بدا لي أن يكون عنوان هذه الكلمة (غلظة الدكاترة تعويض نقص) ثم عدلت عنه الى هذا العنوان الماثل أرجو أن يكون أمثل الاثنين. وبعد: قرأت للدكتور زهير السراج ب «السوداني» (الأحد 72/4/8002م) بعاموده (مناظير) كلمة بعنوان (نهارك سعيد يا دكتور) دار حول تعامل بعض الدكاترة السودانيين مع المرضى بغلظة. مقابل الرقة عند غيرهم.. وللتوضيح ذكر أمثلة.. أذكر منها: (1) شعرت فتاة سودانية بألم في المعدة، فذهبت لدكتور. قرر الدكتور إجراء عملية. سألت الفتاة: أبالليزر هي؟ لخوفها من الجراحة. قال «بعدوانية شديدة بعد أن رفع أصابعه في وجهها: بسويها بي أصابعي ديل» (لوكنت مكانها لرفضت علاجه جملة، الحديث لي لا له). (2) لسوداني مغترب بالسعودية إبنة أُصيبت بحمى معينة. عالجها دكتور سوداني بالسعودية. أتت لدراسة الجامعة بالخرطوم. عادت إليها ذات الحمى. ذهب بها شقيقها الى دكتور بالخرطوم وحكى له ما كان ثم طلب منه الاتصال بدكتور السعودية بجواله الخاص. رفض بل رفض التحدث معه عندما اتصل دكتور السعودية به بجوال الشقيق..؟! أجرى الكشف فأخطأ التشخيص. أعطى الدواء. فماتت الفتاة. أ.ه. ماتت قبل التخرج والزواج. التعليق لي لا له. (3) وفي المقابل قال: أُجريت له عملية غضروف بكندا. فما وجد غير المهارة في الطب. والرقة في التعامل. الى آخر ما قال وهو كثير. هذا ملخصه. لفت نظري هذا الموضوع لسابق خبرتي العلمية والعملية به. (1) العلمية: لي كتاب. أقول «لي» للتوضيح لا لقول «أنا» معاذ الله. بعنوان (ماهية الجمال والفن) نشر العام 8891م. وفاز بجائزة الزبير للعام 6002م. جاء فيه بالفصل الثالث عن المدنية والحضارة (الرومان كانوا أهل حضارة لا مدنية والعرب بالعكس. وماينطبق على المجتمعات ينطبق على الأفراد. فالآلات بعيادة الطبيب حضارة وما بذهنه من علم حضارة. لكن كيف يعامل مريضه؟ هنا تظهر المدنية ونصيبه منها فإن أحسن كان متمدناً متحضراً. وإلا كان غير متمدن وإن عاش بمدينة وسكن بعمارة وأكل بشوكة وقطع بسكين، وتجلبب بحرير وسار بعربة وكان جالينوس عصره. كذلك الحال بالمعلم والمهندس وغيرهم). (أنظر ص 121). (2) العملية: بفترة الدراسات العليا بالقاهرة الحبيبة بمصر العزيزة أجرى الدكتور عملية إزالة لوز بمهارة ل «المعقولة» إلا أن أثر البنج ورائحته بقيا (01) أيام. ثم أجرى دكتور آخر عملية زائدة. قبل العملية قلت للدكتور الأرناؤوطي إن المعنية لديها حساسية بالغة من البنج، وقصصت له ما كان فأعطاها جرعة مخففة. وأثناء العملية استيقظت. فتداركوا الأمر بالتخدير بالشم. وكان معي العم محمد زيادة عليه الرحمة. وبعد الفراغ خرج الدكتور فدلفت إليه بلهفة بالردهة. بادرني بكلمة مبروك. ثم أردف ببساطة (تقولي بأه عندها حساسية وتصحي أثناء العملية)؟! وما زاد. ولو كان ممن عناهم الأخ الكاتب لما أخذ بما قلت. ولو أخذ لما قال مبروك. ولو قال لرفع صوته قبل أن يقول. بقى أن أقول: لماذا هذا التفاوت بين ما ذكرت وذكر الكاتب من هدوء ورقة بمصر وكندا مقابل حدة وغلظة بالخرطوم؟! «والضد يظهر حسنه الضد» كما قال العكوك عن بياض وجه فتاته وسواد شعرها في غزله بها. لماذا؟ قال د. زهير آنفاً «بسبب الغرور والتعالي» هذا صحيح لكن لماذا التعالي والغرور؟! وبعبارة أخرى هذه هي العلة القريبة. فما البعيدة، أو علة العلل؟! في رأيي المتواضع غلظة الدكاترة (بعضهم طبعاً): هي تعويض عن نقص في الكفاءة أو التربية، وقديماً قال سيدنا عمر (ما تكبَّر أحد إلا من مهانة يجدها في نفسه)، وقالوا (تواضع العلماء) مثال الأرناؤوطي في مصر والدكتور عوض دكام والدكتور داؤد مصطفى في السودان. حسبي هذا. وشكراً للأخ الكاتب الذي أتاح فرصة الحديث في هذا الجانب الحيوي. ومن يدري؟ لعل الله يهدي. والله من وراء القصد