خواطر رياضية د. صلاح الدين محمد عثمان القائد الرياضي إن المفهوم الحديث للقيادة الرياضية هو أنها قدرة القائد على التأثير في الآخرين من أجل تحقيق أهداف معينة، وبذلك فإن القيادة ليست ميزة شخصية في شخص القائد ولكنها محصلة عدة عوامل تتعلق بالمجموعة داخل المنظمة، وتحقيق تعاونهم ودفعهم للعمل برغبة أكيدة وقوية لتحقيق الأهداف المرجوة. يختلف أداء القائد في المواقف المختلفة التي تمارس فيها القيادة على اعتبار أن لكل موقف سلوك قيادي يناسبه وهو بالضرورة قولاً يناسب مواقف أخرى، عموماً فإننا نرى بأن نجاح القائد داخل أي منظمة أو مؤسسة رياضية أو غيرها ما هو إلا تفاعل يتم بين صفات محددة ينتج عنها أنماط سلوك أو توجيه أو اتخاذ قرار في بعض المواقف الأخرى المماثلة، لذلك فإن الذكاء والقدرة الإشرافية والمبادرة والثقة بالنفس وطول البال كلها صفات إذا ما توافرت في شخص ما كان احتمال نجاحه في العمل القيادي الرياضي كبيراً، أخذين في الاعتبار الأساليب المختلفة للقائد الثلاثة وهي القيادة الديمقراطية والتي تكون القرارات فيها نابعة من الجماعة بعد مناقشة وتفكير، أما القيادة التسلطية هي التي يحدد فيها القائد كل أوجه النشاطات والإجراءات دون استشارة الجماعة وهناك أيضاً القيادة غير الموجهة أو سياسة اختلاط الحابل بالنابل وفيها يتنازل القائد عن حقه ويصبح في حكم المستشار مما يؤدي إلى تردي في الأداء لعدم وجود النصح والإرشاد والتوجيه اللازم من جانب القائد، مما ينتج عنه نوع من الفوضى والمشاكل في مجال العمل. يقع على عاتق الرؤساء أو القادة توفير الإمكانيات المادية والمعنوية وتهيئة بيئة العمل المناسبة التي تمكن المرؤوسين من تقديم أحسن ما عندهم من إسهام ونكران للذات من أجل تحقيق أهداف الجهاز أو المنظمة التي ينتمون إليها لأن أي منشأة أو وحدة إدارية رياضية تثمل مجموعات من الأفراد تعمل معاً لتحقيق أهداف معينة وبذلك تصبح هناك حاجة ماسة لحفز هؤلاء الأفراد لتحقيق الأهداف والقيام بسلوك إيجابي لتحسين الأداء، وتلعب الدافعية دوراً كبيراً في دفع الفرد لأن يقوم بعمل معين وتحقيق ما يطمح إليه في حياته أو رسالته في الحياة (تحقيق الذات) وروح العمل بالتجاوب مع المنظمة. تعتبر القيادة ظاهرة اجتماعية فهي كوظيفة أو عمل يؤديه الفرد تمثل عملية تأثير المدير في سلوك المرؤوسين والتابعين له في موقف معين بما له من خصائص يمتاز بها نحو غرض معين، إذن القيادة ليست ميزة شخصية في شخص القائد ولكنها دور يقوم به وهو محصلة عوامل تشمل الفرد والمجموعة وظروف التنظيم المعني، ولذا فإن القائد الناجح هو الذي يستطيع كسب تعاون جماعته وإقناعهم من أن تحقيق أهداف المنظمة هو تحقيق لأهدافهم من أن تحقيق أهداف المنظمة هو تحقيق لأهدافهم التي يسعون إليها. سلطة المدير تستمد من خارج الجماعة مستندة إلى القانون وقواعد التنظيم، بينما تُستمد سلطة القائد من مكانته بين العاملين معه ومهارته في استخدام تلك السلطة غير الرسمية، ولذلك فالمدير الذي يرغب في أن يكون قائداً إدارياً ناجحاً، يجب أن ينمي مواهبه الإدارية وقدراته القيادية معاً، حتى يصبح إدارياً وقائداً من خلال سلطته الرسمية وغير الرسمية ويجدر لنا هنا أن نشير في الختام بأن مدير المنظمة الرياضية المعنية يستمد قوته وسلطته من المركز الوظيفي حسب الهيكل الموضوع وهو ما يسمي بالسلطة الرسمية أما القائد فيستمد قوته من السلطة غير الرسمية الممنوحة له من المرؤوسين. إن روح القائد تحدد روح العمل، وأي أمل في تطوير الإدارة إنما يتوقف على ما يشعر به القائد وما يوفره من إمكانيات وما يتحلي به من صفات ومثابرة في تحقيق أهداف الإصلاح الإداري والتطوير. [email protected]