# قلت له: ما قدمه المنتخب الوطني الاول، أمام نظيره الزامبي في الحصة الأولى، أكد لي، بما لا يترك مجالا للشك، أن الكرة السودانية لا تختلف كثيرا عن أي كرة موجودة في العالم، الا بفوارق العشوائية وعدم الاهتمام وعدم التنظيم وعدم التخطيط وغياب الرؤية، ولكن متى ما توفرت لها تلك العوامل، بامكاننا أن نملأ أيدينا بشيء مختلف، يستطيع أن يصنع الابهار ويدعو للفخر والافتخار. # منذ سنوات طويلة، أو حتى أمام منتخبي غانا وجنوب أفريقيا في التصفيات المؤهلة لنهائيات الامم، لم ار الصقور بهذا التألق الكبير، على الأقل في الشوط الأول، حيث كانت هناك رغبة، يمكن رصدها، في احتلال مناطق الخصم الزامبي العنيد الذي يلعب الكرة الحديثة التي تعتمد على اللمسة الواحدة، وهو احتلال من كل الجبهات، شمالا، ويميناً، عمقاً واطرافاً لدرجة أنني كنت أتوقع هدفا من اي هجمة يقودها المنتخب السوداني إلى المناطق الزامبية، رفعت الرصاصات النحاسية الراية البيضاء مبكراً، ومنذ الدقيقة الرابعة واعلنت نفسها مناطق محررة لصالح قوة الدفع السودانية بقيادة محمد عبد الرحمن الذي سجل الهدف الاول من الكرة الساقطة من الحارس.. ثم أهدى اطهر الطاهر الهدف الثانية بكعبية ماكرة استغلها اطهر بتسديدة قوية لم تضل طريقها إلى الشباك، اما الهدف الثالث فقد تجلت فيه عبقرية هذا الفتى المعطون في بحر الإبداع، كان هدفا عالميا ينم عن رؤية كبيرة وافق كروي متقدم. # الفكر التدريبي للفرنسي فيلود ظهر في الشوط الأول بشكل واضح، بدأ المباراة بتنظيم 4/2/3/1 ودفع بعناصره الأساسية التي دفع بها امس، عبد الله أبو عشرين في المرمى، أمير كمال ومحمد أحمد ارنق في متوسط الدفاع بجانب فارس عبد الله و سمؤال ميرغني في الأطراف، نصر الدين الشغيل ووالي الدين خضر في المحور وأطهر الطاهر وشرف الدين شيبوب وابو عاقلة عبد الله في الوسط، بينما لعب محمد عبد الرحمن وحيدا في الهجوم.. شهد الشوط الأول انسجاما ملحوظا بين جميع العناصر كما تم تطبيق اسلوب اللمسة الواحدة بحرفية كبيرة عطفا على الانتشار الواسع والانتقال السريع والدقة في التنفيذ علاوة على التكتيك العالي الذي يؤكد بأن هناك عمل تدريبي وفكر واضح للمدرب الذي اجتهد كثيرا في إعادة الثقة للاعب السوداني فأصبح المدافع يشارك في صناعة الهجمة ولاعب الارتكاز يبادر بتمرير الكرة من لمسة واحدة وهذا في حد ذاته تطور كبير في فهم اللاعب السوداني الذي لم تكن تنقصه المهارة ولا الذكاء الكروي ولكنه لاعب مزاجي ولكنه وجد اخيرا الاهتمام الذي يستحقه من لجنة المنتخب الوطنية بقيادة الأخ الدكتور حسن برقو الذي صنع من فسيخ الإمكانيات الشحيحة والاهتمام العدم "شربات" بطعم الانتصارات.. أما وجود فيلود وخالد بخيت فهما كلمة سر هذا الانسجام الكبير بين اللاعبين. @ الشوط الثاني اختلف كليا عن الشوط الأول بعد أن قام المدرب بسحب عدد كبير من العناصر الأساسية والاستعانة ب"ناس قريعتي راحت" بقيادة طبنجة فعاد المنتخب الزامبي للمباراة واستطاع أن يقلص الفارق بسبب الأخطاء التي تحتاج لوقفة من الإطار الفني من أجل المعالجة خاصة وأن الهدف الزامبي الأول قد جاء من هدية سودانية مع سبق الإصرار.. التحية للمنتخب السوداني الذي قدم ما يستحق التصفيق.
