هو من أكبر وأهم الأسواق في العاصمة الخرطوم وفي مدينة أمدرمان ومنذ أن كان السوداني يعاني من ضوائق إقتصادية وندرة في السلع كان هذا السوق يرفد المستهلك السوداني بأكبر إحتياجاته التي تأتي من الشقيقية ليبيا عبر دارفور. ونشط في هذا السوق العديد من التجار وعلى رأسهم كوكبة من ابناء غرب السودان وتمدد إرتباط هذا السوق بقضية دارفور يحمل همها ومشاكلها وكافة تعقيداتها وعند أزمة إمتحانات الشهادة السودانية التي وقعت في الطينة بدارفور نال هذا السوق حظه منها وقيل ان بعضا من الأوراق ظهرت فيه. ومثله وبقية المناطق والأسواق في السودان كان هذا السوق هدفا لبعض المشاركين في المحاولة الأخيرة والذين يبحثون عن المخابئ ويظنون أنهم قد يندسون في هذا السوق ويصعب الوصول إليهم مع غالب سحنات التجار والعاملين فيه. وهذا وضع يخدم كل متربص وكل راغب في إحداث شرخ في جسد هذه الأمة المتماسكة. وفي هذه الأحداث تعاملت القوات الأمنية والشرطية بكل النزاهة والحرص مع المتهمين ولم تأخذ أحدا بشبهة ومظهر وسمت وقبيلة ولا وجه للمقارنة بين الذي وقع مؤخرا وأحداث أخرى مشابهة أخذ فيها بعض الناس بالشبهات. وإستمرار هذه الحالة دون معالجة شاملة يؤثر على هذا الصرح الإقتصادي المهم ويؤثر على الذين يعملون فيه خاصة من أهلنا الذين ينتمون لغرب السودان وهم فئة ظلت على سيرة حسنة وأداء ناجح في عملها التجاري ليس في سوق ليبيا فقط بل في كل أسواق البلاد. وبعد أن إنقشعت هذه السحابة لا بد من التفكير الجاد في معالجة أمر هذا السوق معالجة ترفع عن إخوتنا من دارفور سيف إتهام مسلط دون حجة ودون مسوغ. معالجة تحافظ على هذا الصرح ومن فيه من تجار أوفياء ظلوا عونا لشعبهم وأمتهم وإقتصادها. معالجة تنقل هذا السوق إلى سوق متحضر في بنياته ووسائل العمل فيه والحركة والسير فيه ومواقعه ومعاملاته وأيضا النظر في تغيير إسمه الذي إرتبط بحقبة إقتصادية تجاوزناها تماما وأصبحت بلادنا مفتوحة على كل العالم بتجارة حرة مشروعة. وسيكون مفيدا أن ينتظم تجار السوق في هيئة معبرة عنهم تتحدث بإسمهم وتنقل همومهم وتبعد عنه قائلة الأقاويل وتبين وجه التسامح السائد فيه وروح الوطنية بين تجاره من غرب السودان ومن كل السودان. سوق نيفاشا يعمل وسط الخرطوم وعماده أهلنا من أبنا الجنوب يعملون في ود وإخلاص مع زملائهم وزبائنهم ويمكن أن يكون سوق ليبيا أيضا في وسط الخرطوم أو في شمالها أو في مكانه الحالي ولكن بوجه جديد وفعالية وثقة أكبر وأوسع بين تجاره وزبائنه. أتمنى أن يكون إسمه سوق الفاشر أو علي دينار وموقعه وسط وقلب الخرطوم وشيخه وسلطانه من أبناء الزغاوة يكون سوق الأمة السودانية المتسامحة.