الأربعاء 29 ديسمبر 2010م……. ذهبت لجارتي لأطمئن على أخبار أبوذر، وقالت أنها حضرت متعبة جداً بالأمس، ولم تتمكن من المرور لتخبرني بما جرى في السجن!!!!!!. قالت جارتي، أن من المفترض أن تبدأ الزيارة في الساعة 11 صباحاً، ولكنها انتظرت مع جموع الزائرين الذين تجمعوا أمام بوابة السجن إلى حين صلاة الظهر، ثم بعد ذلك بدأت اجراءات الزيارة!!!!!!. أضافت قائلة، كثيرون عجزوا عن الانتظار واضطروا لأن يغادروا لأنهم لا يعلمون متى ستفتح الزيارة، أو ربما لا توجد زيارة من الأصل!!!!!!!. وآخرين، حضروا مسافرين من جهات بعيدة، وتوقعوا أن يرجعوا في نفس اليوم ليذهبوا من حيث أتوا!!!!!!. قالت جارتي، أنه في الفترة الأخيرة أصبحت الزيارة تتأخر كثيراً، ولا يمكن أن تبدأ قبل الظهر، وتستمر لمدة ساعة واحدة فقط، ثم يعلن عن انتهاء الزيارة!!!!!!. قلت لها، لابد أن في ذلك إرهاق لك، ولغيرك من كبيرات السن الذين يعجزن عن الانتظار تحت وهج الشمس لمدد طويلة!!!!!!!. قالت بالنسبة لها، الأمر أسهل بكثير، إذ أنها تسكن في أمدرمان وأخر المطاف ترجع إلى منزلها!!!!!!، ولكنه صعب جداً لأخرين!!!!!!. واستطردت قائلة، قابلت أمس (حاجة) طاعنة في السن، حضرت مسافرة من (كوستي) وكانت تتوقع أن ترجع بالبص في نفس اليوم!!!!!!، ولأن الزيارة تأخرت، لم يكن بإمكانها أن تلحق بالباص لتسافر!!!!!!!. أطرقت برأسها قليلاً، ثم أضافت، مشكلة (الحاجة) أنها ليس لها معارف بالخرطوم ولم تعرف أين تقضي ليلتها!!!!!!!، وعرضت عليها أن تذهب معي إلى بيتي!!!!!!!، ترددت قليلاً، ثم وافقت على مضض!!!!!!!. قالت جارتي، إنها تأسف لمثل هذا التأخير الذي يكلف الناس الكثير، فمن يحضر مسافر يمكن أن يزور السجن لمدة ساعة ثم بعد ذلك، يلحق بالباص ويسافر راجعاً في نفس اليوم، ولكن مثل هذا التأخير المتكرر للزيارة، يكلف الناس فوق طاقتهم!!!!!!. تألمت كثيراً لما سردته جارتي، وعشت معها لحظة بلحظة، معاناة الحاجة التي حضرت من كوستي لزيارة ابنها السجين ولم تجد مأوي لتقضي فيها ليلتها، جراء تأخير الزيارة الذي كلفها الكثير!!!!!!!. حزنت جداً، للمعاناة وللانتظار أمام بوابة السجن، ورأيت بأم عيني معاناة المرضى وكبار السن والعجزة والأطفال الذين يتكبدون المشاق ليأتوا للزيارة!!!!!!، وبعد كل ذلك يجابهوا بالتأخير اللامبرر واللامسؤول من قِبل إدارة السجن!!!!!!!. وتساءلت في نفسي، لماذا يحدث ما يحدث؟؟؟؟ ولماذا هذا التجاهل والإنكار والإمعان في ذل البشر؟؟؟؟ ألا يكفيهم صدماتهم التي يعانوها جراء سجن أحباؤهم؟؟؟؟؟ لماذا لا تلتزم إدارة السجن ببدء الزيارة في المواعيد التي أعلنتها؟؟؟؟؟ ألم يرى أحد المسئولين منظر التجمع المزري لمن يأتون للزيارة؟؟؟؟؟ لماذا لا تأخذهم رأفة وشفقة وهو يروننا نقف تحت هجير الشمس لساعات طوال؟؟؟؟. لم أعرف بما أواسي جارتي أو ماذا أقول لها!!!!!!!!. وقلت في نفسي، حسبي الله ونعم الوكيل!!!!!.