الجيش الكويتي.. رماية بالذخيرة الحية يومي الأحد والإثنين المقبلين!    إيران: سنبني منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم في "مكان آمن"    بَديل فلورَان في أوّل تَعلِيق!!    مصادر ل"باج نيوز".. مجلس المريخ يتأهّب لإعلان خطوة مثيرة ومفاجئة    رئيس الفريق القانوني باتحاد الكرة يقدم مرافعته في مواجهة الاتهامات    وزير سوداني يكشف تفاصيل التشكيل الوزاري الجديد    تنسيقية القوى الوطنية تعلّق على اعتداء ميليشيا حفتر    جيش جنوب السودان يبدأ نشر قواته في هذه المناطق..ماذا هناك؟    الكشف عن المصير النهائي ل"فلوران" مع الهلال السوداني    الشروق يكسب الهلال بدوري الابيض    بالفيديو.. شاهد حفل ومراسم عقد قران الفنان مأمون سوار الدهب وحنين محمود عبد العزيز بحضور جدتها الحاجة فايزة وتؤامها "حاتم" وعدد من المطربين    بالفيديو.. شاهد حفل ومراسم عقد قران الفنان مأمون سوار الدهب وحنين محمود عبد العزيز بحضور جدتها الحاجة فايزة وتؤامها "حاتم" وعدد من المطربين    شاهد بالفيديو.. الفنانة السودانية المثيرة للجدل منى ماروكو تفتي: (الباروكة حجاب زي الطرحة والغناء ما حرام)    شاهد بالفيديو.. "شايقي" يثير ضحكات المتابعين بدعواته على شخص سرق (مركوب الأصلة) الخاص به من داخل منزله بعد أن قام بإكرامه    شاهد بالفيديو.. "شايقي" يثير ضحكات المتابعين بدعواته على شخص سرق (مركوب الأصلة) الخاص به من داخل منزله بعد أن قام بإكرامه    شاهد.. الفنانة عشة الجبل تغني لمدينة أسوان المصرية: (دمي أسواني جدودي من أسوان مصر شرياني) وساخرون: (شكلك عاوزة ليك تأشيرة عشان تجي راجعة)    برئاسة البرهان – مجلس الأمن والدفاع الوطني يعقد اجتماعه ويستعرض الأوضاع الأمنية    الخارجية الليبية تستنكر الزَّج بأبناء ليبيا في الصراع الدائر بالسودان    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    كريستيانو رونالدو يفصح عن سر لياقته البدنية في سن ال40    استعداداً للسودان.. السنغال تهزم إنجلترا بثلاثية    ترامب: المتظاهرون في لوس أنجلوس حيوانات والمدينة تتعرض للغزو    بقيادة أنشيلوتي.. البرازيل تتأهل إلى مونديال 2026    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    يوم عيد وانتهى    ترامب يلوّح بنشر الجيش    شاهد بالفيديو.. الفنانة إنصاف مدني تثير ضجة غير مسبوقة: (ميادة قمر الدين تملك جنبات وصلب وشطرنج دايرة ليها راجل بس) والجمهور: (شكلك كترتي من الشربوت)    ضربات عسكرية ضدّ 5 قواعد في مالي    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    السودان.. الشرطة تعلن عن"امرأتين" داخل دفار    تفاصيل اللحظات الأخيرة لأستاذ جامعي سعودي قتله عامل توصيل مصري    شندي: السجن عشرين عاما لمتهم تعاون مع مليشيا الدعم السريع المتمردة    تشمل دول إفريقية..ترامب يحظر دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة    شاهد بالفيديو.. المواطنون يقررون الاستمتاع بالعيد داخل منازلهم.. مئات البصات السفرية تغادر مدينة بورتسودان في يوم واحد صوب العاصمة الخرطوم وبعض الولايات    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    مسؤول سوداني يطلق دعوة للتجار بشأن الأضحية    وفاة الفنانة سميحة أيوب .. سيدة المسرح والسينما    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    تعرف على أسعار خراف الأضاحي بمدني وضعف في الشراء    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن حادثة سرقة ثمانية كيلو ذهب وتوقف المتهمين    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    بشاشة زرقاء.. "تيك توك" يساعد الشباب على أخذ استراحة من الهواتف    علامات خفية لنقص المغنيسيوم.. لا تتجاهلها    "رئيس إلى الأبد".. ترامب يثير الجدل بفيديو ساخر    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وأخيرًا… نطق الرئيس!
نشر في كورة سودانية يوم 11 - 06 - 2025


عبدالعزيز المازري
وأخيرًا… نطق الرئيس!
