محمد عبدالباقي القسم الله… ان أسوأ المقاعد في الجحيم محجوزة لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة. مارتن لوثر كنج. الحرية نار ونور من أراد نورها فليصطلي بنارها. الزعيم اسماعيل الأزهري. الساكت عن الحق شيطان اخرس. مقولة مشهورة يشكك في انها من أقوال المصطفى (ص). استأسرت وجداني هذه العبارات التي تحمل أسمى معان النبل والغيرة تجاه حريات وحقوق أكاد اجزم انها باتت مفقودة. وبما ان تساؤلات عدا تنتأ، لم اعد اجد لها جواب مشفي : لمذا كل هذا الصمت ؟ الى متى هذا الصمت ؟ الى متى تخر الامة المليونية ( احصاءً و تأريخاً ) في هذا الصمت الذي لم يعلم الى اي المآلات الجحيمية سوف يفضي بنا ؟ أم اننا رضينا ان نظل حقل تجربة فاشلة لم تنتهي مراحل اعلان نتاجها السلبي بعد ؟ أم ان الهاجس – القائل بان الإنقاذ خستقت ( حطمت ) إرادة الشعب السوداني ورؤاهم حيال التحرر الذي هو من اساس الأديان السماوية ومقتضيات العبادات المشروعة – قد اصبح اقرب الى الواقع مما هو من المستحيلات ؟ الامر الاكثر ايلاما وحيرة ان تقبع أمة بأكملها في صمت مهيب ! وفيهم العاقل والمدرك الذي استجلت له حقيقة المخاطر والعواقب الانخاسية ( الإنقاذية ) الكارثية تجاه أجيال اصبح يقال فيهم ” على الارض السلام ” . وان من غرائب الاشياء ان يتجلى لشعب ما يحاك ضده من جرائم أعيت صفحات التاريخ ويظل ساكتا ليس رضاً ولكن فزعاً ابيض! بل ان ينتظر هنة ذبحه بخنجر مسموم بأيد لا تبالي ارتياد الرذيلة والفواحش من الإثم. ان الإنقاذ في طوال العقدين المنصرمين ارتكبت الرذيل والأرذل في حق شعب لم اقل انه رضي بالذل والهوان لنفسه لكن قد استاسرت عطفه الأقوال البراقة واللامعة التي لا يصحبها فعل ولا عمل! ولما كانت المعرفة والفكر هما أساسي كل الحضارات، إلا ان الإنقاذ قد اجحفت في حق أجيال بما زخرت لهم به مما يسمى بثورة تعليمها الذي ظل خطأ احمر لا يمكن تجاوزه، حيث ان العين لتدمع والفؤاد يتقور جرحا عند الولوج في التحدث حول هذا الهاجس الذي لم يفتأ يبَّرح احشاءنا. الإنقاذ مارست ولم تزل تمارس سياساتها الفاشلة من غير تردد او تقاعس حيال مسيرة التعليم في السودان مما أردى بنا الى غيابة جب لا اظن ان قد يتسنى لنا ايجاد طريق للخروج منها. وبتقفينا اثر رعيل الانغماس وليست الإنقاذ كما تسمت به اصبحنا ننافس وبجدارة بلدان أرهقت المجتمع الدولي بالرجعية والتقاعسية الفكرية والنزعة العارمة للنوم ليلاً نهاراً. فقد يبدوا الامر جليا كما الشمس في نهار مصييف، ان السياسات الخرقاء في كافة المؤسسات التي تعنى بمصالح الوطن والمواطن السودانيين – من مؤسسات مدنية، مؤسسات تشرعية، مؤسسات تنفيذية، مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية وأخر عدا، باتت تعرف بالسلبية المهنية وجلب المنفعة الشخصية الفردية. فلا اجد ختاما أوفق من قول القادر المقتدر : ( إنا لله وانا اليه راجعون ) معى خالص ودي وتقديري لأمتي الصامتة.