ساره النور …………….. التغيير هو أمر لا مفر منه “هو سنة الحياه” ..ومما نراه فى الإقليم حاليا ولكثير من العوامل الإقتصاديه والإجتماعيه لا أرانا بعيدين عن هذه الموجه… لكن أظن أنه آن الأوان لنتساءل التغير كيف وإلى أين… وعندما نشرع فى الإجابه على هذه الأسئله يجب أن نضع نصب أعيننا أن لهذا البلد كيانه, تاريخه, وخصوصيته, وأن ندرك تماما أن التغيير ليس عمليه سهله.. إنما عمليه معقده تستوجب وجود رؤيه وهدف واضحيي.. فى البدايه يجب أن نتفق: التغيير لا يعنى إسقاط النظام.. و يجب أن يكون ذلك واضح في أطروحة التغيير.. فما إسقاط النظام إلا خطوه فى سبيل التغيير.. وقد أذهب للقول أنها أسهل خطوات التغيير.. فبحديث منطقى بسيط.. عادة عمليات الهدم هى أسرع و أقل تكلفه مقارنة بعمليات البناء.. فبالنظر إلى الثوره المصريه نرى أن المصريين تمكنوا من الإطاحه بمبارك فى أقل من شهر ولكنهم ظلو بعد ذلك ما يقارب العام فى مرحلة إكتشاف ماذا بعد.. و لكن إختلف الأمر مع الليبين و السورين فمعادلة السلاح عادة تختلف و لكن بنفس الق در المجهود الذى بزل في الإطاحه بتلك النظم “أو مازال يبزل” سيكون مضاعفا لإعادة البناء.. نستقى من ذلك أنه سقوط الحكم سواء كان سلسا أو عن طريق السلاح هو عتبه فى سلم يطول أو يقصر إعتمادا على مدى وضوح الهدف المعنى به التغيير.. فكلما كان هذا الهدف واضحا ومتفق عليه كان الوصول إليه أسرع… أنا بالطبع لا أقلل من أهمية إسقاط النظام كإحدى مراحل التغيير لأننا وببساطه لانستطيع التعمير دون إزالة الخراب… ولكن إرساء القيم والمبادئ التى تقوم عليها الدوله الجديده وبتفاصيلها يجب أن يأخذ الأولويه.. على سبيل المثال لا يكفى أن نقول أن الدوله ستقوم على العداله الإجتماعيه يجب أن نوضح ما هى العداله الإجتماعيه وكيف نحققها وعلى ذلك قس.. وأنا كمواطن يجب أن أرى فى الداعى للتغيير ما يدفعنى للخروج خلفه فإن من السذاجه بمكان أن نظن أن شعار “الشعب يريد إسقاط النظام” كفيل بإيقاظ المارد السودانى.. إذا إبتعدنا عن الشعارات و حاولنا التعامل مع أنفسنا “دعاة التغيير” كمرشحيين حققيين لتولى زمام الأمر فى البلاد.. قد يجد ذلك قبول أكبر ويكون له أثر أبلغ فى توضيح أبعاد الثوره و أهدافها فى كل النواحى الحياتيه.. ثوره القيم والأخلاق.. ثورة التعليم والبحث العلمى.. ثورة الإقتصاد.. ثورة الزراعه و الصناعه.. وهى ثوره على كل المنظومه الفاسده الموجوده حاليا … الشعب يشعر بالغلاء لكنه صامت.. الشعب يعلم مدى الفساد لكنه صامت.. الشعب يعانى عدم وجود فرص عمل لكنه صامت.. الشعب يرى و يسمع نضال الشعوب فى المنطقه لتحقيق الحريه ولكنه صامت.. ورغم الدعوات المتزايده لإسقاط النظام مازال الشعب صامت.!! فهذا سؤال يجب أن يطرح لماذا هذا الصمت؟؟؟ هذا البلد يحتاج إلى ثوره فكريه تنهض بالمجتمع … الشعب لا يريد إسقاط النظام.. لأنه ساقط بمقتضى الحال فلا يستحق أن يرفع ذلك شعارا للثوره فالأجدر أن نقول “الشعب يريد بناء البلاد” ذلك أسمى لأن يقترن باسم الشعب وباسم الثوره.