شاهد بالصورة.. الطالب "ساتي" يعتذر ويُقبل رأس معلمه ويكسب تعاطف الآلاف    شاهد بالصورة.. الطالب "ساتي" يعتذر ويُقبل رأس معلمه ويكسب تعاطف الآلاف    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    شاهد بالفيديو.. بعد غياب طويل الفنانة شهد أزهري تعود للظهور بفستان مفتوح من الصدر ومثير للجدل    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    قرارات اجتماع اللجنة التنسيقية برئاسة أسامة عطا المنان    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    شول لام دينق يكتب: كيف تستخدم السعودية شبكة حلفائها لإعادة رسم موازين القوة من الخليج إلى شمال أفريقيا؟    الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    ألمانيا تدعو لتحرك عاجل: السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    السعودية..فتح مركز لامتحانات الشهادة السودانية للعام 2025م    كامل ادريس يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحت الضوء
«جزى الله الشدائد كل خير»..إستقبال البشير بدارفور.. رسائل ودلالات
نشر في الرأي العام يوم 28 - 07 - 2008

ماذا عنت التظاهرات الكبرى التي حدثت في دارفور في الأيام الماضية.. ولعلها شكلت خبر الأخبار مع صور خروج جماهير دارفور.. وجماهير الفور بالذات، ثم جماهير المساليت والزغاوة لإستقبال الرئيس البشير في زيارته لمدن دارفور الثلاث «الفاشر- نيالا- الجنينة». ولكن ما مغزى هذه الزيارة وماذا أصابت.. وكيف نطور ما بعد الزيارة؟ جاءت هذه الزيارة كجزء أصيل من مسؤوليات الرئيس في إدارة بلده.. فالرئيس هو رئيس لكل السودان.. ولكنه يركز دائماً على المناطق المأزومة في السودان.. وطالما كانت دارفور من المناطق المأزومة فلا عجب أن زارها الرئيس للمرة الثانية خلال عام. ------------ رد حكيم وزيارة الرئيس الى دارفور حملت عدة رسائل.. وهي رد عبقري وحكيم على رسائل محكمة الجنايات الدولية ومدعيها العام.. فإذا كان المدعو «أوكامبو» يعتقد أنه فجر قنبلة سيكولوجية ونفسية موقوتة لإحداث فرقعة تستهدف محاولة تشتيت الذهن لكل قادة العالم العربي والإسلامي والإفريقي حتى يتم إخضاعهم.. أو كذلك كانوا يتوهمون أنها قنبلة لغسيل الدماغ العالمي لإقناعه بأن دارفور قد خرجت عن دائرة السيطرة وأصبحت في حالة استقطاب عرقي وجهوي، وتجري فيها إبادة ومظالم.. وطالما الأمر كذلك فإن الرئيس البشير يكون ليس أهلاً لإدارة السودان. ولكن لنترك رأي الكثيرين جانباً.. ونسأل: هل هذا هو رأي أهل دارفور.. وهل يمكن أن تخرج الشعوب لإستقبال من يعتبره أوكامبو جلادها.. وهل يمكن ان تخرج الشعوب لإستقبال من سفك وسفح دم أبنائها حسب ما يروجون.. ومتى حدث أن خرجت جماهير بهذه العفوية لاستقبال شخص مغضوب عليه من النظام الدولي.. ولعل كان من المأمول أن «القنبلة» التي فجرتها «لاهاي» والتي أرادت ان تسحب البساط من تحت أقدام الرئيس، ان تشجع الطابور الخامس وأن تشجع من يعتقدون انهم يركبون في المركب الرابح.. ولكن ها هي دارفور بكل قبائلها تخرج مرحبة لتبايع الرئيس البشير.. ولكن ما هي دلالات ذلك؟ سقوط المخطط لعل الدلالة الأولى.. هي سقوط المخطط الذي كان ينوي إعلان دارفور «محمية» للأمم المتحدة.. ولعلنا لا نقول ذلك إنطلاقاً من أوهام وأساطير، وإنما نقوله من خلال مراجعاتنا لأضابير المنظمة الدولية.. حيث وجدنا إتجاهاً كبيراً يدعو الى أنه بعد ان تتركز قوات الأمم المتحدة في دارفور، يتم إعلان دارفور «محمية» على ذات نمط ما حدث في «كردستان» العراق.. وفي إطار ذلك يتم إعادة بناء الحركات المسلحة ودعمها.. ومن يكابر فعليه بقراءة كتاب «دارفور الإبادة» لكاتبه «ذو النون التيجاني».. حيث يذكر الكاتب ما قاله المندوب الأمريكي له حينما كان في حضرة حركة التمرد. ولكن الآن هذا الخروج الكبير لأهل دارفور لإستقبال الرئيس البشير مثّل إنعطافة قوية للإنقاذ تبطل هذه المؤامرة.. لأنه يستحيل من الناحية المادية ان يتم إعلان «محمية» للأمم المتحدة في دارفور يرفضها شعب دارفور نفسه.. كما أن الشعب الذي خرج للبشير أعلن استعداده كله لحمل السلاح.. وكله رهن لإشارة البشير.. وكله يمكن ان يموت فدىً لوحدة السودان.. وكله يمكن ان يستشهد لإبطال هذه القنبلة الزمنية. للقيادة المصرية الأمر الثاني نهديه لإخواننا المصريين والقيادة المصرية التي نحبها.. ورغم تعاطفنا مع مجهودات الأمين العام للجامعة العربية.. إلا أننا نقول للقيادة المصرية التي أصبح جزء من جيشها البطل موجوداً في دارفور.. إن إعلان دارفور «محمية» دولية سيمثل أكبر «خنجر» يوجه الى مصر.. لأن السودان ما فتىء يعاقب لأنه جنوب مصر.. وإذا ما تم تفكيك السودان فذلك يعني إضعاف مصر وقيامة قيامتها.. فدارفور لها حدود مع مصر.. وهي متداخلة مع مصر.. ولأن في دارفور حوالى «5 ملايين» قطعة من السلاح. ملائكة.. وشياطين ومهما يكن نقول، إن الجرعة الكبيرة التي كان يستهدف أن يبيعها النظام العالمي.. هي أن «أوكامبو» ومن وراءه يمثلون «الملائكة» وأن الرئيس البشير ومن راءه هم «الشياطين».. سقطت الآن تماماً هذه المقولة.. ويظل الرئيس البشير هو الرئيس البشير.. الرئيس المنتخب والرئيس الخير الذي يحب شعبه ووطنه.. الرئيس الذي أحبه أهل السودان. ونحن نعلم ان التدخل الدولي في القانون الدولي تُرك تقديره للدول الكبرى.. ولكن ليست كل الدول الكبرى «ملائكة».. بل هي في حركة دؤوبة في البحث عن مصالحها.. وتوازي المصالح مع المباديء لا تقاطعها، معروف في القانون الدولي. ولكننا نقول للدول الكبرى إنها إذا أرادت التدخل في السودان لأسباب إنسانية أو قانونية أو عسكرية، وتنتهك سيادة قطر مستقل.. فنقول لها إن «الكنغو» تظل حالة القتل فيه حسب التقارير الدولية تبلغ «400» حالة قتل يومياً.. بينما متوسط حالات القتل في دارفور تقل عن خمسة أشخاص يومياً. لماذا.. دارفور؟ إذاً، إذا كان هناك تدخل دولي كان من الأولى أن يكون في «الكونغو» وفي «الصومال».. ومن العجب أن تبرز علينا الأمم المتحدة لتقول إنها غير جاهزة للتدخل في الصومال.. وأنها لا تملك القدرة على التدخل في الصومال.. ولكنها فقط تريد أن تتدخل في دارفور. قال تعالى: «كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلاّ كذبا». «الكهف: 5» وبعد الذي حدث في دارفور، على كل العالم الحر.. وعلى الاتحادات والنقابات.. وعلى التحالفات الإقليمية والدولية أن تطالب المحكمة الدولية بالإعتذار للرئيس البشير.. وأن