نوهت السيدة فالنتين روجوابيزا نائبة المدير العام لمنظمة التجارة العالمية بالدور الذي تلعبه دولة قطر على المستوى العالمي في مجال التجارة من خلال دعمها للعلاقات التجارية وارسائها اسس التعاون العالمي في المجال الاقتصادي. وقالت السيدة فالنتين في حوار خاص مع وكالة الانباء القطرية "قنا" إن دولة قطر لديها سمعة راسخة جدا باعتبارها داعمة للعلاقات المتعددة الاطراف وهذه التعددية اليوم لها اهمية أكثر بكثير مما كانت عليه في السابق. وأضافت انه ونظرا للاحداث التي يشهدها العالم حاليا وخاصة فيما يتعلق بعدم اتضاح الرؤية الاقتصادية العالمية فإن التعاون الدولي اصبح اكثر صعوبة معتبرة ان العالم اليوم في حاجة إلى دولة مثل قطر نظرا للجهود الحثيثة التي تقوم بها لتعزيز اسس التعاون ومنها استضافتها للعديد من الفعاليات والمنتديات والمؤتمرات الاقتصادية التي تجمع كل من الدول المتقدمة والنامية في محاولة منها لايجاد الحلول الشاملة والعالمية للمشاكل التي تتعدى حدود للدول. وحذرت من خطورة مجريات الامور فيما يخص مسار التعاون التجاري بين الدول معربة عن خشيتها من ان يصبح مجال التعاون الدولي اكثر صعوبة خلال المرحلة القادمة في ظل تداعيات المشاكل التي تواجه الاقتصاد العالمي وخاصة ما يتعلق بازمة منطقة اليورو. واستبعدت نائبة المدير العام لمنظمة التجارة العالمية ان تشهد المرحلة القادمة تغيرا جوهريا في أجندة عمل المنظمة واهمال ما جاء في مفاوضات "جولة الدوحة" لتحرير التجارة معتبرة انه لا يمكن تجاهل قطاع الزراعة والانتقال الى التفاوض في مسائل اخرى في المنظمة كون هذا القطاع يمثل اهتمام كافة الدول النامية والاقل نموا الاعضاء بالمنظمة. وقالت ان اي أجندة عمل جديدة للمنظمة يجب ان توضع في الحسبان الزراعة لأنه من الواضح انها تمثل قلقا شديدا بالنسبة لجزء كبير من الدول الاعضاء معتبرة ان تجاهل القطاع الزراعي والانتقال إلى مسائل جديدة ونسيان الزراعة ليس بخيار مجدي في الوقت الراهن. وأضافت ردا على سؤال حول أجندة عمل المنظمة للفترة القادمة والانتقال الى مسألة نقاش غير القطاع الزراعي انه لا مجال للنظر في بعض المسائل وإهمال الزراعة، ونعترف انه لا يمكن اهمال ما جاء في جولة الدوحة والتركيز على مسائل جديدة كون ذلك من غير الممكن في السياق الحالي. وأشارت في هذا السياق إلى اقتراح تقدم به بعض الدول الأعضاء بأن تكون هناك مسائل جديدة تتعلق بالقرن الواحد والعشرين باعتبار ان المسائل المعروضة ضمن جولة الدوحة هي مسائل تتعلق بالقرن التاسع عشر لذلك يجب الانطلاق إلى مسائل أخرى. وأضافت أنه لم يكن هناك اتفاق او إجماع حول هذا الطرح وذلك بسبب أن ثلثي الدول الاعضاء في منظمة التجارة العالمية هي من الدول النامية، لافتة إلى أن الزراعة لا تمثل سوى 2% من حجم التجارة الدولية لكنها تمثل ثقلا كبيرا في اقتصادات الدول النامية والاقل نموا. وردا على سؤال عن المسؤول عن المأزق الحالي لتوقف مفاوضات جولة الدوحة قالت ان جميع الدول الاعضاء هي المسؤولة لأنه في الوقت الراهن لا يمكن تحديد من بالضبط هو المسؤول، معتبرة إن مجموعتين من الدول الاعضاء هي المسئولة عن الازمة الحالية وهما الدول المتقدمة والدول النامية اللتان لم تتفقا على ارساء اسس التعاون والتجاري. وأوضحت إن الدول الأقل نموا هي الاقتصادات الأكثر ضعفا وهي غير مسؤولة عن الازمة الحالية، مؤكدة أن الاوضاع الحالية ليست الوقت المناسب لتوزيع اللوم على من هو مسؤول او اكثر مسؤولية عما حصل, بل الاهم منه هو التوصل إلى إيجاد الحلول المناسبة للخروج من هذا المأزق ثم مراجعة المفاوضات المتعددة الاطراف ووضعها في سياقها. وتوقعت نائبة المدير العام لمنظمة التجارة العالمية اليوم تراجع نسبة النمو في حجم التجارة العالمية إلى 3.7% في العام الجاري مقابل 5% في العام