*امير عوض* مباراة أخري من عالم الخيال و كوكب الجمال.. برع فيها نجوم المريخ حين قدموا السهل الممتنع في شكل فواصلٍ من الدهشة و الروعة الحمراء. لأول (مرة منذ فترة) يحافظ لاعبي المريخ علي رتم أدائهم العالي و كأنما وضع الزولفاني شروط (ضبط الجودة) قبل الدخول للمباريات علي عاتق كل لاعبيه. مريخ جميل.. مريخ ساحر و مريخ يرد الروح و يفتح باب الحلم ضلفتين علي شارع الإنجازات التي هبت نسائمها كما هبّ النسيم علينا بالإمس إحتفاءً و تقديراً لعرض النجوم الزواهر. كسرات التش.. و باصات العقرب البينية و إختراقات تيري و ميدو مع جسارة سومانا و نضارة أمير بالإضافة لشفتنة نمر و حمزة و طلعات العجب و بيبو.. هذه هي الخلطة السرية التي قذف بها الزولفاني في أعين ابراهومه ليحسم الأول المباراة بكل تفاصيلها من شوطها الأول. ميدو إفتتح التسجيل و من بعده إستمر تيري في التدوين علي خنادق الخصوم حتي رفع ابراهومة و لاعبيه الرآية البيضاء إعترافاً و إذعاناً لسطوة الأحمر الوهاج. مباراة كان يمكن حسمها بغلةٍ وافرة من الأهداف حال أفلح النجوم في ترجمة عشرات الفرص التي أبانت عن السيطرة الكاملة للمريخ علي خصمه طيلة شوطي المباراة. و للمرة الثانية توالياً نرفع القبعات للمدرب الشاب يامن الزولفاني الذي أدار المباراة بإمتياز تام و ساعده في ذلك توهج كل نجومه بلا إستثناء و إنصراف الخصم للعب مباراة نظيفة بعيداً عن العك الكروي و اللعب علي الأجسام لتكتمل بذلك لوحة المباراة و تخرُج في شكل تحفةٍ فنية تسر الناظرين. إستمتعنا كجمهور خارج الملعب حد الثمالة.. و تمايلنا طرباً مع لمسات التش الساحر الفنان و صفقنا بقوة لإختراقات تيري و تمريرات المتمكن عقروب شواي القلوب الذي أثبت أنه (الأسست) الأبرز في الدوري السوداني و أعادنا بذلك لبداية توهجه في موسم 2015. خرجنا و نحن أكثر إطمئناناً علي المريخ قبل موقعة (سبت الخبت) التي سندخلها بنشوة التتويج بالدوري الممتاز بإذن الله. *نبضات متفرقة* الزولفاني حسم المباراة من الشوط الأول و أراح بعدها عدد من لاعبيه المؤثرين قبل مباراة القمة. مدير الكرة أيمن عدار أكد لي صحة مشاركة نجم الوسط سومانا و أفاد بأن اللاعب غير موقوف بعكس ما نوهنا له بالأمس. عدار الفاهم و المتمكن من عمله بإحترافية مثالية هو الأدري من الجميع بصحة موقف اللاعب و جميع اللاعبين. ما حدث من جمهور الهلال تجاه حكم المباراة يجب أن لا يمر مرور الكرام بسبب تكرار نفس الحدث مع حكم آخر سابقاً. علي اتحاد الكرة معاقبة الهلال بأداء المباراة القادمة بدون جمهور بسبب الإنفلات القبيح و المتكرر. مع هذا الجمهور نتوقع أن يفقد أحد الحكام حياته أو عينه في أي لحظة. لجنة الإنضباط أمام محك حقيقي لردع هذا الجمهور الذي يكرر في الأفعال القبيحة بسبب غياب الحسم و العقاب. أنجع عقوبة يمكن أن تُطبق علي الهلال هي بحرمانه من جمهوره لعدد من المباريات. بيان الهلال الأخير دعوة للفوضي و ترسيخ لها و بدلاً من أن يدين النادي تصرف جمهوره القبيح طفق البيان يحدثنا عن التحكيم. علي إتحاد شداد ردع هذه التصرفات و قتلها في مهدها بتطبيق أقسي العقوبات علي جمهور الهلال. سنفتقد لخدمات (الماسورة) بوي في الخط الخلفي للمخصوم و نتوقع إشراك الماسورة القلفنايز محمد المعتصم في ليلة الخبت. بوي الحريف خارج نفسو من التجربة المُرة التي كانت في انتظاره من كاسحات الألغام المريخية. المريخ أدي المباراة بجماعية رائعة و بتكتيكات هجومية تشبه فنيات الدوريات الأوربية الكبري. أغلب لاعبوا المريخ يلعبون الكرة من لمسة واحدة و يتحركون في أرجاء الملعب كالنحل الذي يلثم الزهر. ميدو أحرز الهدف الأول و عاد للأنانية المقيتة مرةً أخري!! وجود تيري في عمق الهجوم أكثر خطورة و فعالية من تواجده بالأطراف. الخيال الكبير الذي يتميز به التش و بكري جعل من صناعة اللعب في المريخ معزوفة موسيقية عذبة اللحن و شجية الأنغام. في زوايةٍ سابقة طالبت لاعبي الخبرة في الكشف الأحمر برفع النسق في اللفة الأخيرة و لشد ما أسعدني التوهج الطاغي الأخير لأمير الحُسن و بكري و رمضان و نمر. الزولفاني جرب شهد القمة و خبِر الهلال علي أرض الواقع و نتمني أن (يطبق الحنة) لمضيفه في سبت الخبت الأحمر دوماً. نتمني أن يتواصل الأداء القوي و الجاد من لاعبي المريخ في الثلاث مباريات المتبقية من الموسم. جمهور المريخ حضر لملعب اللقاء بكثافة و شجع و ساند لاعبيه بقوة بالرغم من التوقيت العجيب الذي لُعبت فيه المباراة. *نبضة أخيرة* لبنت و ما بنديها بغاث الطير.
