(1) السياسة هي بعض من فن الممكن وبعض المستطاع.هي فن التفاوض على أجزاء من الحل الذي يجعل الأطراف المتحاورة تشعر انها حققت ماتصبو اليه. و ماتريده.والسياسة هي فن تحويل (لا)إلى(نعم)قناعة لا إرضاء أو اتباعا لاحد.وهى فن تحويل الضعف إلى قوة .وتبديل السالب إلى موجب.وتحويل غرور السلطة وجنون العظمة.الى تواضع.وهي تحويل الانتماء القبلي الضيق.الى فضاء الوطن الواسع. (2) فقد أقسم قائد ثانى انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021.الفريق اول محمد حمدان دقلو.قائد قوات الدعم السريع.اقسم (والله العظيم الناس ديل تاني مانقعد معاهم)وهو يعني (ناس قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي) ولكن تراجع حميدتى عن قسمة ووقع مع (نفس الناس) الاتفاق الاطارى.فالسياسة هى أن لا تغلق الباب نهائيا.عليك أن تتركه مواربا.فربما أراد البعض الدخول منه.(الا من أفسد وفسق وأساء استخدام السلطة.مثل حزب المؤتمر الوطني البائد ومن اتبعه بافساد.فهولاء لا يفتح لهم الباب.في هذه الفترة الانتقالية) (3) الرفض التام والقاطع.يعني حصولك على لا شيء.وفن الممكن هو الأخذ والعطاء وتقديم التنازلات.ثم الحصول على بعض المكتسبات التي تستطيع عبرها تحقيق المزيد من المكاسب.وقد ظهر على سطح حياتنا السياسية.سياسيون.متصلبون متعجرفون.متعنتون.(واقفين قنا) أمام الاتفاق الإطاري.والذي من بنوده.مراجعة اتفاقية جوبا للسلام.هذا البند جعل السيد حاكم إقليم دارفور.السيد منى اركو مناوى.يقول(لن نغير شولة فى إتفاقية جوبا) ومالم يقله.فاذا تم تغير شولة.هل يعني العودة للحرب.ولكن ستحاربون من هذه المرة؟والسؤال الاكبر.نوجهه لهذا العلامة والفيسلفوف مناوي.الذى يعلم أن هناك أطراف من حركات الكفاح المسلح.لم تقبل باتفاقية جوبا.واذا قررت تلك الحركات التوقيع على الاتفاقية.فهل سيتم فتحها والتغيير فيها أم ماذا سيحدث؟ (4) الخلاصة يروى أن الشاعر ابو نواس، كان في مجلس الخليفة هارون الرشيد (ماتسألني ابونواس دخل هناك كيف وبعمل شنو)؟ وكان الخليفة يحمل في يده عقدا نفيسا من الذهب.فطمع ابونواس في العقد.وقال العديد والكثير من الشعر في تلك الجلسة.ولكن الخليفة لم يعطه العقد.وفي اليوم التالي رأي ابونواس (نفس العقد) تلبسه جارية تدعى خالصه.فغضب ابونواس.وكتب على الحائط (الكتابة على الحوائط ما جديدة على الشعوب العربية) لقد ضاع شعرى ببابكم كما ضاع عقد على خالصه ..فلما قرأ هارون هذا البيت غضب وأمر باحضار ابونواس.وقام (فاعل خير) بأخبار ابونواس.بنية الخليفة فى عقابه.فدخل ابونواس وغير وبدل حرف العين فى كلمة ضاع.فاصبح البيت( لقد ضاء شعرى ببابكم كما ضاء عقد على خالصه.).وكان في تغيير هذا الحرف نجاة لابى نواس من غضب الخليفة.لذلك نرى انه لا ضرر ولا ضرار من مراجعة اتفاقية جوبا.مادام في ذلك صلاح للناس والوطن.وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم….