ضد التيار هيثم كابو هروب (المطيع) ! * هو بلا شك (باحث مدقق) قبل أن يكون (محاورا لماحا).. متحررا في (محاصرة القضية) ومتريثا في (حوار الشخصية).. وأكثر ما يميز زميلنا الإعلامى المعروف الطاهر حسن التوم في (مراجعات) نزوله الهادئ إلى بئر الشخصية.. محاوره تشعر الضيف بقيمة المقابلة وتحترم عقل المشاهد فى آنٍ واحدٍ.. معظم أسئلته تتجاوز القشور؛ وتنفذ للأعماق وتغوص في الأغوار وتنبش القيعان.. المتابع لحلقات (مراجعات) يجده يركض بلا لهث؛ ويتأنى بلا كسل بغية انتزاع معلومة جديدة أو التأكيد على أخرى تداولها الناس في ما بينهم ولكنها ظلت لسنوات (ضعيفة السند) !. * قلت في حديث قديم عن برامج الطاهر مضت عليه سنوات – قبل أن يكون "عراب شراكة النيل الأزرق" أو أحد نافذيها – أنه من أسوأ عاداتنا كصحافيين أننا في كثير من الأحيان لا ننصف بعضنا البعض إن لم نبخس اجتهادات رفقاء الحرف في مجالسنا الخاصة.. نظلمهم أحياناً باعتبار أن الزمالة تجعل شهاداتنا مجروحة، والكتابة ينظر إليها الناس من زوايا شخصانية عنوانها المجاملة ودوافعها إرضاء الأصدقاء..! * أحسب أن رغبتي في الكتابة عن (هروب) مدير إدارة الحج والعمرة المطيع محمد أحمد مساء أمس الأول من برنامج (حتى تكتمل الصورة) فرصة لنقول كلمة حق عن الجهد الكبير الذي يبذل بالبرنامج في البحث والإعداد والتقديم؛ وأحياناً التقارير – إن وجدت – فالمحاصرة للقضايا عبر محاور مسؤولة تجعلنا نشهد للطاهر (المختلف عليه كإداري في الفترة الأخيرة) باكتمال ملامح وقسمات الصورة..! * لن نلوم مدير الحج والعمرة على تخلفه فليس له ثمة ما يقوله، وكان الأحرى به أن يعتذر عن الاستضافة منذ الوهلة الأولى حتى لا يعيد سيناريو ظهوره الكارثي مع عادل سيد أحمد العام الماضي على شاشة قناة أم درمان، فقد كان يومها منفعلاً بلا سبب، وغير دقيق في إحصائياته، ومضطرباً في إجاباته، ومتناقضاً في إفاداته، وضعيفاً في مرافعاته؛ وركيكاً في دفوعاته..! * إن كان لغياب (حتى تكتمل الصورة) مساء أمس الأول من فائدة فهي شعور المطيع بالخجل من الظهور وغيابه عن البرنامج دون تكليف نفسه عناء الرد على الهاتف لتوضيح أسباب فراره، وبغض النظر عن عشوائية تصرفه فإننا نحمد له قراره..! * (صورة) معاناة الحجاج، والمشاكل التي تواجههم في الإطعام والسكن والتنقل معروفة و(مكتملة) ولا تحتاج لحضور المطيع حتى يضيف لها (فريم واحد)، والأمر الآن وصل مرحلة المحاسبة وتجاوز (الجدل التلفزيوني) والمناظرة؛ لذا من الطبيعي أن يهرب الرجل من اللقاء خشية المحاصرة..! * لم أجد سبباً منطقياً واحداً يدفع النائب البرلماني عمر دياب رئيس اللجنة البرلمانية لمراقبة الحج للاعتذار لمقدم البرنامج على الهواء مباشرة بعد تهرب المطيع عن الحضور وخلع المايكرفون ومغادرة الأستديو، فقد كان الأحرى به مواصلة الحلقة وعرض كل شبهات الفساد التي أُثيرت عن إدارة الحج والعمرة وكشف كافة التفاصيل، مع التطرق للخطوات التي سيتخذها البرلمان حتى يطمئن المشاهدين تماماً، ففي زمن خطوط الميديا المفتوحة والمتشعبة لم تعد هناك فرصة لحجب الحقائق عن الرأي العام، والكل يعلم هضم الحقوق وشدة المعاناة وحجم التجني الذي لحق بزوار بيت الله الحرام. * لم يكن الطاهر أيضاً موفقاً في اتخاذه قرار إلغاء الحلقة فالعمل (على الهواء مباشرة) التزام زمني وفق خريطة محددة ولا يقبل القسمة على الظروف وتخلف أو مغادرة الضيوف..! * طبيعة برنامج (حتى تكتمل الصورة) تقبل العرض الآني للأحداث إذا كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية؛ فما بالك لو أن البرنامج نفسه كان جزءاً أصيلاً من الحدث، فمطالبة مقدم البرنامج للطاقم المعاون – على الهواء أو لحظة الفاصل الإعلاني – بضرورة الاتصال ببعض الإعلاميين للحديث عن ظاهرة الهروب من مواجهة وسائل الإعلام كان سيعطي الحلقة بعداً أعمقاً، ومن قبل ذلك التحدث عن الأسباب التي دعت البرنامج لاختيار الموضوع وما تناولته الصحف؛ وما تم تداوله تحت قبة البرلمان؛ وعرض معظم الأسئلة الباحثة عن إجابات، والتطرق للملامح الواضحة والجوانب الخفية وكل التفاصيل التي كانت ستكتمل بها صورة القضية..! * أخيراً : إن صحت الأنباء التي قالت إن (جهات عليا) طلبت من مدير الحج والعمرة عدم الظهور في البرنامج؛ فإن (المطيع) من يكون دائماً تحت إشارة التنفيذ..! نفس أخير * التفنيد الموضوعي وإزالة الشبهات خير من الهروب من الكاميرات !