الخميس 10 مارس 2011م…. أتاني أحد الأصدقاء وهو يحمل مقترحاً طالباً فيه إطلاق سراح أبوذر، بحجة إنه قضى بالحبس ما يكفي، ويود مناقشتي ومعرفة رأيي فيه!!!!!، بادرني الصديق بسؤال، حول ما إذا كانت هنالك أي مبادرات مشابهة تجري في الساحة، بغية إطلاق سراح أبوذر؟؟؟؟؟؟ قلت له، لا علم لي بذلك!!!!!!!!، وبادر بقوله، إنه سوف يعرض عليّ ملامح مقترحاته، ويود أن أشاركه في مساعيه!!!!!!!!. استمعت إليه طويلاً في صمت مهيب!!!!. وأفصح قائلاً: إنه مستهدف بذلك شخصيات متنفذة جداً، لمقابلتها وسيعرض عليه ما توصل إليه، ويرغب في أن أكون جزءاً من ذلك، عسى ولعل أن يليّن جانبهم، ويطلقوا سراح أبوذر!!!!!!!، وبرر بقوله، إن ذهابي معه، سوف يفيد كثيراً، ويلقى آذاناً صاغية، لاعتبارت أسرية وإنسانية!!!!!!!!!. رغم حسن النية الذي أبداه، هذا الصديق في حديثه، ولكني، شعرت بأن الدنيا أظلمت أمامي وأنني أكاد أموت حنقاً وغيظاً، لمجرد استماعي لمثل هذا الحديث!!!!!!!!!. وأحسست بأنني أرغب بالصراخ بصوت عالي طالبة منه أن يكف عن هذا الهراء، لأنه بالنسبة لي، مصدر عذاب وأسى كبيرين!!!!!!!!!. استطرد في حديثه، محاولاً، أن يبرر جدوى ما توصل إليه من خلاصات، كما حاول أن يبين قناعاته وقناعات الكثيرين، بأنه لا توجد قضية أصلاً!!!!!، وأن ما حدث هو أختلاف وجهات نظر سياسية، لم تستعمل الطرق السلمية لاحتواءها، وأن المقصود من وراء سجن أبوذر هم أشخاص أخرين، لم يستطيعوا النيل منهم، وأن أبوذر هو ضحية كيد سياسي!!!!!!!!. طيلة الوقت الذي تحدث فيه هذا الصديق، كنت أبدي هدوءاً وثباتاً منقطع النظير، رغم الشعور الذي أعتراني، وهو كأن هنالك، براكيناً تغلي بدواخلي، وأنها ستنفجر في وجهه بين لحظة وأخرى!!!!!!!، ولكني، أفلحت في كتم غيظي!!!!!، وإظهار ثبات وتماسك لا أدري من أين حصلت عليهما!!!!!!. نقلت إليه، رسالة هادئة وواضحة المعالم، بأنني أرفض أن أكون جزءاً من مقترحه ومبادرته، وأنه له الحق ليقول ما يشاء لمن يشاء!!!!!!!!!. أبدى أسفاً واضحاً لردي، الذي لم يتوقعه، أن يأتي حاسماً ومقتضباً هكذا!!!!!!، ولكنه، تقبله، ووعد بأنه سوف يبذل ما وسعه في سبيل إطلاق السراح!!!!!!!!!، ودعنه، وأنصرف!!!!!!!!!!. أحسست بأوجاع في جسمي كله، حتى أنني شككت في أن الملاريا عاودتني!!!!!!، وقلت في نفسي، لا عجب من ذلك، فالإحباط والحسرة التي شعرت بهما، سممت كل بدني وكياني!!!!!!، ولا أعلم ما الذي دهاني، ولكني، أصبحت لا أطيق سماع كلمة مساعي ومبادرة لإطلاق سراح أبوذر!!!!!!، وأعتبر الأمر برمته ضرب من الخبل والجنون، وإمعان في إذلالي وابتزازي!!!!!!!!. لم أعرف كيف يمكن أن أخفف حدة التوتر الذي أصابني، غير أن أسلم أمري إلى الله، وقلت في نفسي، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبي الله ونعم الوكيل!!!!!!!!!.