بعد صمت طويل، خرج رئيس نادي الهلال هشام السوباط للعلن عبر قناة "البلد"، وكأنه أُجبر على الكلام بعدما طفح كيل الجماهير، وتجاوزت الأسئلة حدود الصبر، وبلغ الضباب في سماء الهلال أقصى مداه. ظهر الرجل بهدوئه المعهود، متماسكًا في عباراته، متحفظًا في بعض الإجابات، لكنه في المجمل، ألقى حجارة في بركة راكدة، لعلها تحرك الماء الآسن في نادٍ فقد صوته، وضلّ طريقه.
بهدوئه المعتاد، ورزانته التي لا تخفى، جاء ظهوره – الذي طال انتظاره – مختلفًا… بدا فيه الرجل كمن أدرك أن واجب اللحظة يُحتّم عليه أن يتحدث، أن يشرح، وأن يتحمّل مسؤوليته الكاملة كرئيس لنادي الهلال.
حديث السوباط ليس عابرًا، بل يُحسب له – لا عليه – أنه قرر مواجهة هذا الكمّ الهائل من الأسئلة والانتقادات، والضباب الذي غطى المشهد الهلالي. نعم، لم يُدلِ بالكثير من التفاصيل، لكنه وضع قدميه على أول الطريق. وهذا وحده يبعث الأمل، ويستحق التحية.
ظهوره لم يكن مجرّد إطلالة، بل خطوة تُؤخذ على محمل الجد، لأننا – بكل وضوح – أمام موسم انفرط فيه العقد، وانهارت فيه كل ركائز المشروع المزعوم. تحدّث السوباط، فأسقط عن ظهره بعضًا من أعباء الصمت، وكأنه يبعث برسائل داخلية وخارجية تقول: "أنا هنا… وسأتدخل".
وقد جاء ظهوره في توقيت دقيق، حمل في طياته إشارات واضحة بأن مرحلة الصمت قد انتهت، وأن مرحلة المراجعة قد بدأت. ونحن هنا لا نملك إلا أن نُشيد بهذه الخطوة، ونعتبرها انطلاقة فعلية نحو التصحيح. فالرجل، بصفته رئيس نادي الهلال، يملك وحده مفاتيح التغيير، وإذا قرر أن يُفعّلها، فإننا – بلا تردد – سندعمه، ما دامت الرؤية واضحة والأفعال تسبق الأقوال.
أهم ما جاء في حديثه هو التلميح – لا التصريح – بأن أيام فلوران باتت معدودة، وأن التغييرات قادمة. وهي عبارة، لو أحسنا فكّ شفرتها، لأدركنا أن الرجل بدأ يراجع دفاتره، أو على الأقل، يحاول أن يُقنع الجمهور بأنه ليس راضيًا عما يجري.
لكن، هل يكفي هذا التلويح؟ وهل ستمتد يد التغيير لتبلغ أصل الداء، لا هوامشه فقط؟ القضية لم تكن في المدرب وحده، بل في كل المنظومة: بدءًا من قطاع الكرة، مرورًا بالإدارة الرياضية، وانتهاءً برؤية تائهة جمّعت 12 محترفًا أجنبيًا، وضيّعت هوية الهلال، ودهست اللاعب الوطني تحت أقدام الدولار!
إن احترامنا لموقع الرئاسة لا يمنعنا من أن نرفع صوت الجماهير، ونقول بكل وضوح: إن قطاع الكرة، في هيئته الحالية، لم يعد يليق بنادٍ كبير مثل الهلال. ورئيس القطاع، الأستاذ العليقي، اجتهد في ما لا يُجدى، وبذل في غير موضع البناء. نشكره على ما قدّم، لكنه أخذ فرصته، وآن له أن يعود إلى موقعه كنائب للرئيس، ويُمنح المجال لأهل الاختصاص، ولأصحاب الرؤية الفنية التي تحفظ للهلال مكانته وتعيد له هُويته.
حديث الرئيس عن "مهاجم سوبر" قد يُرضي شغف بعض الجماهير، لكنه لا يعالج الجرح. فالهلال ليس بحاجة لمهاجم وحسب، بل بحاجة لرؤية… لهُوية… لعمود فقري من أبناء النادي، لا مجرد صفقات وكومشنات. نريد من الرئيس أن يُدرك أن الهلال لا يُبنى بالصمت، ولا بالتبريرات، ولا بإقناع الذات بأن المدرب "عندو مشروع"، بينما الفريق يترنح بلا شخصية، وتُهزم كرامته من فرق لا تعرفها حتى قاعدة بيانات الفيفا!
