وقف العالم في الثالث من مايو عند اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي اعتمدته الاممالمتحدة بناء على توصية هندنوك عام 1991.. وعلى شرف ذاك اليوم وقفت انا مع مجلة الانساني العدد الثاني والخمسين التي تصدر كل ثلاثة شهور عن اللجنة الدولية للصليب الاحمر.. وسبب الوقفة هو ملف العدد.. الاعلاميون.. شهوداً على الحرب وتحت العنوان أعلاه جاءت كلمة العدد كالآتي:- شكلت حرب الخليج الثانية في تسعينات القرن الماضي نقلة نوعية في التغطية الاعلامية للحروب فقد كانت هذه الحرب اول الصراعات المتلفزة بمعنى ان احداثها كانت تنقل في احيان كثيرة مباشرة على الهواء حتى تشعر في بعض الاحيان كأنك تشم رائحة البارود والحرائق المتصاعدة لكن هذا الامر ما كان ليصبح واقعاً لولا عنصران اساسيان.. التطور التكنولوجي لوسائل الاتصال الذي شهده العالم في القرن العشرين والمراسلون الميدانيون الذين وافقوا على التواجد في تلك المنطقة المشتعلة لنقل احداثها بالرغم من الخطر. لعل هذا النوع من الصحافة التي تقوم على تغطية الحروب اصعب أنواع الصحافة فهو نوع العمل الذي يتطلب من الصحافي الا يكون واعياً للاحداث المحيطة به ومسجلاً لها فقط بل ايضاً واعياً لمخاطرها لما يمكن لذلك ان يؤثر على سلامته الشخصية وحياته في احيان كثيرة وهى النوع الوحيد تقريباً الذي يمكن فيه للصحافي ان يتحول من ناقل للخبر الى الخبر نفسه.. لكنه بالتأكيد ليس خبراً سعيداً. وفي ظل تزايد النزاعات المسلحة في المنطقة العربية ولا سيما مع انتشار حالات العنف الداخلي التي لا تنطبق عليها في احيان كثيرة القوانين الدولية التي تحمي المدنيين ومنهم الصحافيون كاتفاقيات جنيف الاربع.. تزيد متاعب هذه المهنة وتصبح حماية الصحفيين اصعب ففي عام 1102وحده قتل 55 صحافياً حول العالم منهم اثنان من مصر وخمسة في ليبيا وواحد في تونس وستة في اليمن وسبعة في العراق بحسب منظمة مراسلون بلا حدود ما يعني ان حوالي 04 في المئة من الصحافيين الذين لقوا حتفهم كانوا يغطون احداثاً في منطقتنا.. واذا كان القانون الدولي الانساني يحظر استهداف الصحافيين بإعتبارهم مدنيين وليس لكونهم فئة خاصة فان مسؤولية حماية الصحافي تقع بالاساس على الصحافي نفسه من هنا تأتي أهمية الملف الذي يتناوله هذا العدد من (الانساني) والذي يتضمن شهادات لعدد كبير من الصحافيين المعروفين على مستوى المنطقة غطوا حروباً متنوعة وخرجوا منها بتجارب واستنتاجات اثروا مشاركتها مع غيرهم من الصحافيين علها تفيدهم في ممارسة عملهم في الميدان كما تشكل هذه الشهادات مادة غنية للقراء لفهم طبيعة العمل الصحافي ودعوة لهم لتسهيل عمل الصحافيين وحمايتهم لأنهم الوسيط الاساسي الذي ينقل حقيقة ما يجري على الارض للعالم كله بتقاريرهم وصورهم وافلامهم ومن دونهم قد يصبح اي حدث أو مأساة او حرب كأنه لم يكن. وقد كان العدد حافلا بسرد التجارب للصحافيين في ميدان الحروب حواها الملف بعنوان (الاعلاميون شهوداً على الحرب). هذا مع تحياتي وشكري