في ذكرى رحيل الأفذاذ… عبد المنعم حسن محمود… تغليف: من فراشات الرصيف واتساخ المدن.. إلى البحر ومرايا الامتلاء المصقولة. بادرة عشق: إلى عمق أحزان الصبايا نحن الفراشات الموقعات أدناه ندلي بأنك يا (مصطفى) قد تسللت وعلى التل الصدري شدت الوتر فأرتسمت في الأفق لمعة. توقيع أول: امتشق (وردي) حبال الحناجر وعلى أمشاطه مس القمة وزرع كلية ووجنتين، أضاء غرف الشمس، فتوارت حبيبات الغبار موقدة شمعتين توقيع آخر: قالت (مريام) ذات مساء انطلى بصيف البكاء، قالت و(أمونه) في الكنيسة: الأمر يحتاج إلى قيامة جديدة أو حياتين، احتست (مريام) نبيذاً مثلجاً وبصقت على ميوعة الغش وخرجت ترسم في الهواء تهويمات صليبين، وعلى خصرها عقدت وشاحها وخرجت تبحث عن (حميد). توقيع أخير: ارتكزت (ست الدار) على المنصة تفتتح نصها التأبيني و(التيجاني) لا يكف عن ارتياد الفضاء: أبدا كمن أختارك النورس فأنعكس شذاك على البحر المرآة أو المرآة البحر لا فرق.. والشاهد حنظلة ليسجل الفجيعة في الدفاتر الناجية أومناصفة مع الشيخ إمام لتنام فوق شباكه العاجية . عاجل إليه: نحن حزن الصبايا نبلغك: أن (نقد) أعاد الاعتبار ل(نقد) ورسمت مواقفه ظلاً محشواً بالأزهار، أنداح المغطغط فأمسكت نورا أرنبة أنفها توصد الأبواب فساقت إليه بضعة أشجار. خبر أول: هناك في (نوري) دفع الطمي النساء إلى الطرقات، وتحت بسوق النخيل أدمن الرجال مسرح التنكر ولعبة القيلولة والفنجان.. فنجان وقيلولة.. قيلولة وفنجان.. انكسر الفنجان فأمتشق (حميد) الحسام. خبر آخر: خاطبت (فضيحة) بنزق صديقتها المندسة في دهاليز الفيحاء: طال الصيف هذه المرة يا (سهى)، ومواقف (التيجاني) صلبة لا تحتمل رؤيتنا طردي لنا 28 مبرداً كي نغطي سوءتنا. دغدغت (سهى) اللزوجة الجاثمة فوق عينيها وقبلت أسياخ اللحي الصدئة فتجرعت فضيحة البلل. موجة حصار: في الخرطوم أفرزت امتلاءات الصيف انزيماً أعتلى الوتر بث في مسامات (مصطفى) حركة وردية اللون ورمى في الجوف.. جوف الذاكرة.. ذاكرة الجوف حجراً. تململت مداخل الرمل الأصفر تستدعي وجع الهروب.. ثمة هروب إذن.. والأزقة مضاءة.. تشاطرت الشمس وأفضت الأزقة أبوابها للأزقة. يبقى في النهاية: هروب الهروب، قبض التاريخ أو نثر الورود دوزنة الاقلاع: وطأة الألم لا تساوي فعل الألم، وحزن الحزن زورقاً يفك عقالات الخمول. وست الدار كما فعل الحزن لا تقبل القسمة على إثنين: ست ودار.. دار وست. / تتثاءب الست ينام الدار/ يتمطي الدار تنتعل الست/. الدار فعل يعشق الصبايا والست عود أبنوس يضخ الوتر فتعلو الزوايا توليفة فراشة أنهكها الادمان: الموت وشج أسمر يراتب خزف المعاني. سمت الفراشة افتقاد اللون وسألته: مركبة وفضاء وذاكرة من وتر هل كان لقاؤهما صدفة؟ ذات مرة حدث (وردي) جمع خماسي و(مصطفى) و(حميد) بينهم: الصدفة حالة خصام، وتربصات القدم تدلق الماء فوق الماء، فيرتج الآمن وتلقي الخلايا في وجه الصباحات أذنا صاغية. دهنت الفراشة جسدها بلونها المحبب وعلى إطار (حميد) الزجاجي استلقت وسألته: تراكم الرؤى ونكهة اللحظة هذا ما يجذبك نحوى أم تقاسيم اللون وتفجير المعادلات؟ آسفة جذابة أنا ولكن مثقلة. نثر (نقد) عطره فأخذتها غفوة: دهاليز قلبي لا تحتمل تطبيع الوجدان. أكمل (مصطفى): والكلية تتقافز فوقها أسراب الطبيور اليتامى. تزحزحت الفراشة وعلى خد (التيجاني الطيب بابكر) زرعت قبلة. توليفة فراشة أنهكها الانتظار: قالت أنا نورا هل تذكرني؟ كما ترى فراشة كالنسق، وهذا الغياب المدفون لا يعرف إلا بإسمي أو بالغسق. بارد هو كأعواد القمح في أقبية المذابح، وفي الدواخل صقر صيفي جارح. تقتلني العقارب ولعبة تراخي الأقواس. لوني في سمرة الرمح وجرعة من أهازيج الصيف والحفيف أقر أنا نورا الفراشة الماسكة لونها تسكنني وتسكرني سماء كل شريف توليفة فراشة ذابت: الذوبان قطعة ثلج تشعل المكاتب ولا تخاف القصور. قالت وأسنانها تصطك: في ظل حضور الغياب يرتديني اللون ولا أحبذ اصطكاك النقود، بحثت عن شجرة باسقة، وجدتها فكرة أذابت الثلج وعرفت معنى الانسياب جاءتني وحدها اجتازت المستنقع وزرعت في القلب حديقة وذهبت.