الماضي، وأشارت الى تأثير أزمة الديون الأوروبية على مستوى التجارة محذرة من التباطؤ في اقتصاديات الدول النامية كونها شريكة اساسية للدول الأوروبية. وحذرت من التأثير السلبي للازمات الاقتصادية التي يمر بها عدد من دول العالم على التعاون المتعدد الاطراف بين الدول، معتبرة أن منظمة التجارة العالمية ليست معزولة عن الأزمة. وأشارت في هذا السياق إلى عزوف عدد من الدول عن اجراء مفاوضات للدخول في منظمة التجارة العالمية، لافتة الى الخطوات التي قامت بها المنظمة من أجل حث تلك الدول على المضي قدما في تلك المفاوضات بما يساهم في تسهيل انسياب التجارة عالميا. ودعت السيدة فالنتين روجوابيزا إلى تحقيق توازن في كيفية التعامل مع الواقع من خلال التعاون البناء بين الدول الاعضاء بمنظمة التجارة العالمية لحل المسائل التي تعترض انسياب التجارة على المستوى العالمي. وقالت انه لا يمكن للدول ان تسمح بشلل المنظمة ويجب التأكيد على ان ما تم إنجازه خلال 60 سنة الماضية ليس في خطر وان هناك طريقة واحدة لتلافي ذلك وهو حث الدول الاعضاء على احترام التزاماتها لمساعدة المنظمة على زيادة نظام الرصد واتخاذ التدابير التجارية المناسبة بما يساهم في زيادة معدلات التجارة وضمان بقاء الاسواق مفتوحة امام حركة التجارة. واعتبرت السيدة فالنتين روجوابيزا في هذا السياق أن ما يمنع الدول الاعضاء من المضي قدما لارساء التعاون فيما بينها ، على الرغم من انفتاح اكبر لتدابير المنظمة لما كانت عليه خلال المرحلة الماضية، هو الفهم المختلف للمسؤوليات بين الدول المتقدمة والدول النامية، قائلة هذا بالفعل المأزق الذي تواجهه الدول حاليا والذي يؤدي الى عدم التفاهم حول أبرز المسائل والقضايا في مجال التجارة. وحذرت من خطر الإجراءات الحمائية التي تقوم بها بعض الدول على مسار التجارة الدولية، معتبرة ان آثار هذه الإجراءات تكون عواقبها وخيمة على الدول المتقدمة والنامية على حد السواء. ودافعت عن الدول الاقل نموا باعتبارها غير مسؤولة عن المأزق الحالي الذي يتمثل في إيجاد توازن الصحيح بين ميزان التجارة العالمية في الوقت الراهن، وقالت وان الدول المتقدمة والدول النامية تستطيع ان تساعدها لان سهمها في التجارة الدولية ضئيل جدا بحيث لا يؤثر على هذا التوازن. وذكرت نائب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية أن دور المنظمة هو دور مهم وأساسي بحكم أنها المنظمة المتعددة الاطراف الوحيدة في العالم التي تشارك وتتفاوض وتقرر فيها كل دول العالم المتقدمة والنامية والاقل نموا جنبا إلى جنب حول القوانين التي ستحكم التجارة بين هذه الدول. وقالت إن كل الدول تعتبر بأن التنمية تقودها العولمة ولا يوجد اي تنمية عالمية ما لم تكن التجارة محورها.. معتبرة ان الصين استطاعت اخراج شعبها من تحت خط الفقر نتيجة للتجارة وهذا رمز جيد للتجارة. وأضافت ان هناك مثل آخر وهو مدينة الدوحة والنمو الذي وصلت إليه كان نتيجة للتجارة والخدمات، التجارة ليس في المحروقات فحسب بل في الخدمات أيضا، معتبرة أن أحد الأسباب التي مكنت قطر من استضافة العديد من المؤتمرات العالمية هي قدرتها على توفير هذا الكم الهائل من الخدمات والبنية التحتية التي لا تستطيع العديد من الدول تقديمها. وذكرت إن منظمة التجارة الدولية تقوم بتنظيم المؤتمرات والجولات ووضع القوانين وتنظيم المفاوضات وحل الخلافات التجارية بين الدول الاعضاء وتراقب التزام الدول بقوانين التجارة ولها أيضا قدرة كبيرة جدا على مساعدة الدول على الاستفادة من الانفتاح التجاري الحالي. وأعلنت أن الاجتماع المقبل لمنظمة التجارة الدولية الذي يعقد كل سنتين سيكون في شهر ديسمبر 2013، بجنيفا على الأرجح وأكدت أنها لا تستطيع ان تتنبأ برنامج واجندة المؤتمر المقبل وانه لن يتم تحديدها إلا في وقت ما خلال السنة المقبلة.