الخميس 20 يناير 2011….. قابلت عدد من الصحفيين بالصدفة، وأخذوا يعتذرون بشدة ويلومون أنفسهم على عدم تمكنهم من زيارة أبوذر!!!!!!!!، وأبلغوني رسالة لأوصلها له!!!!!!!!. استمعت لهم، وهم يشتكون مُر الشكوى، من أن إدارة سجن كوبر منعتهم من الزيارة رغم أنهم لم يعلنوا لأحد أنهم صحفيون، ولم يبرزوا بطاقة تثبت على أنهم يعملون في المجال الصحفي، ولكنهم فؤجئوا بأن إحد الموظفين تعرف عليهم وطردهم من السجن!!!!!!!!. قال أحدهم، دخلنا من البوابة الشمالية إلى الاستقبال وقابلنا ثلاثة أفراد يلبسون ملابس مدنية!!!!!!!!، ولم ننطق بكلمة، بل أبرزنا فقط بطاقاتنا الشخصية، وذلك لأننا نعرف بأمر المنع، وسبق لنا أن حضرنا من قبل وتم طردنا بحجة أننا صحفيين!!!!!!. وأضاف، رغم أننا، حضرنا بعد كل هذه المدة، وتخيلنا أننا غيّبنا الأثر على أساس أنه لن يتعرف علينا أحد، ولكن الجماعة تعرفوا علينا!!!!!!!. بدأ عليهم السخط والغضب من إدارة السجن التي أنكرت عليهم حقهم في الزيارة!!!!!!!!!، وأعتبروا أن ذلك استهداف للصحفيين ولمهنة الصحافة، حيث لم يكتفوا بسجن وتشريد زملاؤهم الصحفيين، بل أمعنوا في تكبرهم وتجبرهم، ووصل بهم الأمر إلى أن أنكروا عليهم الحق في الزيارة!!!!!!!!. أضاف أخر، أن هذه المرة الخامسة التي نحضر فيها إلى السجن ويتم منعنا، بحجة أنه لا توجد زيارة للصحفيين من البوابة الشمالية، وأشار علينا الموظف لأن نذهب ونطلب الزيارة من البوابة الجنوبية!!!!!!!، وحينما ذهبنا إلى البوابة الجنوبية، قيل لنا أن أبوذر والصحفيين محكوم عليهم وأن زيارة المحكومين من البوابة الشمالية وليست الجنوبية!!!!!!!!، وأضاف، أيعتقدوننا لعبة بين أيديهم ليتلاعبوا بنا، ونحن نلهث من باب إلى باب!!!!!!!!!. أحسست بحيرتهم وقلة حيلتهم، فهم لم يطلبوا سوى زيارة زملاؤهم الصحفيين الذين قاربوا أن يكملوا العام بالسجن ولم يتسنى لهم رؤيتهم!!!!!!!. حزنت لحال الصحفيين الذين فعلوا المستحيل لزيارة زملاؤهم بالسجن!!!!!!!، وتذكرت كيف أنهم تعرضوا أيضاً للمنع من حضور محاكماتهم!!!!!!!، وكيف كان البوليس يطوّق محكمة الخرطوم شمال من الداخل والخارج لكيلا يحاول الصحفيين الدخول لقاعة المحكمة وحضور المحاكمات!!!!!!!، وكان الصحفيين ينتظرون إلى نهاية جلسات المحاكمات، فقط، ليلوحوا بأيديهم لزملاؤهم الصحفيين وهم خارجين بصحبة الشرطة!!!!!!!. شعرت بأن هنالك حصار ضارب بأطنابه مستهدفاً قبيلة الصحفيين، فهم مستثنون من أي شئ يتعلق بقضية زملاؤهم!!!!!!!، وتعرضوا للمنع والطرد في كل مراحل القضية، كما تم منعهم أيضاً من التطرق لكل ما يتعلق بها أو إبداء لأي وجهة نظر من خلال الصحف!!!!!!!. وأذكر أنني قابلت الأستاذ، فايز السليك، ذات يوم، وكنا نتحدث حول الرقابة المفروضة على الصحف، فقال أن هنالك مواضيع يُمنع نشرها ويتم حذفها بواسطة الرقابة القبلية، أحدها، هو التطرق لقضية الصحفيين!!!!!!!. وتحيرت فيما يحدث للصحفيين، وأعتقدت، أنه بسجن أبوذر ورفقاؤه، فقد تم إرسال رسالة قوية جداً للصحفيين، وصلت للكافة، وأن ذلك أقسى ما يمكن فرضه عليهم، بعد تضييق الخناق عليهم!!!!!!!!. وأعتبرت، أنه بعد أن حدث ما حدث، لن تكون هنالك مشكلة أمام الصحفيين، وعلى عكس توقعاتي، يبدو أن أمورهم تأزمت أكثر وأكثر!!!!!!!!. لم أعرف تحديداً ماذا يراد من الصحفيين أكثر من ذلك، فهم في حصار منيع، والبحر من وراءهم!!!!!!!، وتساءلت في نفسي، ألم يكفهم التشريد، والاعتقال والتعذيب والمحاكمات التي وصلت عقوباتها للمؤبد والإعدام؟؟؟؟؟!!!!!!!!، ألا يعتبر ذلك درساً كافياًَ ليتفهمونه؟؟؟؟؟!!!!!!!!، وهل ما زال هنالك مزيد من الضغوط لتمارس عليهم؟؟؟؟؟ وماذا فعل الصحفيين ليستحقوا كل هذا الإنكار والتجاهل والتعنت والتعسف في استعمال الحقوق ضدهم؟؟؟؟؟؟. غرقت في همومي وهمومهم، وانتبهت، وهم ما زالوا يناقشون المحاولات لزيارة زملاؤهم، ولكن ليس في الإمكان أبدع مما كان!!!!!!، لم أعرف كيف أرد عليهم لأخفف من معاناتهم وقهرهم، وقلت في نفسي، لا حول ولا قوة إلا بالله!!!!!!!!!.