تطالب بإقالة «أوكامبو»، لأنه لم يعد مدعياً عاماً مقبولاً.. بل فاقداً لشروط الأهلية.. وتوجيه الدول الافريقية والإسلامية الموقعة على ميثاق روما بالإنسحاب من المحكمة إذا مضت في هذا الطريق الشائك، وإعطائها «الدفنة اللائقة».. خصوصاً وأن أمريكا «تنافق» في أمر المحكمة، وهي في ذات الوقت تقف ضد المحكمة.. وهي لا تمانع في إعطاء محكمة الجنايات «دفنة» لأنها أصلاً رافضة لوجودها. عُقدة اليهود وبعد ذلك فلقد استمعنا الى تصريحات خليل إبراهيم وعبدالواحد حينما قالوا إنهم ليست لديهم عقدة تجاه اليهود.. وتجاه إسرائيل.. وتجاه التعامل مع إسرائيل لأن اليهود أهل كتاب! ولعل هذا يمثل غاية الاستغفال والجهل.. ونسألهم: لماذا تظل مسألة معركة فلسطين وإسرائيل معياراً للمصداقية.. فالقضية ليست أصلاً بأن اليهود أهل كتاب.. نعم إنهم أهل كتاب ويجوز مصاهرتهم ومصادقتهم ومجادلتهم والزواج منهم وأكل طعامهم.. ولكن القضية تتركز في الصهيونية وليست في اليهودية.. فالصهاينة هم الذين طردوا الفلسطنيين واستوطنوا ديارهم وقتلوهم ونفوهم وأخذوا بساتينهم.. وهناك الكثير من اليهود لا يعترفون بالكيان الصهيوني ويتبرأون من سوءاته.. إذاً، كيف يمكن للضمير الدارفوري الاستجارة بالظالم اليهودي المتصهين. ضمير خليل وإذا كان خليل يشكو حسب روايته من ظلم إخوانه السودانيين، فكيف يذهب لكبير الظلمة وآفة الطغيان.. وكيف يسمح ضمير خليل إبراهيم الثوري أو عبدالواحد أو شريف حرير ببيع قضية فلسطين، في الوقت الذي يتعاطى العالم الإنساني.. بل حتى الكثير من اليهود الباحثين عن العدالة.. مع هذه القضية.. حتى أصبحت نصرة الفلسطينيين المستضعفين هي «المقياسوميتر» لضمائر الرجال والنساء.. والعدل قيمة وخلق، وليس مجرد سلعة تباع وتشترى.. ولا يمكن ان نتعامل مع الصهيونية وإسرائيل بانتهازية فقط من أجل حيازة السلاح والدولار ومن أجل تدمير السودان.. وأن يتجرد الإنسان من أخلاقه ويتعامل بدون روية وتفكير مع هذه القضية، فذلك يعني أنه أصبح مجرد قاطع طريق وسافك دماء وقاتلاً.. وإلا كيف يقبل سفك دماء الفلسطينيين بشريعة الغاب.. وكيف يقبل من قامت حضارته على حق القوة، أن يصبح هو النصير لدارفور. تهديد فعلي ونسأل خليل بعد زيارة البشير وبعد خروج الملايين من أهله الدارفوريين لاستقباله، هل هناك تهديد فعلي لحقوق الإنسان في دارفور.. وهل الحركات المسلحة التي باتت تمارس النهب المسلح وتمارس زراعة وبيع المخدرات هل هدفها حماية حقوق الإنسان وحريته، أم تمرير الأجندة الدولية القاضية بتقويض الإنقاذ. ولكن، كما قلنا سابقاً فإن السودان لن يطبع مع إسرائيل، وأن النظام الدولي الذي منح «مناحيم بيغن» و«إسحق رابين» و«شيمون بيريز» جائزة نوبل للسلام، لا يمكن ان يمنح الرئيس البشير الذي حقق السلام في جنوب السودان وشرقه ووقع على قانون الانتخابات، جائزة «نوبل» للسلام.. رغم أنه جدير بها باستحقاق ذاتي. ولذلك نقول إن من يقف الآن مع «إسرائيل» اختار ان يقف مع المشهد الحضاري الذي يقوم على شريعة الغاب والظلم ويحكمه منطق القوة.. ويبقى من هو سلبي مثل أهل السودان تجاه إسرائيل، هو ضد كل هذا المشهد الحضاري الظالم. ولذلك نحن ضد التنميط في العلاقات الدولية على أساس التماهي