أصحاب السوابق الذين تسبقهم سمعتهم إلى أي مكان ذهبوا إليه!!!!!!!، كما لا أعتقد أنه يمكن أن يجد من رؤساء تحرير الصحف من يفتح قلبه وصحيفته لأبوذر أن يقترب منها، ناهيك عن أن يحلم بالكتابة فيها!!!!!!!!. وتحيرت في هذا المصير المجهول والمستقبل المتشائم الذي يحمل رؤية سوداوية لمن يعشقون الحرية ويقدسون الكلمة!!!!!!، ولا يجدون كبير تقدير واحترام!!!!!!!!. قلت في نفسي، كيف يمكن لأبوذر وهو يعول أسرته أن يصبح عاطلاً عن العمل لأنه كتب بقلمه ما يؤمن به ويعتقده!!!!، ويدفع الثمن غالياً!!!!!، وندفع نحن كأسرة كذلك!!!!!، فما ذنب أبنائي ليتحملوا وزر ذلك، فيكفيهم أن سُجن والدهم!!!!!!!. وحزنت لأن يجد أبنائي والدهم عاطلاً عن العمل ولا يمكنه أن يساعدهم بشئ!!!!!. وتسائلت متعجبة، هل يمكن أن يفهم أبنائي كل هذه التعقيدات التي تحدث في حياتنا؟؟؟؟؟ وهل يمكن أن يصدقوا، أن والدهم سيقضي بقية حياته عاطلاً عن العمل بعد أن قضي جزء منها بالسجن!!!!!!!، وكيف ستكون نظرتهم له، بعد أن انتظروه زمناً ليخرج من سجنه ويعاود حياته كما كانت!!!!!!!!، هل باستطاعتهم أن يدركوا أن العقوبة ستظل مفروضة على والدهم رغم خروجه من السجن!!!!!!!!!، وما ذنبهم في ذلك؟؟؟؟ أليس من حقهم أن يصرف عليهم والدهم وينفق على تعليمهم ومعيشتهم و…..و………!!!!!!!، أليس من حقهم أن يعيشوا حياة طبيعية كغيرهم من الأطفال بعد أن عانوا مرارت السجن والحرمان!!!!!!!!!. أحسست بالآلآم تضغط على قلبي، وبأن رأسي يدور حتى خشيت أن يغمى عليّ من فرط التفكير في مستقبل أبوذر ومستقبل أبنائي!!!!!!!، ومن الظلم الذي أحاق بنا من كل جانب!!!!!. لم أعرف ماذا أقول أو أفعل، وقلت في نفسي، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!!!!!!.