على قارعة الحزن السوداني العظيم وتحت صبيب دموع الامطار الاستوائية بازاء شلالات الليل الامدرماني المفتوحة انصب خيمة من اغصان افريقيا منسوجة اطرافها بكتابات الخط الكوفي وموشاة برسومات الحناء العشوائية خيمة من بقايا ما كان منسيا في اقبية الفؤاد اعمدتها من صندل الغابات القديمة وقماشها من زغب البرية المترب ومن جلود حيتان النيلين وهما يتلاويان مثل رغبة عارمة في جسد خرافي واحد عند مقرن بيتك القريب من الاسطورة بين المواويل المعجونة بالاسى الغامض وبين لا اباليات الزمن السوداني المتمدد العائم على هواه في فجر السواحل كفتى ينفض نفسه في النيل من نيران العشق ومن سر السر الذي يفجؤه عندما تحرقه نظرة البنت الاولى التي سماؤها من عاج امدرمان الضارب الى تلك الصفرة الكامدة كم من ضلوعي كسرت ايها النمر الانيس وكم من شراييني غزلت للشبكة الحريرية سادعو الى امسيتك كل الكلمات البكر واصفف لك من حروف العربية مجلسا لن اعذرك يا صاحبي وانت تغادرني متسللا من احلامي الى حزني الابدي ومنسلا على حين غفلة مني الى جراحي التي من سيبرؤها وانا متسربل بفوضاي المطمئنة لن اعذرك يا صديق النمور الاستوائية ورفيق هوادج الدروب اللانهائية ولما يزل بعد في جيب جلابيتك البيضاء عناقيد اغان سمراء تتساقط في الطرقات كثمار المانجا الغافلة عن نفسها كنت احاول ان ارتب لك متكئا من حرير الكلام وانا انتظران اسمع اخر قصيدة لك من احدى عواصمنا المثقلة بالزمن والبكاء ما الذي فعلت بي يا ايها النمر الانيس وتقطع من جسد ذكرياتي حنينا جديدا ولما ازل بعد اوهم نفسي بالبدايات وامني نفسي باعادة المساءات الراحلة سانتظرك ياسندي وانا اراقب الطيور القادمة من اعالي النيل سانتظرك يا سندي مثل مسكين اعزل على قارعة الطريق . 26/5/2008 القاهرة