مع المصالح الأمريكية والصهيونية على شريعة المهرولين الذين يتسابقون الى إرضاء أمريكا وإرضاء الصهيونية والغرب. ونقول إن الحرب المشروعة هي التي تكون رداً على عمل غير مشروع، وبين حكام مستقلين، والهدف منها تحقيق العدالة.. ولكن حسب القانون الدولي فإن الحروب الأهلية والنزاعات الداخلية تبقى حروباً خارج نطاق الشرعية. وقد رأينا أن كل محاولات إختراق الإنقاذ.. وكل محاولات ضربها.. بالتدخل السريع.. والتدخل طويل المدى.. والتدخل العسكري والاقتصادي.. وبالتدخل الدبلوماسي.. وبالتدخل الدعائي والمعلوماتي.. وبالتدخل الإنساني.. فشلت جميعها. ولا تزال الإنقاذ تشق طريقها.. وما زال الرئيس يكسب كل يوم يمضي، العقل السوداني أكثر.. والضمير السوداني. السيادة والشرف ولذلك نقول للذين لا يعبأون بالسيادة.. إن السيادة تظل مصطلحاً وكلمة تعبر عن «الشرف».. وكل دولة لها شرف وسيادة.. وشرف الدولة وسيادتها مثل شرف البيت.. فإذا كان انتهاك شرف البيت والعائلة مرفوضاً فهو على غرار انتهاك شرف الدولة وسياستها. ويبقى الرئيس البشير رمزاً لشرف السودان وسيادته. فهل يقبل الشرفاء الأحرار أن يدخل شخص -أياً كان- دارهم ويفرض رؤيته لحل إشكالاتهم؟ ونحن نعلم أن السيادة كمفهوم قانوني تعني قدرة الدولة على رفض الإمتثال لأية سلطة خارجية.. وها هو الرئيس البشير قد أعلنها من دارفور انه يرفض الامتثال لأية سلطة خارجية طالما أن هذه السلطة الخارجية لم تأت مستئذنة عبر الباب.. وإنما قفزت من فوق الجدار وهي تريد أن تشعل الحريق وتريد أن تنتهك سيادة أهل السودان.. وتنتهك شرف أهل السودان.. فلذلك وهبها «القاضية». فإن أهل السودان الشرفاء لن يحنوا لها رأساً. شكراً للشدائد وجزى الله الشدائد كل خير.. فشدائد دارفور، وشدائد جنوب السودان هي التي جعلت للحياة معنى.. وجعلت للحرية طعماً.. وقد سمعنا وخبرنا وعرفنا أحابيلهم وأكاذيبهم في جبال النوبة من قبل حينما تكلموا عن «الإبادة».. ولكن ها هي الأيام تدور وتعود جبال النوبة الى حظيرة السودان الوطن الواحد.. فهل كانت هناك إبادة في جبال النوبة.. وقد سمعنا البارونة «كوكس» وحديثها الخبيث عن تجارة الرقيق في بحر الغزال، وأفلامها المزورة المدفوعة الثمن، التي كانت ترسل أعوانها وتعطيهم الدولارات ليقيموا التمثيليات لتعرضها الفضائيات، ثم جاءت رحمة من الله وفضل لتكشف انه لم تكن هناك تجارة رقيق في جنوب السودان. ثم تبرز علينا الآن ثالثة الأثافي بالكلام المكرور عن الإبادة الجماعية في دارفور، ثم تتصدى لها قبائل الفور والمساليت والزغاوة وتخرج منددة ومكذبة.. وخرجت مبايعة ومتحالفة.. فهل بعد ذلك من وضوح ومصداقية أكثر مما هو حادث، ومما عرضته الفضائيات وشاهده كل العالم.. ومما رآه العالمين. حصحص الحق وها هو لويس مورينو اوكامبو مدعي المحكمة الجنائية الدولية يميط اللثام عن الحقائق التي حرّكت أجندته العدائية المسيسة تجاه السودان ورمز سيادته المشير عمر البشير، فالآن حصحص الحق ولم يجد سيئ الذكر اوكامبو مناصاً من الإقرار بخبايا اللعبة الدولية القذرة التى حركته لاستهداف السودان، فلقد اوردت مجلة تايم الامريكية نقلا عن مدعي المحكمة الدولية انه ظل يتعرض لضغوط غربية كثيفة منذ «3» أعوام تحثه على اصدار مذكرة توقيف بحق رمز سيادة السودان عمر البشير. ان هذا الاعتراف يشير الى صحة ما ذهبت اليه الحكومة من ان المحكمة الجنائية الدولية باتت واجهة سياسية لتمرير مطامع الدول الغربية ضد السودان، واصبحت أداة تحركها امريكا وبريطانيا وفرنسا واللوبي الصهيوني لخدمة اهداف سياسية، وان هذه المحكمة فقدت خاصيتها كأداة لتحقيق العدالة والتحرك بسطوة القانون
