أصبح شهر رمضان مناسبة لمبتكري الأفكار الجديدة والمثيرة في مصر، لكن تبقى الخيام الرمضانية هي القاسم المشترك الأعظم، فلم تعد على وتيرة واحدة كما كانت، بل اتخذت أشكالاً هندسية غير مألوفة، وأنماطاً غير معتادة للخدمات التي تقدمها للزبائن، بهدف لفت الانتباه التمايز، وبالتالي جذب أكبر عدد من الزوار من مصر والسائحين العرب والأجانب. الجديد هذا العام هو «خيمة الإيمان»، التي انتصبت في ساحة أحد الفنادق الفاخرة كخيمة من نوع جديد تقدم الفتاوى والمناقشات الدينية، أما عن جمهورها فهو متنوع ومن شتى المشارب والأعمار، وإن كان يغلب عليه حضور لافت للشباب والفتيات المحجبات، ويقول المسؤول عن هذه الخيمة «إنها تقدم الإجابات الفقهية، وكذلك الدعوة إلى الله، والإنشاد الديني، وقراءة القرآن وحتى الخلفيات الموسيقية والأغاني تدور حول الابتهال والمدائح النبوية وغير ذلك من المظاهر الدينية»، ويستدرك قائلاً «إن الخيمة تقدم أيضاً الطعام والمشروبات، ولا تمنع المدخنين من التدخين، لكنها لا تقدم الشيشة». وقبل ظهور ما بات يعرف ب «خيام الإيمان» واجهت الخيام الرمضانية التقليدية انتقادات من قبل من اعتبروها مناقضة للسمات الرئيسية لرمضان الذي ينبغي أن «يتسم بمظاهر الزهد»، وطيلة سنوات مضت شن كتاب إسلاميون عليها معارك ضارية، متهمين إياها بأنها وإن كانت تخلو من الرقص الشرقي، لكن هذا «لا يمنع المترددات على الخيام من الرقص بأثوابهن القصيرة على الطاولات أو مع المغنين وهذا لا يناسب جلال الشهر الكريم بتقديرهم ألف شيشة وشيشة ويقول صاحب إحدى وكالات الإعلانات الشهيرة في مصر إن الخيام تضاعفت خلال الأعوام الأخيرة بشكل لافت، نظرا للنجاح الذي لقيته، ويوضح أنه نصب خيمته فوق سطح فندق عائم على نيل حي الزمالك العريق، وفي الماضي كانت هذه الخيام تقام في المناطق الشعبية بالقاهرة الفاطمية، وأن انتقالها إلى الأحياء الراقية بدأ مع العام 1993، وأن الجديد الذي تتميز به خيمته هذا العام هو أنها مصنوعة من مادة شفافة غير قابلة للاحتراق، ليتاح للزوار مشاهدة النيل والأضواء التي تنبعث من القصور والفنادق الفخمة المطلة على النهر، والتمتع بمشاهدة انعكاساتها على صفحة النهر، وهم يدخنون النارجيلة التي يختارون نكهتها من قائمة تحمل عنوان (ألف شيشة وشيشة)، لكن اشهرها معسل التفاح. لكن الارتفاع الهائل في الأسعار والاستعدادات لبداية العام الدراسي الجديد في مصر، عوامل يتوقع معها أن تجعل الاقبال محدوداً على هذه الخيام باستثناء عطلة نهاية الاسبوع، فأكثر الخيام ازدحاماً لا يتوقع لها أن تستقبل أكثر من 600 شخص يومي الخميس والجمعة، مقابل عدد يتراوح بين مائة إلى 300 خلال ايام الاسبوع، بينما يسعى المشرفون على الخيام الى جذب الزبائن عبر تنظيم حفلات لاكثر الفنانين شهرة في مصر والدول العربية. ثمة خيمة أخرى أطلق عليها (مكسرات) وصممت على هيئة قبة ضخمة ارتفاعها 18 مترا ومساحتها الفي متر، وتنتصب هذه الخيمة في ساحة انتظار السيارات بفندق (شيراتون هليوبوليس) القريب من مطار القاهرة، وتخصص (مكسرات) امسيات خاصة للفنانين المصريين والعرب وتقدم خدمات متنوعة من أطعمة ومشروبات وفقرات ترفيهية.