المكاواة او المناكفات ،او سمها الكراهية المتبادلة بين جمهوري الهلال والمريخ ،او بين اداريي الناديين والإعلاميين المصنفين أزرق وأحمر، هل تفيد الفريقين في شئ..خاصة قبل وبعد المباريات الافريقية؟ يعني الحاجات دي هل بتحفز كل فريق يكون أفضل من التاني وبالتالي يدفعه عشان ينافس بقوة علي الألقاب الافريقية؟ هل تتوقعوا طريقة المناكفات دي ، واللي بقت جارحة وفيها تطاول علي الناديين ،وشكوك متبادلة بشراء الحكام الأجانب ، ومساندة المنافس الافريقي إداريا وفنيا ولوجستيا ،لهزيمة الهلال او المريخ ،تصب في المصلحة العامة ..؟ يعني بإختصار ،الموضوع ما داير أي اجتهادات ..وما محتاج إجابات.. اللي بيحصل من كسر العظام بين أنصار الهلال والمريخ ، إدارات وإعلام وجماهير وصفحات وقروبات علي مواقع التواصل الإجتماعي ،تدمير ممنهج لكل من الناديين ، وتحطيم للمقدرات والإمكانات – علي قلتها – وقتل للروح المعنوية للفريقين .. الموضوع ما محتاج أدلة لكشف آثار التدمير والتحطيم المتبادل بين أنصار الهلال والمريخ منذ سنوات ، فالنتيجة المعروفة "الخيبات" المتكررة ، " خروج مبكر وصفر بطولات".. والاداريون ،اللي بنفترض انهم قادة في الناديين ، علي مر السنوات الآخيرة ،بعضهم يرسخ روح التشفي والكراهية ويؤجج هذا الصراع بجهلهم، بدلا من أن يكونوا دعاة سلام ووعي مستنير ، وعلاقة ود ووئام بين المجلسين .. اما إعلام هلال مريخ ،فهو السبب الرئيس ، علي إشعال الفتن وقيادة جيوش التدمير ، فالصحف الرياضية – أيام الجرائد الورقية كانت تبحث عن الربح السريع والرخيص ،والكتاب يبحثون عن الشهرة وملء الجيوب ، والجميع يرفع شعار الغاية تبرر الوسيلة ، أشتم الهلال تعجب الجمهور وترتفع درجات ،أشتم المريخ ، تنال الإعجاب وتزيد عدد قراءك، للأسف هذه هي العقلية السائدة ،لدرجة أنك كلما كنت متخصصا في شتيمة الهلال والمريخ ،والحط من قدرهما ،والتهكم عليهما وعلي تاريخهما ،ترتفع أسهمك لدي الكثير من الجماهير،وتنال أعلي أجر من الصحيفة .. والآن تلعب الصفحات الزرقاء والحمراء والقروبات علي مواقع التواصل الإجتماعي ، أخطر المهام في التدمير والتحطيم ،وبدلا من أن تستفيد من هذه الوسائل في رفع شأن ناديها بالنقد السليم وتوعية الجمهور ، وحصر اهتماماتها بفريقها نجدها تتخصص ،في كسر عظام نادي القمة الآخر ، ووقف مسيرته الخارجية.. عموما ، الحاصل الآن من تعصب أعمي وكراهية شديدة متبادلة بين أنصار الهلال والمريخ ، تعتبر خصما علي الناديين وعلي مسيرتهما الافريقية.. هذا التدمير المتبادل يستفيد منه المنافسون الافارقة ويصيبنا بهزائم في الملعب وفي الروح المعنوية ،وهو سلوك غير رياضي لا يشبهنا .. كفاية السياسة مطلعة روحنا.. كفاية المعيشة الضنكة .. كفاية خلااااص .. تناكفوا وتداعبوا ،وخففوا دمكم في الدوري المحلي .. وأدعموا بعضكم ، وأشددوا بأذر بعض في المنافسات الافريقية ،لتسيروا معا الي الأمام.. أعلم أنني حالم بإطلاق هذه الدعوة .. ولكن ،لابد من وقفة تأمل .. لابد من تدخل العقلاء من كبار الهلال والمريخ ، وقادة الناديين ،والإعلام المستنير ،والجمهور الواعي لوقف هذا الاستنزاف الكبير في طاقات الناديين..