خارطة الطريق ناصر بابكر مريخ صعب يقهر التعب * بجدارة وإستحقاق كاملين وبإنتصارين ذهاباً وإياباً وبشباك نظيفة.. إنتزع المريخ بطاقة التأهل لدور الستة عشر من دوري أبطال أفريقيا بعد أن جدد فوزه على واري وولفز النيجيري بنفس نتيجة الذهاب وهي هدف نظيف حمل توقيع المهاجم بكري المدينة. * شخصية المريخ وإرادة لاعبيه و(التميز التكتيكي) لعبوا دوراً مهما في منح بطل السودان تأشيرة الخروج لمنافسه النيجيري ليعبر الزعيم بجدارة للدور القادم من المسابقة. * وابدأ من إرادة لاعبي المريخ لأعود بذاكرة القراء للوراء قليلاً وتحديداً لجزئية مهمة نوهت لها أكثر من ثلاث مرات إبان تواجدي مع الأحمر بمعسكر موفمبيك ثم أبوجا ثم واري وتتعلق بأن الإرهاق هو الخطر الأكبر الذي يهدد الزعيم في الدور الأول سيما قبل مباراة الإياب. * معسكر موفمبيك كان كلمة السر في تأهل المريخ وهو أمر سأعود لتناوله لاحقاً بالتفصيل وبإسهاب.. لكن بالمقابل، فإن أكثر ما كان يثير مخاوفي شخصياً هو الإرهاق الذي عانى منه نجوم الأحمر الذي لعبوا المباراة الودية الوحيدة في المعسكر يوم (الأربعاء التاسع من مارس) بمدينة حلوان بعد الإعتذار المفاجئ والمتأخر لطلائع الجيش وإستغرقت المسافة من مدينة 6 أكتوبر لحلوان قرابة (الساعة ونصف) لأداء اللقاء الودي ثم (ساعة ونصف) للعودة إلى موفمبيك.. وفجر (الخميس العاشر من مارس) كان على لاعبي المريخ الإستيقاظ من نومهم قبل الخامسة صباحاً الموعد المحدد لتحركهم نحو مطار القاهرة وتستغرق المسافة من موفمبيك إلى المطار (ساعة كاملة) وقضى اللاعبون بعدها أكثر من ساعتين في الإجراءات بالمطار قبل أن يتحركوا في رحلة إستغرقت قرابة ال(ست ساعات) من القاهرة إلى أبوجا.. ومن مطار العاصمة النيجيرية حتى وسط المدينة مقر إقامة البعثة في يومها الأول بنيجيريا إستغرقت المسافة (ساعة كاملة) وفي اليوم التالي (الجمعة الحادي عشر من مارس) أدى الأحمر تدريباً صباحياً بأبوجا قبل أن يتوجه منتصف النهار للمطار الذي إستغرق الوصول إليه (ساعة) من الفندق وذلك للتوجه إلى واري برحلة داخلية عبر الطائرة تستغرق (ساعة) ومن مطار واري إلى الفندق قرابة (الساعة). * وبعد خوض المباراة (الأحد الثالث عشر من مارس) وبذل مجهود بدني كبير خلالها.. غادر المريخ مساء (الإثنين الرابع عشر من مارس) فندق كايروت في رحلة تستغرق قرابة (الساعة) نحو المطار وهنالك قضى اللاعبون أكثر من ساعتين بعد تأخر وصول الطائرة قبل أن يتوجهوا نحو أبوجا في رحلة تستغرق (ساعة) ثم (ساعة) أخرى من المطار إلى الفندق. * وفي اليوم التالي (الثلاثاء الرابع عشر من مارس) إستيقظ لاعبو المريخ في السادسة صباحاً ليستعدوا لأداء تدريب في الثامنة صباحاً ومن ثم عادوا للفندق لتناول الأفطار وبعده كانوا بحاجة إلى (ساعة) للوصول إلى مطار أبوجا ليقلعوا بعد (ساعتين) من الإجراءات إلى القاهرة في رحلة إستغرقت (خمس ساعات).. وكان من المفترض أن تمكث البعثة (ثلاث ساعات) ترانزيت بالمطار قبل التحرك نحو الخرطوم غير أن ساعات الإنتظار تضاعفت ووصلت (ست ساعات) قبل أن تعلن الخطوط المصرية تأجيل الرحلة لليوم التالي بسبب سوء الأحوال الجوية بالخرطوم ليصل اللاعبون لفندق بالقرب من المطار في الثالثة والنصف فجراً ثم يستيقظوا في السادسة والنصف من صباح (الأربعاء الخامس عشر من مارس) ليعودوا للمطار وينتظروا قرابة الساعتين قبل أن تتحرك الطائرة نحو الخرطوم في رحلة إستغرقت (ساعتين ونصف) ليصلوا الخرطوم ظهر الأربعاء قبل أن يتدربوا مساء نفس اليوم. * على كل من سمح لنفسه بإطلاق صافرات الإستهجان بالأمس أن يقف بدقة مع ما تعرض له نجوم الأحمر من إرهاق من (الأربعاء التاسع من مارس حتى الأربعاء الخامس عشر من الشهر نفسه) ليقدروا مقدار التعب الذي تعرض له أولئك اللاعبون الذين خاضوا مواجهة الأمس بإرادتهم وروحهم القتالية ورغبتهم في التأهل ليهزموا إرهاقهم قبل هزيمة المنافس مع الإشارة إلى أن المريخ وعلى المستوى التكتيكي قدم مباراة نموذجية سأسلط عليها الضوء غداً بإذن الله. * شخصياً ومنذ عودتنا من نيجيريا ظللت أقضي أغلب ساعات اليوم في نوم عميق جراء التعب والإرهاق الشديد وهو ما جعلني مشفقاً للغاية على اللاعبين وأخشى ألا تقوى أقدامهم على الحركة في لقاء الأمس لكنهم أظهروا قدراً هائلاً من الإرادة وسيروا المباراة بذكاء منقطع النظير وحنكة قادتهم لإنتزاع بطاقة التأهل عنوة وإقتداراً. * شكراً لجنة التسيير.. شكراً الجهاز الإداري.. شكراً الجهاز الفني.. شكراً فرسان المريخ.. شكراً للجماهير والقادم أحلى بإذن الله.