خواطر رياضية د. صلاح الدين محمد عثمان [email protected] الرقابة في المجال الرياضي الرقابة الإدارية في الرياضة تعتبر إحدى المقومات الهامة للعملية الإدارية في هذا المجال وفي الإدارة الحديثة ينظر لها كنشاط حيوي لا غني عنه لأي عملية إدارية أخرى لأنها ترتبط بتحقيق الأهداف والسياسات المرسومة داخل إطار من القواعد والمعايير، العمل الرقابي لا يحدث إلا في حالة وجود العمليات لأخرى مثل التخطيط والتنظيم واتخاذ القرار والاتصال والإشراف والتوجيه، ذلك لأن من مهام الرقابة الأساسية مراجعة وترشيد تلك العمليات والتأكد من أن الأهداف والخطط المعدة بواسطة المنظمة لبلوغها يجري العمل فيها لتحقيقها. توجد هناك ثلاثة أنواع من الرقابة الإدارية تمارسها جهات متعددة على الجهاز الإداري وهي الرقابة الداخلية على مستوي الرئاسة ثم الرقابة المركزية وأخيراً رقابة السلطة التنفيذية، والرقابة تعني المتابعة المستمرة التي تقوم بها الإدارة بنفسها أو بتكليف من غيرها للتأكد من أن الأعمال تؤدي وتسير حسب اللوائح والقوانين وتحقق البرامج وخطط العمل الموضوعة منذ البداية وأثناء التنفيذ وبعده وذلك للتحقق من أن كل شيء يتم حسب الخطة المعتمدة وحسب التوجيهات والنظم والسياسات المرسومة والكشف عن نقاط الضعف لتقوم الإدارة بأداء دورها وفق نظام المعلومات الذي يتسم بالوضوح والسرعة لتعلم الإدارة على تصحيحها وفق نتائج التنفيذ الفعلية، وعادة ما تأخذ الرقابة في المجال الرياضي أشكال متعددة مثل زيارة الأقسام وكتابة التقارير والمقابلات الشخصية مع الأفراد الذين يقومون بالعمل. من كل ما تقدم حول الرقابة الرياضية نجد أنها تمثل الحلقة الأخيرة في سلسلة العلمية الإدارية حيث تعلم على مقارنة التصرفات الفعلية بالخطط المراد تحقيقها واتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة في وقتها، لذا فإن الأهداف المخططة بدقة والتنظيم القوى والتوجيه والإشراف الكفء كلها عمليات أساسية لضمان النجاح حيث أن فرصة نجاحها تكون أكبر إذا اعتمدت على جهاز رقابي قوي، وفي ذلك أن أكثر المجالات التي يظهر فيها دور الرقابة هو مجال الشئون المالية ولمحاسبية حتى أصبح هناك سائد في مجال المنظمات أن يتولي نظم الرقابة أفراد من هذه التخصصات. لابد أن تتخذ الأجهزة والمنظمات الرياضية أسلوب الرقابة لما له من دور هام جداً في الحفاظ على الأموال من خلال التأكد من الأهداف الرياضية المحددة في الخطط والبرامج المختلفة المعدة تسير على ما يرام، والرقابة هنا لها الدور الكبير في الإصلاح والتنمية ومن الأهمية بمكان يجب إنشاء إدارة متخصصة للرقابة الإدارية الرياضية لتجنب الأخطاء وتقويمها أولاً بأول عن طريق كتابة التقارير عن سير الأداء ومراحل التنفيذ للخطط والبرامج التي يجري تنفيذها لضمان التنفيذ الجيد والسليم لها. أخيراً نقول بأن الغرض الأساسي من الرقابة الإدارية في الرياضة ليس هو القيام بتصيد الأخطاء أو اكتشافها، ولكنها تتمثل في أنها عملية لازمة لرسم الطريق الصحيح للإصلاح في المجال الرياضي.