**ونحن هنا، من موقع النقد المسؤول، نقول للرئيس هشام السوباط:**
نقف معك إن بدأت ثورة التصحيح فعليًا، وندعمك إن قررت اقتلاع جذور الخلل لا مجرد تقليم أطرافه. ولأجل مستقبل الهلال، نضع بين يديك هذه النقاط:
الهلال يا سيادة الرئيس لا يحتاج من يُربّت على كتفه، بل من يعيد إليه صلابته. ولا ينتظر من يشارك الجماهير آلامها فقط، بل من يتخذ قرارات تاريخية تنقل النادي من مرحلة التخبط إلى لحظة البناء الحقيقي.
حديثك عن التغيير، عن التقييم، عن مراجعة الأمور في نهاية الموسم… كلها مؤشرات جيدة، لكنها غير كافية. نحن نريد ثورة… لا ترميمًا. نريد أن يُعاد تكوين القطاع الرياضي بالكامل، لأن ما نشهده اليوم لا يُشبه الهلال، ولا يليق بهلال.
رئيس قطاع الكرة الحالي أخذ فرصته كاملة، وله منا الشكر على المحاولة، لكن آن الأوان لأن يُعاد إلى موقعه كنائب للرئيس، ويُترك هذا الملف الحساس لأهل الخبرة والاختصاص. أما استمرار الحال كما هو، فهو استهتار بمطالب جمهور صبر طويلاً، وتابع ناديه يتحوّل إلى تجربة غامضة، بلا صوت، بلا هوية، وبلا ملامح.
الهلال يا سيادة الرئيس لا يمكن أن يُبنى على مشروع "تكديس" المحترفين. لقد وصلنا إلى 12 لاعبًا أجنبيًا، والنتيجة؟ ضياع الهوية، تهميش اللاعب الوطني، وتحوّل الهلال إلى نادٍ بلا روح. يجب أن يُغلق هذا الملف فورًا، ويُكتفى بأربعة محترفين مؤثرين فقط، والباقي؟ تُرفع الأقلام ويُطوى المشروع… فقد أثبت فشله.
**كلمات حرة:**
**تكوين لجنة فنية وطنية** لرصد المواهب داخل وخارج السودان، خصوصًا من ظهروا خلال فترات الحرب، فالهلال لا يجب أن يُترك للسماسرة والتقارير المعلبة.
**متابعة لاعبي الهلال المعارين** وتقييمهم بجدية عبر لجنة مستقلة، وأنت تعلم – سعادة الرئيس – أن عضو المجلس عوض طارة يعلم عن هذا الفريق الشاب الكثير.
**إعادة إحياء فريق الشباب**، ذلك الفريق الذي دوّخ الجميع ذات يوم، والذي يمثل مستقبل الهلال الحقيقي لا المستورد.
**التعاقد مع مدرب بطموح مشروع حقيقي**، لا تكرار لمدارس مستهلكة، بل مدرب يمنح اللاعب الوطني الثقة، ويصنع من الهلال فريقًا بشخصية واضحة لا أسماء تُصفّف في كشف.
**إعادة هيكلة ملف المحترفين بالكامل**، وتقليص العدد إلى أربعة أجانب مؤثرين فقط، لأن مشروع العليقي ترك للنادي تركة ثقيلة، أثقلت الفريق وأفقدته الانسجام والهوية.
يا سيادة الرئيس، إن هذه الجماهير التي تناديك اليوم ليست خصمك، بل ظلك الحقيقي، هي التي بكت حين فرح الآخرون، وصبرت حين فُقد الأمل. فلا تجعلها في خانة المنسيّين. لا تُدِر لها ظهرك كما فعل البعض، بل اجعلها في قلب قرارك، لأن الهلال لا يُدار من القاعات المغلقة، بل من نبض الشارع الهلالي.
الهلال يا سعادة الرئيس يحتاج قرارًا شجاعًا لا يُجامل، يُراجع الملفات بصراحة، ويُعيد الأمور إلى نصابها. وها أنت اليوم تفتح الباب… فافتحه على مصراعيه، ولا تتردد. ونحن من خلفك، إن كان الحق هو البوصلة.
**كلمة حرة أخيرة:**
يا سيادة الرئيس، نثق انك بحجم المنصب، وبحجم الحلم الأزرق. قُد الهلال كما يليق باسمك وتاريخك، واحفر اسمك في ذاكرة الجماهير كرئيسٍ جاء في الوقت الحرج، وفتح باب الإنقاذ لا المجاملة. الهلال لا يريد من يشاركه الفرجة، بل من يقود العودة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.