مرور خمس عشرة سنة على رحيل الشاعر والدبلوماسي السوداني صاحب غابة الأبنوس ولد صلاح في عاصمة السودان الوطنية أم درمان في الاسبوع الاخير من ديسمبر للعام 1933م، تحيط به اسرة ذات جذور تمتد إلى شرق السودان وعرفت بانغماسها في الفعل السياسي منذ اربعينيات القرن العشرين، اسرة قدمت للسودان رجالاً ونساء كانوا يحسبون دوماً وما يزالون كطلائع لحركة البلاد الديمقراطية والثورية، تخرج في كلية الآداب بجامعة الخرطوم في اواخر العقد الخامس من القرن العشرين وعمل ادارياً بالتدريس في جامعة أكرا في غانا خلال فترة حكم الرئيس نكروما وعمل دبلوماسياً حتى اصبح سفيراً، وكان في آخر عقد عمره مستشاراً لدى سفارة قطر بفرنسا. قدم صلاح خلال حياته للقاريء «غابة الابنوس» و«غضبة الهبباي» و«محاكمة الشاعر للسلطان الجائر» وطبع نفر كريم بعد مماته ديوانه «نحن والردى» في العام 0002، كما نشر بالاشتراك مع رفيقه علي المك مجموعة «البرجوازية الصغيرة» القصصية، كما شاركه ترجمة كتاب «الارض الأئمة» للمناضل الافريقي باتريك فان رنزبيرج. وترك المئات من المقالات السجالية الأدبية والسياسية التي تزخر بها الصحف والمجلات العربية في المهاجر والمنافي الاختيارية ولعل نشأته في بيت عرف عنه التدين وحفظه للقرآن ومعرفته العميقة بتقاليد الشعر العربي ومدارسه. وتتلمذه على ايدي عمالقة تدريس الادب العربي من امثال الدكاترة إحسان عباس وعبد المجيد عابدين ومحمد النويهي وعبد العزيز اسحق وعبد الله الطيب، اهلته لتكوين تراكمات معرفية مكنته من الانغماس في التجريب وارتياد غير المألوف من نظم الشعر والنثر وملامسة مدارس تجديدية في الابداع الشعري من دون وجل. كنت مع صلاح في بعثة دراسية بهولندا للتحضير الدراسات العليا في الادارة وقد كتب بحثه في الخدمة المدنية وتطويرها. كان صلاح محباً افريقيا وشعوبها وقاد وحده طلبة غرب افريقيا بمظاهرة اتجهت إلى البرلمان الهولندي لاطلاق سراح نيلسون مانديلا وفي المساء أقام محاضرة عن الادب الاوروبي في القاعة الكبرى للمحاضرات واثنى عميد الجامعة عليه بأنه احد عباقرة افريقيا، انني اهيب بالمسؤولين ان يشيدوا له القطعة الممنوحة له كمركز ثقافي للآداب والفنون والابداع. بهاء الدين منور من اصدقاء صلاح أحمد إبراهيم