خواطر رياضية د. صلاح الدين محمد عثمان [email protected] الحاجة لحل مشكلات الرياضة مما لاشك فيه أنَّ الحركة الرياضية هي حركة هامة ومُؤثرة في المجتمع السُّوداني وحق أساسي للجميع ووسيلة من وسائل التربية العامة في المجتمع، حيث يعمل في مجالها الكثير من الإِداريين والفنيين سواء على المستوى الحكومي الرسمي أو الأهلي الطوعي، لذلك فإن الرياضة في التاريخ المعاصر والحديث أصبحت جزءاً مهماً في حياة كل شعوب العالم أجمع لأنها لم تبق مجرد وسيلة للترفيه أو التسلية والترويح عن النفس فقط، بل صارت تلعب دوراً رئيسياً في تحقيق النهضة الشاملة في جوانب الحياة المختلفة سواء كان ذلك على المستوى الفكري أو الاجتماعي أو الثقافي أو في مجال الآداب والفنون، أو حتى على المستوى السياسي والدبلوماسي، فهي كثيراً ما قربت بين الشعوب عن طريق الصداقة الشعبية العالمية، ولذلك نالت الرياضة اهتمام كل فئات المجتمع واهتمت الدول بها وصارت تصرف عليها كثير من الجهد والمال والوقت، لذا تزايدت الحاجة لحل مشاكل الرياضة والتي يفرضها قصور الأداء في المؤسسات الرياضية بالأندية والاتحادات الرياضية. إِنَّ المؤسسات الرياضية في كثير من الدول النامية ومنها السُّودان تعجز في كثير من الأحيان عن تحقيق الأهداف ومواكبة تطلعات الرياضيين ومحبي الرياضة من أفراد المجتمع لسوء ما في الأداء الإداري نتيجة لتدنى الكفاءة والخبرة الإدارية على المستوى الرسمي والشعبي، لذلك فإن حل مشاكل الرياضة يأتي من واقع المصطلح السائد في العالم الآن والذي يقول بأن الرياضة أصبحت صناعة لها أدبياتها وعلمها، ولذلك لابد من الاهتمام بإصلاح العمل الإداري ووضع رؤية جديدة وتقييم للمسار تنبع من الموجهات والأهداف والخطط والبرامج الموضوعة لمواكبة التكنولوجيا والعولمة في إدارة منظومة العمل الرياضي بالدولة. هذه الخطط والبرامج لابد أن تتضمن المرتكزات الأساسية لتنمية الرياضة وتطويرها والتي يأتي على رأسها العمل في مجال المنشآت الرياضية من حيث تشييد الملاعب وصيانتها والمحافظة عليها، مع توفير الاحتياجات الضرورية من الأدوات والمعدات الرياضية والميادين المختلفة للمناشط المختلفة، ويأتي بعد ذلك الاهتمام بالتدريب والتأهيل للقيادات الإدارية في مجال التخطيط والتنظيم الإداري إلى جانب التدريب في مختلف المجالات مثل التحكيم والتدريب في مختلف المناشط، وكذلك التدريب في مجال الإعلام الرياضي ورفع مستوى الوعي الجماهيري لمنع التفلتات التي تحدث بين الحين والآخر من الجماهير بمختلف ميولها والتي تمس الأشياء والمعاملات الشخصية، وكذلك من بعض الصحف الرياضية وكتاب الأعمدة بها لذلك فلابد من الاهتمام بهذا الأمر ووضع المعالجات الناجعة وحل مشاكل الاستادات والدور الرياضية ومراقبتها وتنظيمها حتى نتفادي مثل الذي نحن فيه اليوم من سلوك لا يشبه الجمهور السوداني والذي يوصف في جميع أنحاء العالم العربي بأنه فاكهة البطولات والعنصر الهام في نجاحها. وكذلك لابد لنا أن نعمل وبكل اهتمام على تنظيم الدرجات المختلفة للنشاط وبالذات في مجال كرة القدم ووضع الأسس والقواعد لتكوين الأندية لتشمل كافة أحياء ولاية الخرطوم ولنا في ذلك الأسوة الحسنة في المملكة العربية السعودية التي استعانت بخبراء أجانب في هذا المجال. وهناك الجانب الأهم ألا وهو الاهتمام بمجالات التعليم في المدارس بمستوياتها المختلفة وخاصةً على مستوى الجامعات والمعاهد العليا بفتح مكاتب للمشرفين الرياضيين بها وكذلك على مستوى البراعم والناشئين والشباب. وأخيراً لابد للمسئولين على المستويين الاتحادي والولائي بالعمل على رصد الميزانيات اللازمة للتسيير لأن توفيرها له مردوده الواضح ويعبر عن الخطط الموضوعة للتطوير بكل اقتدار في مجالات العمل الشبابي والرياضي.