وقداسة الحجج والبراهين. إعترافات أوكامبو ونرى ان اعترافات اوكامبو ستعزز من مصداقية الحكومة وتدعم مساعي القوى المحبة للسلام في العالم وهي تتجه لتعرية هذا التحرك الآثم باسم العدالة والقانون وتؤكد بجلاء ان مذكرة اوكامبو لا تعدو ان تكون واحدة من حلقات تضييق الخناق على هذا الشعب وقيادته المؤمنة. ولكن ابرز اشارة فى ما ذهب اليه اوكامبو تؤكد انه يتجه لأن يفقد قضيته فى مجلس الامن الذي وجه اليه انتقادات حادة، وقال إنه تحول الى جهة استشارية للرئيس عمرالبشير، فمن الواضح ان الحملة الدبلوماسية والخطة السياسية التي انتهجتها الحكومة توشك ان تؤتي أكلها وهي تضيّق الخناق على المدعو اوكامبو وتخضع حيثيات مذكرته -مدفوعة الثمن- الى امتحان المصداقية الدولية لتسقط فى الاختبار بدرجة ممتاز. مبعوثو الرئيس ويبدو ان تحركات مبعوثي البشير الى الخارج قد احدثت تغييراً كبيراً في مواقف العالم من اوكامبو بعد ان تصدت بالحجة الى ما ظل يردده من تلفيقات بحق رئيس حكيم ظل يتصدى بكل ثبات الى تحقيق الأمن والسلام والرفاهية لشعب استثنائي يعول عليه كثيرا فى معارك البناء والتنمية وفى ملاحم الكرامة والعزة والإباء. ? ولعل عدم ثقة اوكامبو فى عدالة قضيته هي ما دفعه لانتقاد مجلس الأمن الذي من المتوقع ان يصوّت الخميس المقبل على مشروع قرار لتجميد المذكرة المشؤومة وجد مساندة واسعة من المجموعات (العربية والافريقية والباسيفيكية الكاريبية). مخاطر المغامرة ومن الواضح ان العالم بدأ يتفهم مخاطر المغامرة التى يريد اوكامبو ان يدخل فيها المنطقة برمتها. فلقد توالت التحذيرات الصينية والروسية وتمترست مجموعة الدول الباسيفيكية الكاريبة وراء موقف داعم للحكومة السودانية في سعيها لتعرية اجندة اوكامبو، ويصاحب كل هذه البشريات موقف عربي وافريقي موحد، وكل هذا يجعلنا نتساءل: لمصلحة من اصدر اوكامبو مذكرته وكيف يسمح هذا العالم لثلاث دول ان تتحكم فى مصيره بمثل ما تفعل امريكا وبريطانيا وفرنسا الآن؟ ان المعركة الدبلوماسية الضارية التى انتهجتها الحكومة خلقت وضعا سياسياً جديداً بعد ان تمكن مبعوثو الرئيس من احراج اوكامبو وفضح دعاويه، لتأتي مجلة التايم الامريكية وتكشف المستور الذي يستدعي ان يعيد العالم النظر فى كثير من المؤسسات الدولية وهي تتحول الى ساحة لحرب الأجندة والمطامع، ومن المؤكد ان اوكامبو فى ورطة الآن بعد ان (انقلب السحر على الساحر) وباتت دعاويه فى مهب الريح بفعل الادارة السودانية الحكيمة للأزمة التى نسأل الله ان تُتوّج لا بتجميد مذكرة التوقيف فحسب، بل بسحب ملف دارفور من المحكمة الجنائية الدولية وقد اثبتت للعالم بعد (ان شهد شاهد من أهلها) انها واجهة سياسية تسيئ الى القانون والعدالة كثيرا.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.