(1) كتبت أول مجموعة قصصية في التسعينيات من القرن الماضي والتي قال فيها الأستاذ عبد المحمود نور الدائم الكرنكي إنها أي المجموعة " احتفاء حار بالزى الإسلامي ". في وقت كانت النساء يخجلن من ارتدائه .... لأنه يخفي المحاسن ويجعل النساء "كقناديل الذرة " كما يقولون ، لان القضية على المستوى الجمالي لها أبعاد ترتبط بالنشأة والتربية والمزاج . فالعديد لا تروق له فتاة سافرة أو متحررة من خمار حاسم ، او مطلقة لشعرها العنان للهجرة حيثما شاء حيث تروق له بشكل جاذب ، اهتمامها الأكيد بلمة الشعر من وراء الخمار ، والاعتناء بفتحة القميص حيث لا تشف من أسرار داخل الصدر ، يتهافت البعض لهذا الالتزام ، ويشمئز لاي سفور يظهر ما لا يجب . إذن مسألة الزي الإسلامي إذا تجاوزت المسألة الجمالية كما وضعها المجتمع السوداني سابقا ، هي مسألة تقع في صميم تدين المرأة التي أرادت أن تلبي نداء ربها وتتسم بالعفاف في وقت راج فيه التمتع على أقصاه . فالمرأة التي ترتدي زيا إسلاميا ،تبتغي النظر إليها كإنسان كامل الهوية لها فكر ونظر وعمق وأنوثة خجلة .. تفتش عنها حتى تجدها بعد عناء ... لا تجد تلك الأنوثة المتفجرة بنظرة سريعة تخترق كل الأماكن والخطوط الحمراء والخضراء معا . (2) في تركيا وباسم العلمانية ، وعدم تجاوز دستور كمال أتاتورك منعت العديد من المحجبات من الدخول إلى دور العلم ومن ثم العمل .و تكدست العديد من الفتيات الناهضات بعلمهن في البيوت لان حراس العلمانية يصرون أن يحجبوا العلم من المحجبات ... والحجة أن الفتيات بلباسهن سيهزمن أصول الدولة العلمانية التي من الواضح أن الدولة العلمانية ضد الحرية الشخصية والأمرّ من هذه الناحية أن الدولة تفرق بين المواطنين بسبب الزى وهذا أول اعتراض موضوعي لالتحاق تركيا بالاتحاد الأوروبي . لا اعتقد أن الدولة الأوروبية تأسى على فتيات مسلمات تربين في دولة مسلمة يمنعن من ارتداء الحجاب ويحرمن من ابسط أولويات الإنسان حق التعلم لكن الاتحاد الأوروبي لا يريد أن يحمل وزر العلمانية التركية ، فهي تركة ثقيلة فإذا كان الإسلام يمنح الحرية من أوسع أبوابها بأن يعتقد المرء ما شاء ولا يحرم اثر ذلك من حقه او حق غيره في التعلم والمواطنة والإسهام في الوطن خاصة مؤسساته الدفاعية. فتركيا العلمانية يحرس مؤسساتها العسكرية كهنوت يقظ لكل حالة التزام بخلق أو انتماء لخالق أو حزب غير العلمانية التي تحاول أن تشكل مجتمعاً بوسائل قهرية لا تحترم حرية الفرد حتى في ابسط حوائجه من اللباس . (3) تحاول الحكومة التركية المنتخبة من الشعب بأغلبية ساحقة أن تعدّل الميزان وتتعامل مع المواطنين على حد سواء .. لا فرق بين المواطنين بسبب الدين فالذي يريد السفور اللاهث له ما شاء والذي يريد الاحتشام المرهق له ما شاء . فمن أراد أن يؤمن فله ، ومن شاء أن يكفر فله ... هذه قمة الروعة الإنسانية وهذا أصل الدين . فالحكومة التركية تكابد غلواء العلمانية التي تفترض زمانا انتهى فيه الاحتكار والاستعباد لصنم كبير او صغير . نواب الشعب التركي انتصروا للمساواة ليعدلوا قليلا من اختلال الموازين في الدولة التركية وحتى يحب الشباب المحجبات ما شاء لهم ، دون عائق الخمار الذي يتباهينّ به ، ويشتاق فيه الحبيب لخصلة تخرج غصبا من وراء الخمار ، يكتب فيها الحبيب ألف قصيدة وقصيدة ... ويتوقع من تلك الحبيبة التي ستصير زوجة ان تتحمل معه مسؤولية العيش الكريم بنفس واحدة ومصير واحد . لماذا تمنع جماهير نساء تركيا من الدراسة بسبب الخمار ؟؟..مع أن الحجاب لا علاقة له بضرورات الدخول للجامعة من نسبة مئوية وكفاءة وجمال ومثلما قال حسين خوجلي في شعر الصبا: " مقتول أنا من رمش تلك الفارسية" و الإيرانيات يلتقين مع بعض نساء تركيا في اللباس . وإذا تحدثنا حديثاً " ذكورياً " لا يقبل القسمة . فان الرجال يتوقون إلى عهد الحريم أو عهد سي " السيد " !!.. لكن الإسلام رفع المرأة درجات ، وانتصر لها من الموءودة إلى نساء رائعات قادمات في شتى مجالات الحياة . الحكومة التركية آثرت أن لا تنقل المعركة للشارع ، فالنساء اللاتي يرتدين الحجاب وحرمن بصلف غليظ من الدراسة كثر للغاية وإذا أرادوا معركة الشارع ، فالشارع ليس غريبا فقادة تركيا أتوا من نبض الجماهير ، فالرئيس رجب طيب اوردغان كان يبيع الخبز في شوارع تركيا الواسعة ... والآن يبيع الجمال والحرية والانتصار للضعفاء في أروقة الحكم . هكذا التجارة الرابحة !! ألا ترون أنها تجارة رابحة؟!!