خواطر رياضية د. صلاح الدين محمد عثمان [email protected] المراجعة الشاملة للوضع الرياضي الراهن في تصريحات له لبعض الأجهزة الإعلامية أكد السيد وزير الشباب والرياضة الاتحادي حيدر قلوكما حرص الوزارة وسعيها الجاد لمعالجة الوضع الرياضي الراهن وإعادة صياغته برؤية تستوعب الواقع المعاش بكل تداعياته وإخضاعه لمراجعة شاملة تراعي استقلالية وديمقراطية الحركة الرياضية وأهليتها وعلي ضوء قانون الرياضة الجديد الذي أكتمل في شكله النهائي والذي ينتظر الموافقة عليه والمصادقة من الجهات المسئولة بالدولة مواصلاً بأن هذا القانون هو الذي يؤسس لنهضة رياضية واسعة تستوعب الرؤي والتطلعات والطموحات الرياضية. وهنا يحق لنا أن نوضح بأن أي معالجة لابد لها أن تبدأ أولاً بمنتخبنا الوطني الذي تعرض خلال الفترة الماضية إلي هزة كبيرة وهزائم قاسية جعلتنا في التصنيف الرياضي والإحصاء الدولي في مؤخرة الدول العربية والأفريقية، يحدث كل ذلك لأن المنتخب أصبح حقل تجارب لمختلف الأجهزة الفنية التي تعاقبت عليه كل منهم يختار ما يحلو له من اللاعبين لكلية المنتخب التي تتغير كل عام ثلاثة مرات تقريباً بالإضافة للتغيرات الحتمية في التكتيك وخطة اللعب، وهنا لابد من الاهتمام بأمر التدريب بالتعاقد مع مدرب أجنبي كفء لقيادة منتخبنا اليتيم الذي انفض عنه سامر الجميع إلي بر الأمان والعودة به إلي الزمن الجميل. في السابق استبشرنا خيراً بالجنة التي كونها وزير الشباب والرياضة الأسبق لهيكلة النشاط الرياضي ووضع المعالجات الناجعة وحل مشكلة كل المنتخبات الرياضية الوطنية لكافة المناشط حتى ولو أدي الأمر إلي الاستعانة بالخبرة الأجنبية، ولكن بكل أسف كانت القرارات التي صدرت من اللجنة محبطة للغاية وكأننا ياعمر لا رحنا ولا جينا ولم نرَ شيئاً سوي تكوين اتحادات محلية فرعية بكل من محلية كرري ومحلية أمبدة، ولم تصدر عنها أي قرارات بشأن فرقنا الوطنية بتوفير احتياجاتها الضرورية من الأدوات والمعدات الرياضية والميادين المختلفة للمناشط والاهتمام بالتدريب والتأهيل والاهتمام بالمدارس السنية وتنظيم الدرجات وتوحيد أسماء الأندية. الألعاب الجماعية مثل كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة وكرة اليد لم نحقق فيها نجاحات كبيرة بالرغم من أننا نحن الرواد فيها وكان لنا الفضل الكبير في انتشارها في كافة الدول المجاورة خاصة دول السعودية والخليج العربي ولنا بصماتنا الواضحة فيما وصلوا إليه من نجاحات. لذلك فإن التركيز علي الألعاب الفردية لاشك في أنه الأفيد والأكثر ضماناً في حصد البطولات ونيل الميداليات مثل مناشط السباحة والرماية والمصارعة السودانية والعاب الميدان المختلفة في العاب القوي والعاب الفنون القتالية والفروسية وسباقات الهجن والدراجات. وفي هذا المجال يرجي الاهتمام كذلك بالرياضة المدرسية والرياضة في الجامعات والمعاهد العليا وفي مجال الناشئين والمعاقين ذوي الحالات الخاصة، وكلها رياضات لا تكلف كثيراً وهي التي إن وجدت الاهتمام والدعم فإنه من المأمول أن يحقق السودان فيها تميزاً كبيراً خاصة في الدورات الأولمبية. لذلك فإننا كلنا أمل ورجاء لا تحدهما حدود في أن تتمكن الجهات المسئولة علي المستويين الولائي والاتحادي بوضع المعالجات اللازمة من أجل نهضة الرياضة السودانية حتى يعود لها بريقها كما كان في سالف الزمان.