في الوان عدد 13/5/2002م جاء خبر يقول شيعت مشرحة الخرطوم امس 92 جثة من مجهولي الهوية تراوحت اعمارهم ما بين شهر الى سبعين عاما لقوا مصرعهم ، تسعة منهم لاسباب متفاوتة.. من حوادث المرور والحريق والغرق والانتحار والمشاجرات والعشرون الباقون كانوا اطفالا حديثي الولادة.. تمت مواراتهم الثرى بمقبرة «ابو سعد». وكشف مصدر مطلع بالمشرحة ان معظم وفيات الاطفال ناتجة عن حالات الاجهاض الاجرامي وتعرضهم لنهش الكلاب الضالة واشعة الشمس الحارقة والجوع والعطش بسبب رميهم على الطرقات والمستشفيات. واضاف المصدر ان هذا العدد اصبح في تزايد وتكررت هذه الظاهرة بصورة واضحة في الآونة الاخيرة. والجدير بالذكر ان منظمة حسن الخاتمة الطوعية قد تولت دفن هؤلاء المجهولين واعدت لهم احصائية دقيقة بسبب الوفيات. انتهى الخبر.. وهو بالطبع يشير الى واقع مخيف.. واقع يتحدث عن موتى في الطرقات بلا اهل وهذا في السودان حدث يشكل الزلزال في النسيج الاجتماعي ولكن الزلزلة الكبرى تفاصيل الخبر.. 92 جثة 9 منهم راحوا بفعل الحوادث والانتحار والغرق والمرور، اما 20 فهم اطفال حديثو الولادة.. اما تمت محاولة اسقاطهم او جاءوا الى الحياة والقوا في الطريق لتنهشهم الكلاب. امهات هؤلاء الاطفال حالة مزعجة وخطرة يجب ان تلاقي الاهتمام. في صحيفة الايام عدد 41 أبريل 2002م اجرت الزميلة انعام محمد الطيب تحقيقاً عنوانه «حياة الفتاة المشردة على ارصفة الشوارع» ماذا تعني؟ قالت فيه: في زيارات ميدانية لاماكن تجمع الفتيات المشردات قامت بها مجموعة مكلفة باجراء بحث ميداني من مركز الدراسات والبحوث بمركز الجندر وباستطلاع عدد منهن بلغ اكثر من 70 مشردة يتم رصدهن في الاسواق واماكن التجمعات. يتضح انه بدأت مشكلة الاطفال المشردين كظاهرة في اواسط الثمانينيات واوضحت نتائج البحث الذي قامت به الرعاية الاجتماعية ان عدد المشردات في تزايد مستمر حيث ارتفع من 35 – 4891 الى 177 في عام 0991م ليصل في 1002 الى حوالي 4 آلاف فتاة وبالتأكيد تشرد الفتيات له عواقب ومؤثرات تختلف عن تشرد الاولاد ذلك لان الفتيات بحكم التقاليد المقيدة لحركتهن اقل خبرة بما يدور في الشارع من مخاطر عليهن، اضف الى ذلك ان السلوك العام للمشرد فيه اضطهاد وتمييز كما ان وجود الفتيات في الشارع قد يعني بالنسبة للرجال فرصة استغلالهن للاشباع الجنسي وهذا وارد في ظل ظروف وجود ملايين من المهاجرين دون اسرهم فالمشردات قد يصبحن صيدا سهلا ومتاحا وكل ذلك يعني ممارسة الاستغلال والعنف ضد الفتيات. وقالت انعام من خلال الدراسة الميدانية التي اجرتها عدد من الباحثات من مركز الجندر الاستاذة امينة محمود وآخرين اتضح ان في الفترة الزمنية من يناير 1002 الى أغسطس 1002م ان الغالبية من الفتيات المشردات تقع اعمارهن في الفئة 91 سنة واكثر 7،13% بلغت اعمارهن بين 51 -71 سنة ونسبة 7،12% تراوحت اعمارهن ما بين 21 -41 سنة ومن ذلك نخلص الى ان غالبية الفتيات المشردات في سن المراهقة.. وهذه السن تؤدي الى تغيرات في الشخصية والرغبة في التعبير عن نفسها بصور شتى خاصة في ظل انعدام وسائل استيعاب متطلبات هذه المرحلة لذا يكون التعبير عنها بطرق غير مقبولة اجتماعياً. وتمثل المسلمات نسبة 2،47% والمسيحيات 7،52%، وغالبية الفتيات اللاتي اجريت عليهن الدراسة كن من الولايات الجنوبية 7،54%.. و 4،13% من كردفان ودارفور وهذا يعني ان الفتيات اللائي شملتهن الدراسة هربن من ولايات متأثرة بالحرب والنزاعات المسلحة والصراع القبلي والغبن التنموي. نشر في صدى بصحيفة الحرية 8 يونيو 2002م اواصل مع تحياتي وشكري