أبلغ مصدر مطلع وموثوق (حريات) بصراعات تعصف بلجنة الأمن العليا المكلفة من حكومة المؤتمر الوطني بقمع الهبة الشعبية . وقال ان اللجنة تضم نافع علي نافع وهاشم عثمان ومحمد عطا فضل المولى وكمال عبد اللطيف وحسبو محمد عبد الرحمن وابراهيم محمود والفريق عصمت عبد الرحمن والفريق محجوب شرفي ، وان الخلافات تتصاعد بين نافع علي نافع ومحمد عطا ، فبينما يتفقان حول القمع الدموي للهبة الشعبية ، يرى نافع ضرورة إستخدام أقصى قدر من العنف في أقل فترة من الزمن لإخماد الإنتفاضة الشعبية بسرعة ، ولكن محمد عطا ، بناء على نصائح من ضباط جهازه ، يرى ان الأفضل إرهاق المحتجين وإستنزافهم على مدى أطول والتركيز في إستخدام العنف على القيادات والنشطاء بدلاً من نشره على قطاعات واسعة الأمر الذي يمكن ان يلهب الإحتجاجات . وأضاف المصدر المطلع ان الخلافات تشمل كذلك تفعيل الخطة (ب) ، بتنشيط ما يسمى ب ( أسود أسامة بن لادن- أسود بلاد النيلين) ، وهو تنظيم إرهابي مرتبط بالقاعدة ويتكون من عناصر من اليمن ، الصومال ، مالي والسودان ، وأسسته الأجهزة الأمنية للإنقاذ لتنفيذ عمليات إرهابية ضخمة في لحظات الإنحدار النهائية للنظام ، وتشمل العمليات إستهداف سفارات ومنشآت ودبلوماسيين ودور أحزاب وقيادات سياسية معارضة ، وذلك بهدف إقناع الغرب ان بديل النظام تنظيم القاعدة الأكثر خطورة ، ولإرهاب المعارضة ودفعها للإستسلام . ويرى بعض أعضاء اللجنة العليا انه آن الاوان لتنفيذ مثل هذه العمليات . وقال المصدر المطلع ل (حريات) ان خلافات اللجنة سربت المعلومات لسفارتي الولاياتالمتحدة وبريطانيا ، خصوصاً وان عدداً من أعضاء اللجنة يريدون إخلاء مسؤوليتهم مما سيحدث ، وذلك ما حدا بالسفارتين نشر تحذيرهما لرعاياهما الأسبوع الماضي . وأضاف المصدر بأن الخلافات لا تقتصر على لجنة الأمن وحسب ، وانما تمتد كذلك إلى داخل جهاز الأمن ، حيث ينقسم الضباط والجنود إلى معسكرين رئيسين ، الأول ( الأحجار الكريمة) – أغلبهم من حجر العسل وحجر الطير ، وهم أصحاب الحظوة ، ولكن بينهم خلافات ما بين الموالين لنافع علي نافع والموالين لصلاح قوش مدير الأمن السابق ، والمعسكر الثاني ما يسمى ب (البقارة) ويطلق على أبناء غرب السودان الموالين للنظام ، وهؤلاء يتم تجنيدهم وتعبئتهم بالخوف على قبائلهم والخطر على (العروبة والإسلام) ، وقد بدأوا اخيراً في تبين حقيقة إستغلالهم لصالح أقلية محدودة ، وبدأوا يتحدثون عن أهمية إيجاد ( جهة يتاووا عليها) . وأضاف المصدر المطلع ان الصراعات داخل الأجهزة الأمنية وراء إغتيال ضابط جهاز الأمن الرشيد موسى – من أبناء الجزيرة ، العمارة عبد الباقي ، وتم الإدعاء بان مقتله لا يعدو كونه (حادثاً عرضياً) .