شخصيا أنا لا ( أشيّش ) ولا اعرف أن سمح فقهاء اللغة العربية بدخول فعل ( شيّش ) للغة العربية ولكنه موجود في مصطلحاتنا اليومية ... على كل حال وأعرف أشخاصا يفطرون شيشة ويتغدون معسّل وبالطبع يتعشّون على تفاحتين وسلّوم وهؤلاء من تهمهم مقالتي ... وضرر الشيشة حسبما سمعت من أطباء موثوقين يفوق بكثير ضرر الدخان العادي بالسجائر ولكن هناك ( مشيّشون ) يرفضون هذه المقولة ويصرون على ان ضرر الشيشة أقل بكثير من السيجارة ... وفي مصر هناك نسبة كبيرة من الناس تدخن الشيشة أو الاركيلة أو النارجيلة ولكن الحكومة قررت أعلان الحرب على الشيشة فبدأت في القاهرة وأنتقلت للأسكندرية حيث تم منعها في المقاهي والكافيتيريات ( وهو ماتفكر به أيضا حكومة دبي حسبما شاهدنا في أحد البرامج التلفزيونية ) ... بالتأكيد هذا المنع \" عكنن \" مزاج الُشيّشين خاصة وأن العقوبة 30 الف جنيه للمقهى الذي يتم ضبط الأركيلة فيه وألف جنيه لمن يستخدم هذه الأركيلة ووصلت الصرامة حد إغلاق بعض المقاهي بالشمع الأحمر !! وبالطبع الحاجة أم الإختراع ... فأصحاب المقاهي لم يستسلموا \" لحرب الشيشة \" فخرجت إلى الدنيا وظيفة جديدة هي \" ناضورجي الشيشة \" والناضورجي ياسادة ياكرام هو المراقب الذي يرصد حركة سيارات الشرطة والمباحث والمخبرين الذين يريدون ضبط المقاهي والمُشيّشين بالجرم المشهود وهو ( تدخين الشيشة ) .... الشرطة حاولت ضبط مقهى في منطقة الازاريطة في الأسكندرية ولكن ( على مين ) إذ تمكن الناضورجي من رؤية الدورية وعلى طريقة افلام الآكشن العربية دخلت سيارة أحد الزبائن وسط الشارع وتعطلت ... والشارع ضيق ولا يتسع سوى لسيارة واحدة .. والشرطة بالها طويل على مايبدو لأن الناضورجي تقمّص دور الميكانيكي وحاول أن يقوم بإصلاح العطل غير العطلان في السيارة الخربانة وماهي بخربانة ... ( بمثل هذه السوية صار فيلم هندي ) ... عموما وبلا طول سيرة تمكن الناضورجي من تأخير تقدم قوة الشرطة عشر دقائق كانت كفيلة للعاملين بالمقهى لأخفاء الآراكيل في مستودع مخصص ( للمخفيات ) ولكنهم نسوا أحد زملائهم الجدد في الداخل وأغلقوا عليه الباب من برة ويبدو أن هذا المسكين عنده كلستروفوبيا أو رهاب الأماكن المغلقة فبدأ بالصراخ والزعيق : ياناس يا هو إلحقووووني .. ومن سوء حظه أن الذي سمع النداء كانت الشرطة التي فتحت باب المخزن لتجد عشرات الآراكيل مخبأة هنا وهناك فصادروها وعاقبوا المقهى ... ويبدو أن ( عشاق الشيشة) سيضطرون لتدخينها في المنازل بعدما ضاقت عليهم الدنيا ويبدو أن النسوان هنّ من سيقمن بمهمة تجهيز الشيشة وإعداد مستلزماتها وبالتالي قد يُصبحن خبيرات معسّل بدلا من خبيرات طبخ وتجميل ويبدو أن فترة أقامة الأزواج في البيوت قد تطول بسبب تدخين الأركيلة منزليا ويبدو أن الامراض ستنتقل للأطفال الذين لاحول لهم ولا قوة بأن يتنفسوا دخان الشيشة في شقق صغيرة وربما في اجواء اساسا هي فاسدة صحيا ويبدو أن الامور قد تتطور بحيث يتم تدخين الشيشة في غرف النوم والحمامات في حالة منعها في حصور الأولاد الصغار بعد تخصيص ناضورجية حكوميين لردع كل من تسول له نفسه تدخين الأركلية في الصالون أمام عياله .... حرب الشيشة بدأت ونتوقع أن نراها في مسلسل تركي من 3000 حلقة وربما شارك مهند فيه بدور الناضورجي الذي يقع في غرام معلمة الشيشة نور المرتبطة عاطفيا بالضابط يحيى الذي يكره الدخان عكس شقيقه أسمر ؟؟؟ فيمرض اسمر ويأخذه شقيقه الضابط لعيادة الدكتور علي الذي يُدخن هو الآخر الشيشة ولديه مقهى يعمل فيه مدحت شقيق عصمت التي فقدت زوجها بمرض سرطان الرئة فوهبت حياتها لمكافحة التدخين في دراما دخانية تستطل الأنفاس .. عفوا تحبس الأنفاس مدونة مصطفى الآغا - MBC.NET [email protected]