ما يحدث بين مصر ودول قارتها (إفريقيا) قصة سياسية، واقتصادية ستُكتب، وتُروى للأجيال القادمة بأحرف من نور، وذكاء، وابتكار، وتركيز مصرى اتبعه الرئيس عبدالفتاح السيسى، خطوة خطوة، لإعادة تموضع بلاده فى قلب القارة البكر، التى هى مستقبل العالم، والتى نحن جزء منها، ومنها ينبع النيل، شريان حياة مصر والمصريين، والذى تعرض لتهديد وجودى، وصراع بين دولة المنبع (إثيوبيا)، ودولتى المصب (مصر والسودان) عقب إنشاء أديس أبابا سدا فى مجرى النيل الأزرق. لم تكن مصر تستطيع تغيير التفكير الإثيوبى الذى بدا منه التعنت، بعد 10 سنوات من المفاوضات (مماطلة) لحفظ الحقوق المصرية المائية، إلا على أصعدة متعددة: تعزيز علاقاتها مع كل دول القارة الإفريقية، خاصة دول حوض النيل، وفى الوقت نفسه علاقات مصرية قوية مع كل دول العالم المؤثرة، والقوى العظمى، وعمل مصرى داخلى على كل الأصعدة، ونخص هنا ما تحقق عقب رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى فى عام 2019، والتى كانت لها بصمات واضحة للتنسيق والتكامل الاقتصادى، وقيام منطقة التجارة الحرة، ولعل القمة الأخيرة التى عقدت فى كينيا هى إحدى ثمار الرئاسة المصرية للقارة، كما أن هناك مشروعات مصرية منتظرة، أهمها الربط الملاحى بين البحر المتوسط وبحيرة فيكتوريا، فهذا المشروع سوف ينقل كل الدول الإفريقية الحبيسة، ومنتجاتها إلى البحر المتوسط، ومنه إلى أوروبا، وبذلك أصبحت منتجات إفريقيا المهدرة بالعملة الصعبة، ومنافسة لكل دول العالم، والطريق البرى الرابط بين القاهرة وكيب تاون سيغير شكل الحياة فى كل إفريقيا. كما أن مشاركة مصر فى بناء سد نيريرى بتنزانيا أوضحت للأفارقة أنها معهم فى بناء السدود، والأسواق المشتركة، وحفر الآبار، ولعل وقفة مصر فى «كوب- 27» بمدينة شرم الشيخ، والتعبير عن إفريقيا، باعتبارها من القارات الأكثر تضررا من التغيرات المناخية، وعمل صندوق للمتضررين من المناخ- كانت صوتا معبرا عن إفريقيا، بل هى تخطط لدخول القارة الاقتصاد الأزرق، ومنتجات الطاقة المتعددة.. وغدا أكمل معكم ماذا ينتظرنا فى قمة إفريقيا مع روسيا؟.. ودور القارة الإفريقية فى وقف الحرب الدائرة بأوروبا بين أوكرانيا وروسيا. أسامة سرايا – "بوابة الأهرام"