سبق ان أجرى السودان اربعة تعدادات سكانية فى السنوات (5565) (1983) (1993) على التوالى ولم يجر تعداد شامل منذ 1993 نظرا للظروف والمعوقات التى لاتخفى على الجميع ،ولكن خبراء الاحصاء والتخطيط بمصلحة الاحصاء سابقا والجهاز المركزى للاحصاء حاليا وغيرهم فى مراكز البحوث الاخرى كانوا يعدون المسوحات الدورية والبحوث التى خدمت الدولة والباحثين فى مختلف الاغراض. لاشك ان أهم اهداف التعداد السكانى هوان تعرف الدولة حجم رعاياها القاطنين داخل حدودها من السودانيين وغيرهم ،وكم من مواطنيها يعيشون فى الخارج ،هذا وان كان الحجم هدفاً رئيساً الا ان هنالك اهداف اخرى لاتقل اهمية تشمل معرفة مقاييس كثيرة وبيانات تفصيلية ضخمة منها الخصائص الديمغرافية والاقتصادية والاعماروالنوع (ذكروانثى ) ومعدلات المواليد والوفيات وعدد الساكنين فى الحضر وسكان الريف ومستوى الحراك السكانى عموما.. تشمل الاحصاءات كذلك حجم القوى العاملة وتوزيعها حسب النشاط الاقتصادى والمهنى وتشمل التعدادات بيانات عن البيئة والسكن ومستوياته ريفاً ومدناً ومستويات الخدمات من صحة وتعليم ومياه واتصالات ومواصلات وخلاصة الامر ان التعداد عبارة من مرآة تعكس على وجه الدقة كل مايتعلق بالدولة. لعل مما تقدم يصبح التعداد هماً يهم كل مواطن وكل النقابات وكل الاتحادات والاندية الثقافية والجمعيات ودور المؤمنات والمساجد والخلاوى واجهزة الاعلام من اذاعة وصحف وتلفاز وطلاب المدارس والجامعات والاحزاب فمشاركة ومساهمة كل هذه الاطراف فى انجاح عمليات التعداد لاسيما فى مرحلة العد الميدانى امر مطلوب وفى غاية من الاهمية بمكان سواء للذكر او الانثى ليس هذا فحسب فالدقة فى اعطاء وتوضيح المعلومات المطلوبة فى كل شئ يخص الاسرة واجب حتمى وعلينا ان نحرص على ذلك بكل صدق وامانة اذ ان كل البيانات المستقاة سيرسم على ضوئها التخطيط لتوفيرالخدمات للمواطنين حاليا ومستقبلا ، اما موظف التعداد الميدانى الذى سيقع على عاتقة العبء الاكبر فلابد ان يكون صبوراً وعلى خلق ودين، وحسن التصرف، وأكيد ان الاخوة بالاجهزة المختصة قد اعطوا مسألة التدريب ما تستحقه من عناية واهتمام. نخلص بأن الاعلام على كافة مستوياته الرسمية والشعبية والدينية ينبغى استنفاره، ولكن هنالك منبراً أحسب انه اكثر التصاقا وتأثيراً روحيا ووجدانيا فى الناس ألا وهو منبر المساجد (اوقات الصلاة) جميعها لاسيما فى صلاة الجمعة ، وعليه نأمل ان الاخوة الشيوخ ائمة المساجد سيعطون هذا الامر مساحة طيبة فى خطبهم.. وجزاهم الله خيراً.