في البدء نترحم علي أرواح الشهداء الذين إستشهدوا في مظاهرات مدينة نيالا بجنوب دارفور برصاص القدر و خيانة امانة الشعب جهاز أمن النظام وشرطته حامي النظام وليس حامي الشعب و الوطن و نتمني الشفاء العاجل لجميع الجرحي و المصابين . إن الذين إستشهدوا و المصابين في مدينة نيالا لم يكونوا حملة سلاح و لم يكونوا مرتزقة عبروا الحدود بل هم سودانيين خرجوا في تظاهرة سلمية و هم شباب من طلاب وطالبات المدارس السودانية بمدينة نيالا خرجوا ليومين متتاليين إحساسا بالغبن الواقع عليهم و علي أهلهم البسطاء من نظام لا يراعي حقوق المواطن في العيش الكريم خرجوا لإحساسهم بالظلم من ولاة أمورهم من حكام الغفلة ساكني القصور مستلمي سلة غذاء رمضان التي حرم منها الغلابة بسبب غلاء الأسعار ورفع الدعم كما يدعي النظام الغاشم بل هي جباية جديدة تضاف علي كاهل المواطن السوداني الغلبان الذي لم يجد من النظام وخلال ربع قرن من الزمان سوي السحق و الجباية لتغطية ملزات قيادات النظام الفاشلة بعد ذهاب دولارات البترول جنوبا و التي لم يري الشعب المغلوب علي امره منها إلا رؤية العين للعمارات السوامق و السيارات الفارهة لقيادات النظام ، إن الزيادات التي فرضت علي الوقود من بنزين و جازولين و ما إنسحب وراءها من زيادات في الترحيل و النقل و إرتفاع في أسعار السلع الأساسية و المواصلات و إضراب سائقي الحافلات هو الذي جعل هؤلاء الشباب السائرون يخروجون للتظاهر الذي هو حق مكفول لهم بالدستور و القانون لكن يد الغدر و الخيانة من أجهزة أمن النظام وشرطته و رباطته لم يرق لهم منظر المتظاهرين علي أخطاء قياداتهم إلا و رموهم بالرصاص الحي فأردوهم قتلي … لماذا قتلوا ؟ … و بأي ذنب جنوه ؟ لأنهم طالبوا بحقوقهم المشروعة في المواطنة … إن الكثير من علامات الإستفهام تدور في الأذهان حول القتل بإطلاق الرصاص الحي علي الرؤوس و في بعض الحالات من الخلف …و لماذا في مظاهرات نيالا بالزات يطلق الرصاص مباشرة و يحدث القتل ؟ إنني لست من سكان دارفور و لا من أبناء قبائلها ( لعنة الله علي القبلية و العنصرية ) لكنني سوداني اما و أب مولدا و نشأة و مواطنة فلا خير فينا إن لم ننفعل بما حدث من قتل و بدم بارد في مظاهرات مدينة نيالا السلمية … إن الذي صار لهو إزكاء لنار فتنة العنصرية و القبلية المقيتة التي زكاها نظام المؤتمر اللاوطني و توسيع فتق جهوية خرقاء إبتدعها قادت النظام … فمن القاتل و من المسؤل الذي أعطي الأوامر و التعليمات … من الذي أطلق الرصاص الحي القاتل مباشرة علي رؤوس و ظهور الشهداء ؟ و من الذي اعطي التعليمات لهذا التصرف القاتل الأحمق ؟ و لمصلحة من ؟ إن قادة النظام وجميع قادة اجهزته الأمنية و الشرطية تتحمل وزر هذه الفعلة الشنيعة . أين قيادات الأحزاب التي تتمشدق بالتفاوض و المشاركة في النظام من أجل حقن الدماء ؟ و هذه هي الدماء تراق و بعنصرية في مظاهرات سلمية عمت كل المدن السودانية … فإلي متي التمشدق بالتفاوض مع نظام قاتل لشعبه لشبابهم المتظاهر سلميا ؟ إن كنتم حقا وطنيين و غير منتفعين من إستمرار هذا النظام فأخروجوا من المشاركة و دعوا قواعدكم المتململة من مواقفكم المائعة التي تمسك العصي من النصف او كما قال بعض قيادات النظام عنكم ( كراع برة و كراع جوة ) … فإلي متي الإنتظار و قطار الثورة تحرك ؟ … هذا النظام لا امان له و لاعهد رعي و لا زمة له و لا يحترم أو يلتزم بما وقع من إتفاقات و معاهدات فأنتم أدري بسلوكه نحوكم إصحوا …و إنتبهوا … إلي تحالف كاودا حاملي السلاح علي التهميش إن كنتم حقا ضد التهميش وضد النظام لا من اجل مصالح ىشخصية أوجهوية فواجبكم اليوم قبل الغد فدماء هؤلاء الشهداء أمانة في أعناقكم فعليكم القصاص لهم يجب أن تدعوا إلي كلمة سواء بينكم مع القوة الساعية للتغير لإزالة هذا النظام الذي طغي و تجبر و سعي في الأرض فسادا فلتتوحد هذه القوي علي عمل ثوري يقتلع هذا النظام المجرم و ليعد السودان لوطنييه دون عنصرية و دون جهوية و إلي عدالة و مساواة بين كافة المواطنين في المدن و الأرياف و المركز و الهامش . إلي قوة الإجماع الوطني و أحزابه المنضوية تحت لواءه و إلي جبهة التغيير لقد سمعنا كثيرا و مللنا السماع عن الإنتفاضة المحمية … إلي متي تدخرون هذا الخيار و الشعب السوداني شبابه تراق دماؤه و يقتل بالرصاص الحي من قبل العصابة ورباطته و بدم بارد و يمشي القاتل في جنازة القتيل … و منذ أن إندلعت المظاهرات السلمية في 16/6 من قبل طالبات جامعة الخرطوم الحرائر و إستمرت المظاهرات وملئت معتقلات جهاز أمن النظام من معتقلي المظاهرات من الشباب و الكهول رجال و نساء و فتيات … إلي أن سفكت الدماء في نيالا … و إلي الآن فالتظاهر السلمي لن يتوقف و سوف يستمر شباب شعبي في الخروج للتظاهر السلمي و لن ينتظركم حتي تسقط العصابة ورباطتها و جهاز أمنها الفاشي … لن ينتظركم بني وطني … فأين الإنتفاضة المحمية ؟ يا قيادات الأحزاب أين عناصر الشباب الحزبية المدربة القادرة علي حماية المتظاهرين ؟ … علي الوطنيين الشرفاء من أبناء شعبي الأوفياء من القوات المسلحة و الشرطة و من جهاز الأمن الذين ليس لهم مصلحة في حماية هذا النظام الذي يقتل شباب شعبكم و حرائره و إلي المفصولين من القوات النظامية ماذا تنتظرون ؟ … و متي تصحوا ضمائركم و تدافعوا عن أهلكم و أعراضكم التي إنتهكها النظام . إن هذا النظام الغاشم الظالم القاتل بفعائله هذه يستعجل إلي إقتلاعه فلنستعجل بالتوحد و حماية الشباب الثائر و محاصرة مقار الأجهزة الأمنية المنشرة في الأحياء و هي ظاهرة غير مخفية لنقتلعها من وسط بيوتنا و سكننا … و لنحاصر دور المؤتمر اللاوطني و نعيد ممتلكاتها إلي الشعب الذي نهبت منه … و لنرصد تحركات كل رباطي و عضوية النظام و نحاصرهم و نطردهم من وسطنا إنهم أجبن ما يكونون و لقد جربناهم في احداث العنف التي كانا يفتعلونها بالجامعات يولون الدبر حين تحمل عليهم و يلهثون و يستعينون بالأجهزة الأمنية … إن الدماء التي سالت في مظاهرات نيالا السلمية إن مرت دون رد حاسم لهي تجربة جربها الرباطة و سوف يستمرون في سفك الدماء في كل مكان من السودان يخرج شبابه للتظاهر السلمي في قابل الأيام … فإلي حماية الثورة و حماية الوطن … الفاتح قادم … 2/8/2012م