الاثنين 10 يناير 2011م….. قابلني أحد الأصدقاء وقال لي، أنه مهتم جداً لقضية أبوذر، فهو وآخرين معه يعملون جاهدين على أن يتم إطلاق سراح أبوذر بعد الاستفتاء!!!!!!!!، وأضاف قائلاً، أنهم بذلوا ما في وسعهم ونجحوا إلى حد كبير، ولكن تحليله الشخصي أن هنالك من يضع العراقيل أمامهم، ويبدو أنه يحمل ضغينة شديدة لأبوذر، إذ كل ما نقترب من إطلاق سراحه، نفأجأ بالرفض من جهات بعينها!!!!!!!. قلت له، من ناحيتي، أرى شخصياً، أنه لا يوجد داعي من الأصل لهذه المحاولات!!!!!!!!!. رد قائلاً، أنت كذلك، تصعبين الأمور علينا، إذ طُلُب منك أن تسترحمي الجهات المسئولة ليطلق سراحه، ولكنك رفضت!!!!!!!. استنكرت هجومه غير المبرر وقلت له، أنا لا أسترحم أحداً، فهم ينفذون القانون وأبوذر جاءت إدانته بواسطة المحكمة والشئ الوحيد المتاح أمامي أن أسترحم للمحاكم التي أدانته!!!!!!!، وقد قدمت استئناف لمحكمة الاستئناف وحين أصدرت قرارها، قدمت بواسطة المحامين استئناف أخر للمحكمة العليا!!!!!!!!، وهذا هو الطريق الوحيد، المشروع المتاح أمامي!!!!!!!!. قال لي، نحن نعلم، أنه لا توجد قضية أصلاً، ليصدر فيها حكم المحكمة، وأن الأمر سياسي بحت، والحل الوحيد هو عن طريق المحاولات ليأتي إطلاق السراح عبر قرار سياسي!!!!!!!!، وفي مثل هذه القضايا غالباً ما يكون حسمها عن الطريق السياسي وليس عن طريق المحاكم!!!!!!. قلت له، لا أؤمن بمثل هذه الطرق والمحاولات، وأعتبرها طريق لمساومة باهظة الثمن، ولا نستطيع الايفاء بها!!!!!!!، فإذا تم إطلاق السراح عبرها، معناه، أن يكون أبوذر مرتهن الإرادة ويحمل الجميل الذي لا يمكن نكرانه وبالمقابل لابد أن يدفع الثمن حريته وشرف مهنته!!!!!!، الأمر الذي لا يقبله أبوذر ولا يمكن أن يوافق عليه!!!!!!!. قال لي، نحن سنعمل وسعنا جاهدين لإيماننا بأن أبوذر بريء، رغم الملابسات السياسية، ونحن لم نطلب شئ بالمقابل من أبوذر، ونعرف قناعاته ومبادئه!!!!!!. قلت له، أخرون (دون داع لذكر الاسماء) أخبروني بأنهم يضمنون خروج أبوذر وطلبوا مني أن أتعهد لهم، بعد خروج أبوذر من السجن، ألا يتجه للكتابه أبدا!!!!!!، وكان ردي الرفض، حتى دون الرجوع لأبوذر!!!!!!!، وعندما أخبرته بما فعلته، غضب غضباً شديداً، لجرأتهم على قول ذلك، ولصبري على الاستماع إليهم!!!!!!.ُ رغم أني لا أشك في حسن نواياهم ومقاصدهم، ولكنهم يتعاملون مع الامر بكل بساطة وعفوية!!!!!!!. أضفت قائلة، أنك ذكرت، أنه لا توجد قضية من الأصل، وأن الحل السياسي هو الأمثل، ولكن لماذا أتي القرار من المحكمة في الأصل؟؟؟؟ ولماذا لم تكون هنالك معالجات سياسية؟؟؟؟؟ ولماذا قُدمت القضية إلى المحكمة، إذا كانت فعلاً سياسية؟؟؟؟؟. أضفت قائلة، أشد ما يحزنني في هذا الأمر، أن فيه انتهاك لحرمة وسيادة القضاء والمحاكم، لأنه تم استغلالها وتشويه صورتها!!!!!!!!!، ومن العدل أن يأتي الحل عبرها، لا عبر جهات سياسية، وذلك ليرد لها اعتبارها من باب أولي!!!!!!!!!. استطرد قائلاً، أنه يعرف صعوبة السجن وقساوته عليّنا، وأن هنالك من يريدون تقديم العون والمساعدة!!!!!!!!. قلت له، نحن قدمنا استئناف للمحكمة العليا وننتظر نتيجته، أما أبوذر فهو لم ولن يتضرر من السجن، بل سيكون المستفيد الأول من سجنه!!!!!!!، ونحن بدورنا نزوره بانتظام ونتواصل معه متى ما أردنا!!!!!!!. ودعني وخرج مسرعاً!!!!!!!!!. أحسست بأن الدم يغلي في عروقي وأنني أكاد أنفجر غيظاً، إذ أنني لم أعتبرها وسيلة للمساعدة، بل أعتبرتها وسيلة رخيصة للمساومة!!!!!!!!!!. وعرفت أنني لو أطلعت أبوذر على هذا الأمر، فسوف يجن جنونه وتثور ثائرته لمجرد سماعه مثل هذا القول!!!!!! ِ وتحيرت في أمري، فلم أطلب من أحد يوماً أن يتدخل ساعياً لإطلاق سراح أبوذر!!!!!!!، ولم أستجدي أحداً، ولم أشتكي لأحداً!!!!!!!!!، فلماذا لا يتركوني لحالي!!!!!!!. كما أنني رفضت كل المبادرات التي تم تقديمها لأكون طرفاً في مثل هذه المساومات المهينة!!!!!، وما زلت أرفض وبشدة!!!!!!!!!. فلماذا يصرون علي متابعة هذه المحاولات الفاشلة؟؟؟؟ ما هي الرسالة التي يريدون توصيلها؟؟؟؟؟ هل بذلك التصرف يبدون شمتهم وقبحهم أو حسن نواياهم؟؟؟؟، فقد تشابه عليّ البقر!!!!!!!.. أوصلت لهم رسائل كثيرة، توحي بأنني سعيدة ومبسوطة لسجن أبوذر وأنني أفضل أن أراه حبيس سجنه على أن يكون حراً طليقاً وهو مرتهن الإرادة عديمها، وقد أُهينت كرامته وجرحت كبرياءه!!!!!!!. ولكن يبدو أنهم لم يفهمونها الفهم الصحيح!!!!!!!. لم أدرٍ ماذا أفعل أكثر لتصلهم رسالتي بأنني لن أساوم على سجن أبوذر الذي هو مصدر فخر وإعزاز لنا جميعاً!!!!!!. قلت في نفسي، ربما وصلتهم رسالتي بكل وضوح ولكنه الخبث ونفث السموم أو هي السذاجة المفرطة!!!!!!!!!، واستعذت بالله من خبث الشيطان وهمزه ولمزه!!!!!!.