الجمعة 24 ديسمبر 2010م…. انتابتني لحظات من الصمت المهيب، اتجهت فيها بتفكيري إلى الإيجابيات التي حققها أبوذر من سجنه!!!!!!!، وانتبهت إلى أنه رغم مرارة السجن وويلاته، إلا أنه لا يخلو من إيجابيات كثيرة!!!!!!!!. بادئ ذي بدء، فقد حققت هذه القضية لأبوذر شهرة تفوق الآفاق، ولولا ما حدث له، لما ملأت صوره صفحات الجرايد والانترنت والقنوات الفضائية!!!!!!!. أذكر أيامها أنني كنت أتلقى الكثير من الاتصالات الهاتفية من داخل وخارج السودان وأن موبايلاتي الاثنين كانت تحتاج لشحن البطاريات عند منتصف اليوم!!!!!!!، وأصبحت مقالات أبوذر مطلوبة بشدة، وهنالك رغبة عالية، حتى أن هناك من تبرع وقام بترجمة بعض المقالات ونشرها في الانترنت!!!!!!!. وأما المقال صاحب القصة (انتخابات على عثمان لا البشير) فقد تُرجم إلى عدد من اللغات!!!!!!!، وكان هنالك جيش جرار من المتبرعين الذين جندوا أنفسهم لخدمة القضية، وتفننوا في التنوع والإبداع، دون أن يطلب منهم أحد ذلك!!!!!!!. كما أنني كنت أتفاجأ كثيراً حين يتصل بي أُناس لا أعرفهم، ليعلموني بالخطوات التي قاموا بها، وكيف دفعوا بالقضية إلى المحافل العالمية والاقليمية وعلى أرفع المستويات!!!!!!!!!. أضف إلى ذلك من صمموا مواقع لأبوذر ونشروا فيها معظم مقالاته، وكذلك المساهمات التي قُدمت من الفيس بوك وسودانيزاونلاين والصحف اليومية والعالمية وغيرها!!!!!!!. كنت أشعر أن هناك موج عالٍ من الفيضان يعم كل الأرجاء، فالكل كان يغلي ويفور نشاطاً كالبركان التي لا تهدأ ثورته!!!!!!!!. وحين دخل أبوذر السجن، أصبحت له محاولاته في الحفاظ على هذا المد، وعقد العزم على عدم العودة إلى الوراء مهما كلفه الأمر!!!!!!!!. أحسست أن ما حدث لأبوذر هو حكاية تحدث كل يوم للعديد من الأشخاص، يُعذبون ويعانون الويل ولا يسمع بهم أحد!!!!!!!، وحزنت لحال كثيرون قاسوا وعانوا وتعرضوا لأشد أنواع الذل وأقسى ألوان الهوان ولم يذكرهم أحد، أو يأسف على حالهم، ولم يسلط ضوء على قضيتهم!!!!!!!، فقد عانوا في صمت وسيخرجوا في صمت دون أن يحس بهم أحد!!!!!!!!!، فقد كانوا في آمس الحاجة للدعم والعون المعنوي!!!!!!. وأن أبوذر كان الأكثر حظاً، لأن هنالك كثيرون اهتموا لأمره وأولوا قضيته اهتمام بالغ!!!!!!!، وما زلت أتلقي الاتصالات الهاتفية من الداخل والخارج للسؤال عنّا وعن أبوذر، فقد أصبحنا بدورنا محور اهتمام واحترام الجميع، بفضل هذه القضية!!!!!!!. كما أعتقد أن هذه القضية، أعطتنا الأمل لنستفيد من الدرس ولننقل التجربة الحية للملأ، حتى يتم فضح الطغيان والزيف وليعرف عبدة الطاغوت الذين يخافون ولا يختشون، أن ليل الظلم قصير!!!!!!!!، وليهنأ بقصصنا من أراد أن يتنسم عبير الحرية العبقة، ليعرف أن الثبات على المبدأ هو إيمان راسخ وعمل دونه الأنفس!!!!!!!!!. وأستحضرتني أبيات الشعر إذا الشعب يوما أراد الحياة****فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي*****ولابد للقيد أن ينكسر ومن لم يعانقه شوق الحياة***** تبخر في جوها واندثر ولطالما أعتقدت أن السجن، سيزيد أبوذر قوة وصلابة، وسيخرج من دواخله براكيناً كانت هامدة وحان الآوان لأن تنثر نيرانها، كما أن آوان المارد ليخرج من قمقمه!!!!!!!. وقلت في نفسي، أرادوا أن يذلوه بسجنهم، وأراد الله أن يذلهم بفعلتهم، وانقلب السحر على الساحر!!!!!!!!!.